أوغلو يبحث في بغداد تفعيل عملية الوفاق العراقي
المالكي يمنع التعرض لحصانة نائب اتهم بتفجير مبنى البرلمان
أسامة مهدي من لندن: ظهر خلاف رسمي عراقي الليلة على اعلى مستوى حول قضية اتهام القوات العراقية النائب عن الجبهة الوطنية للحوار الوطني محمد الدايني بالمسؤولية عن تفجير في مبنى البرلمان العراقي عام 2006 والتي قالت انها طلبت رفع الحصانة البرلمانية عته حيث رفض رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة بالتعرض لحصانة النائب او انتهاكها في اجراء القى الغموض على حقيقة اعترافات لمسؤول حماية النائب اتهم فيها الدايني بالمسؤولية ايضا عن تفجير مفخخات في مناطق من العاصمة الامر الذي نفاه الدايني بشدة مؤكدا ان الامر يتعلق باتهامات كاذبة .. في وقت بحث المالكي مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو تفعيل الوفاق الوطني العراقي ودور العراق في المنظمة التي ستقدم له نصف مليار دولار لانفاقها على الاعمار. فقد اصدر المالكي بعد ساعات من عرض الاعترافات أمرا يقضي بعدم المساس بالنائب محمد الدايني نافيا قيام القوات الأمنية العراقية بأي محاولة لاعتقاله بحسب المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء.
وقال ياسين مجيد إن المالكي ldquo;أمر الأجهزة الأمنية بعدم التعرض للنائب في البرلمان العراقي محمد الدايني بأي شكل من الأشكال أو انتهاك حصانته البرلمانيةrdquo; مشيرا إلى أن هذا الأمر ldquo;متروك لتصرف القضاء والبرلمانrdquo;بحسب ما نقلت عنه وكالة quot;أصوات العراقquot;. وأضاف أن ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشأن قيام قوات أمنية عراقية بتطويق فندق الرشيد لاعتقال النائب الدايني ldquo;عار عن الصحةrdquo; مشددا أن مجلسي القضاء الأعلى والنواب ldquo;هما من له الحق بالتصرف بهذا الشأنrdquo;.
وجاء امر المالكي الليلة بعد ان عرضت السلطات العراقية صباحا ما قالت انها اعترافات ادلى بها مسؤول فريق حماية النائب السني عن محافظة ديالى وعضو الجبهة العراقية للحوار الوطني محمد الدايني واحد عناصر الفريق عن مسؤولية النائب بتفجير في مبنى مجلس النواب في نيسان (ابريل) عام 2006 مما ادى الى مقتل نائب واصابة ثلاثة اخرين .
وقال الناطق الرسمي بأسم قوات حفظ القانون اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد ان المعتقلين هما رياض ابراهيم الدايني احد افراد حماية النائب وابن شقيقته وعلاء خير الله المالكي رئيس فريق الحماية . ثم عرض عطا اعترافات متلفزة لرياض قال فيها ان مفجر كافتيريا مجلس النواب بحزام ناسف قد دخل الى مبنى المجلس بهوية النائب محمد الدايني . واشار الى انه وعدد من المسلحين التابعين للدايني قاموا بقصف المنطقة الخضراء بوسط بغداد والتي تضم المؤسسات الرسمية العراقية العليا ومقرات السفارات الاجنبية . واشار الى ارتكاب عمليات قتل واختطاف اخرى ضد مواطنين بتعليمات من أحمد شقيق النائب محمد الدايني . وقال ان مسلحين تابعين للنائب هم الذين قتلوا اثنين من ضباط الشرطة مستخدمين سيارات تابعة للدايني .
اما علاء خير الله هاشم المالكي مسؤول فريق حماية الدايني فقد قدم شرحا لعمليات نفذها الفريق ضد مواطنين بعلم النائب اضافة الى القيام بمهمات لتفجير سيارات مفخخة في مناطق من بغداد . واشار الى ان الدايني يقوم بتزوير عمليات القاء قبض على ضباط ومسؤولين عسكريين لارباك الوضع الامني . واضاف ان الدايني كان يشرف على استخدام منزل في العاصمة لتفخيخ السيارات واخفاء الاسلحة والمتفجرات . وقال انه وشقيق محمد الدايني واسمه احمد الدايني قاما بقتل عدد من المواطنين واغتيال احد الضباط وتفجير عدد من السيارات المفخخة في بغداد كما ارتكبوا في محافظة ديالى شمال شرق بغداد سلسلة من الاعمال الارهابية منها دفن خمسة اشخاص وهم احياء في احد قرى المحافظة .
