كامل الشيرازي من الجزائر: علمت quot;إيلافquot;، اليوم، أنّ العشرات من مقاتلي ما يسمى (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) يتواجدون على أهبة الإستسلام، وأوردت مراجع إعلامية جزائرية على لسان متحدث أمني، أنّ اتصالات اشترك بها أمير كتيبة الأنصار quot;بن تواتي عليquot; المكنّى quot;أبو تميمquot; المستسلم حديثا، قد تفضي بنسبة كبيرة إلى إقناع هؤلاء بجدوى إلقاء الأسلحة والاستجابة لنداء مؤسس quot;الجماعة السلفيةquot; في الجزائر quot;حسن حطابquot; المكنّى أبو حمزة (42 عاما)، الذي دعا المسلحين قبل أسابيع إلى التوبة.

وتقول معلومات توافرت لـquot;إيلافquot;، أنّ 35 مقاتلا في صفوف القاعدة ممن كانت لهم صلات بـquot;حسن حطابquot; أبدوا نيتهم في إنهاء مظاهر العنف لقاء استفادتهم من عفو خاص، وأفيد أنّ هؤلاء ينشطون بمنطقة القبائل الكبرى وكذا بشرقي وجنوب البلاد، كما ذكرت المصادر ذاتها أنّ لائحة التائبين المُفترضين تضمّ أيضا سبعة عشر متشددا ينشطون ضمن كتيبتي ''الأرقم'' وquot;أبو زياد''، ورشح أنّ المسلحين المعنيين يخشون من معاقبتهم حال استسلامهم، طالما أنّ غالبيتهم صدرت ضدهم أحكام قضائية متفاوتة بين المؤبد والإعدام.

وتناقلت مصادر محلية أخبار في المدة الأخيرة عن رغبة عشرة من كبار أمراء القاعدة هجر العنف في ظل استشراء التذمر واليأس بين صفوف أكبر تنظيم دموي في البلاد، ويشترط كثيرون مسألة خروجهم عن خط المتشدد quot;عبد الملك دروكدالquot; بتلقيهم quot;ضماناتquot; تقضي بتمكينهم من تدابير العفو العام.

ويقول كثيرون ممن أشهروا خروجهم عن القاعدة، أنهم quot;انخدعوا quot; وقرروا وضع سلاحهم، بعدما فضل الدمويون استهداف المدنيين ، وصاروا يمارسون الخداع للتعمية على مجازرهم وفق quot;مخطط تكفيريquot; يقوده (خوارج يمارسون تقتيلا منظما ضدّ الجزائريين تحت زعم الجهاد) على حد تعبير quot;أبو الوليد البليديquot; القيادي السابق في القاعدة، وضرب أبو الوليد مثلا بمجزرة البويرة المرتكبة قبل أشهر، حيث روى كيف رأى بأمّ عينيه عشرات الأبرياء وهم يسقطون في التفجير الذي استهدف حافلة تابعة لشركة كندية، حيث سقط 12 مدنيا أعزلا، في وقت ادعت القاعدة أنّ الهجوم نجم عن مقتل عدد غير محدد من الأجانب، ولاحظ المسلح السابق أنّ quot;الإمارةquot; ظلت دوما تخبر مقاتليها بأنّ المستهدفين من الهجمات هم من الجيش والدرك والأجانب، لكن وقائع الميدان بيّنت غير ذلك تماما.

ويذهب مراقبون في الجزائر، إلى إمكانية إصدار السلطات هناك لإجراءات عفو جديدة في المرحلة المقبلة، على نحو يدعم ما أتى به قانون الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة في عامي 1999 و2005 وما تضمناه من تدابير سمحت بتطليق مئات المتمردين لأعمال العنف، واسترجاع ستة آلاف قطعة سلاح منذ بدء خطة المصالحة في الجزائر في مارس/آذار 2006، علما أنّ ثلاثمائة مسلح استفادوا من تدابير العفو العام.

وتقول أنباء أنّ معسكرات القاعدة تعيش حالة من الجمود والتذمر السائدة بين صفوف مقاتلي أكبر تنظيم دموي في الجزائر الذي يستوعب في حدود خمسمائة مسلح - 380 مسلحا بحسب إحصائيات رسمية-، واستنادا إلى ما ذكرته بيانات أمنية، فإنّ عموم المتمردين يتمركزن خصوصا في منطقة القبائل الكبرى وأجزاء من منطقتي الشرق والصحراء الكبرى، وغالبيتهم محسوبون على تنظيمي (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) و(جماعة حماة الدعوة السلفية)، بعدما جرى القضاء على النواة الصلبة في أقدم تنظيم دموي في البلاد (الجماعة الإسلامية المسلحة) بشكل كامل.