وادعى انه في كل مرة يخرج محمد الدايني على الفضائيات ويهاجم الاوضاع في البلاد كان رئيس هيئة علماء المسلمين السنية الشيخ حارث الضاري الصادر بحقه انر بالاعتقال بتهم التشجيع على الارهاب كان يتصل به ويقول له بارك الله بك يا اسد العراق , بارك الله بك يا بطل العراق . كما ان هناك تعاونا وثيقا بين الضاري والدايني للتنسيق حول تنفيذ العمليات الارهابية في بغداد وديالى . واوضح عطا إن مذكرة القاء قبض قد صدرت بحق الدايني ويتوجب على مجلس النواب رفع الحصانة البرلمانية التي يتمتع الدايني بها لاجل مقاضاته. واضاف إن قوات الامن العراقية شددت الرقابة على المطارات والمعابر الحدودية بعد صدور مذكرة التوقيف بحق الدايني لمنعه من الفرار.كما داهمت قوة عراقية خاصة غرفة النائب الدايني الذي يسكن فندق الرشيد الواقع ضمن المنطقة الخضراء الليلة بحثا عن شقيقة احمد الدايني .وقد صادرت القوة وثائق وجهاز الكومبيوتر الخاص بالنائب الدايني .
وعقب ذلك اعلن النائب الاول لرئيس مجلس النواب خالد العطية ان رئاسة المجلس بانتظار قرار مجلس القضاء الاعلى برفع الحصانة عن النائب الدايني . وفي وقت لاحق قال ناطق باسم مجلس القضاء ان اي طلب من القوات العراقية لم يصله لاعتقال الدايني بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه معروف ان النائب محمد الدايني يقود حملة ضد الحكومة العراقية ويتهمها بارتكاب عمليات قتل طائفية وسبق له ان قدم شهادات حول ذلك في بريطانيا والولايات المتحدة .
وقد نفى الدايني على الفور ما نسب له من افعال وقال في تصريحات صحافية إن التهم المنسوبة له quot;كاذبة ولا اساس لها من الصحةquot; . وقال انه مستهدف quot;لمواقفه الوطنيةquot; بما فيها جذب الانتباه الى انتهاكات لحقوق السجناء في السجون العراقية ونفوذ أيران على بعض الاحزاب والمجموعات السياسية الشيعية في العراق .
المالكي وأوغلو بحثا تفعيل عملية الوفاق العراقي
بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد اليوم مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو تفعيل الوفاق الوطني العراقي ودور العراق في المنظمة التي ستقدم له نصف مليار دولار لانفتقها على الاعمار .
وقال المالكي خلال الاجتماع ان العراق الذي تمكن من تجاوز التحديات والمخاطر التي كانت تهدده ، حريص على ان يكون عضوا فاعلا في منظمة المؤتمر الاسلامي وباقي المنظمات والمؤسسات الدولية . وأضاف ان العراق يثمن عاليا المبادرة التي قامت بها منظمة المؤتمر الاسلامي بعقد مؤتمر لعلماء الدين العراقيين من الشيعة والسنة الذين وقعوا على وثيقة مكة والتي جاءت في فترة حرجة كان يمر بها العراق الذي كان يواجه حربا طائفية. واشار الى ان وثيقة مكة تمثل حلقة مهمة في إطار الجهود الكبيرة التي بذلها أصدقاء العراق وحكومة الوحدة الوطنية بما ساعد في تثبيت الامن والاستقرار وعودة اللحمة بين مكونات المجتمع العراقي الذي عرف عنه تاريخيا بالتسامح والتآخي . وقال quot;كنا واثقين من ان العراقيين سوف ينجحون في تجاوز الازمات لانهم أبناء حضارة عريقة وتاريخ مشرف وانهم يستعدون اليوم للمساهمة الفاعلة والقوية في عملية إعادة البناء والاعمار التي تحتاج الى مساندة ودعم جميع الدول والمنظمات الدوليةquot; .
من جهته quot;أشاد أوغلو بدور الحكومة في إنجاح إنتخابات مجالس المحافظات وتثبيت الامن والاستقرار وباتفاقية سحب القوات الاجنبية التي تم التوقيع عليها بين العراق والولايات المتحدة الاميركيةquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام المالكي . وأعرب أوغلو عن إستعداد المنظمة الاسلامية للمساهمة في عملية البناء والاعمار وتشجيع الاستثمارات في العراق . وأكد ان المنظمة على إستعداد لتقديم 500 مليون دولار للمشاركة في عملية البناء والاعمار في المجالات المختلفة .
وفي وقت سابق اليوم بحث الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو مع الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد اليوم السبل الكفيلة لتفعيل عمل المنظمة داخل العراق والمساعدة في خطوات تحقيق المصالحة والتناغم الوطني فيه .
واستعرض طالباني خلال الاجتماع التطورات الإيجابية التي تحققت على الساحة العراقية quot;إضافة إلى النجاحات على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسيةquot; كما قال بيان رئاسي مضيفا انه اعتبر زيارة اوغلو quot;مهمة وستكون خطوة مشجعة بإتجاه تعميق العلاقات بين العراق و منظمة المؤتمر الإسلاميquot;. واشار الى quot;تطلع العراق للعب دوره المنشود في العالم الإسلامي كونه جزءا فعالا فيه مؤكداً أهمية إدامة التواصل و تعزيز التعاون بين العراق و منظمة المؤتمر الإسلاميquot; . ودعا المنظمة للمشاركة في الجهود التي تبذل لترسيخ وتحقيق التناغم الوطني في البلاد موضحاً أن العراق بلد متعدد القوميات و الأطياف و الطوائف وهذه التعددية هي عامل قوة عندما تتوفر الديمقراطية و الحرية و المساواة.
وشدد الرئيس طالباني على أهمية العلاقة مع المنظمة مضيفاً quot;نرحب بتوسيع العلاقة مع منظمة المؤتمر الإسلاميquot; مؤكداً للوفد الزائر بأن علاقات العراق مع البلدان الإسلامية جيدة و في تطور ملحوظ.
بدوره أكد أمين عام المنظمة ضرورة تركيز الإهتمام على العراق لما له من مكانة كبيرة و تاريخ عريق مجدداً مساندة المنظمة للشعب العراقي و للعملية السياسية الجارية . واضاف quot;بودنا أن ياخذ العراق مكانه الطبيعي في المنطقةquot; موضحاً الإمكانات السياسية و التنموية للمنظمة و التي ستكون متاحة أمام العراق، مشدداً على دور دول الجوار والعالم الإسلامي في مساعدة الشعب العراقي. كما ابدى أوغلو إستعداد منظمة المؤتمر الإسلامي لتوسيع العلاقات السياسية والإقتصادية و التنموية مع العراق مؤكداً quot;نريد للعراق حضوراً قوياً داخل المنظمة.
وكان اوغلو وصل الى بغداد اليوم لافتتاح مكتب المنظمة في بغداد واجراء محاثات مع المسؤولين العراقيين لتفعيل وثيقة مكة للمصالحة الوطنية العراقية التي وقعت عام 2006 . وقال سفير المنظمة لدى العراق حامد علي التني ان اوغلو سسبحث خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام مع كبار المسؤولين العراقيين في مجمل الاوضاع على الساحة العراقية والوقوف عن كثب على احتياجات العراق . واشار الى ان منظمة المؤتمر الاسلامي تولي اهتماما كبيرا تجاه العراق والصعوبات التي يمر بها حاليا لاسيما بعد تحرره من النظام الشمولي والتحول الى النظام الديمقراطي . وياتي وصول اوغلو بعد يوم واحد من وصول وفد من خبراء المنظمة الى العاسمة العراقية للاعداد لافتتاح مكتب المنظمة الدائم غدا الاثنين .
واشار التني الى الدور الذي لعبته المنظمة في رعاية مؤتمر مكة في العام 2006 وموقفها الداعم للشعب العراقي بأطيافه كافة عن برنامج عشري للمنظمة يتضمن مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بغية تحريك القدرات التي يمتلكها العالم الاسلامي. وقال ان زيارة الامين العام للمنظمة الاسلامية هذه تأتي ضمن الجهود لتقديم الدعم للعراق والاسهام بفاعلية في عمليات اعادة الاعمار والتنمية . واوضح ان الهدف الاساس للمنظمة يكمن بازالة الغلو والعنف وما يلحق بالعالم الاسلامي من عنف وارهاب واظهار الوجه الحقيقي للاسلام ومكافحة التشدد الديني وتحرير الشباب من الافكار المتطرفة.
التعليقات