دمشق، وكالات: اكد الرئيس السوري بشار الاسد اليوم على ضرورة ان يتوصل العرب الى طريقة لادارة الخلافات بمودة وباسلوب يبني على المشترك بينهم ويقلص مساحة الاختلاف .

وذكر بيان رسمي هنا اليوم ان تأكيد الرئيس السوري جاء خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والذي جرى خلاله بحث الوضع العربي والتحديات التي تواجه الامة في مختلف بلدانها خصوصا في ضوء الانقسامات التي شهدتها الساحة العربية في الفترة الاخيرة اضافة الى بحث المصالحة الفلسطينية وعزم البلدين على دعمها ودعم المصالحة العربية لما فيه خير العرب جميعا.

وقال الرئيس الاسد وفق البيان ان هناك بعض القضايا الجوهرية التي لا يمكن ان يختلف العرب عليها تتعلق بالحقوق العربية والمصالح العربية العليا مشددا على ضرورة ان تبقى العلاقات بين البلدان العربية دائما في خدمة الشعوب العربية ومصالحها العليا وتصب في تمكين الدول العربية من القيام بواجباتها وخاصة تجاه فلسطين والعراق.

وأضاف البيان ان اللقاء بين الاسد والفيصل كان quot;بناء وايجابياquot; ونقل خلاله الامير سعود الفيصل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ودعوة منه لزيارة المملكة العربية السعودية.

وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ووكيل وزارة الخارجية السعودية خالد الجندار.

وتاتي زيارة وزير الخارجية السعودي الى سوريا بعد اقل من عشرة ايام من زيارة الوزير السوري وليد المعلم الى الرياض حاملا رسالة من الرئيس بشار الاسد الى الملك عبدالله بن عبد العزيز.

كما تاتي غداة اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا في القاهرة في اطار تنقية الاجواء العربية وانهاء الانقسامات قبل عقد القمة العربية في الدوحة في 30 اذار/مارس الحالي.

وشهدت العلاقات بين سوريا والسعودية توترا متصاعدا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وتعود اخر زيارة رسمية قام بها الامير الفيصل الى دمشق الى كانون الثاني/يناير 2006، تبعتها زيارة للرئيس بشار الاسد الى السعودية، في اطار الجهود لانهاء القطيعة بين البلدين اثر اغتيال الحريري.

لكن الفتور عاد الى العلاقات التي توترت كذلك بين القاهرة ودمشق مع الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز/يوليو 2006 اذ اتهمت مصر مع السعودية والاردن حزب الله الذي تدعمه سوريا بالقيام ب quot;مغامرات سياسيةquot;.

واكد الفيصل في افتتاح اجتماعات الوزراء العرب صباح الثلاثاء quot;طرأ تحسن ملموس في العلاقات العربية-العربية بما في ذلك الاتصالات الايجابية القائمة بين الرياض ودمشق والتي من شأنها ان تدعم مسيرة المصالحة العربية عموماquot;.

ورغم الحراك السياسي، وتراجع التوتر في الاجواء، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء ان quot;العقبات كثيرةquot; على طريق المصالحة العربية.

وتابع quot;الجو اصبح اقل توترا واقرب الى الرغبة والنية الى التفاهمquot;.

واكد سعود الفيصل في افتتاح الاجتماع الوزاري العربي ان جهود quot;المصالحة العربية والفلسطينية لن يكرسها وبدعمها الا توفر رؤية موحدة ومشتركة ازاء القضايا ذات المساس المباشر بالامن العربي مثل النزاع العربي-الاسرائيلي والتعامل مع التحدي الايراني سواء في ما يتعلق بالملف النووي او امن منطقة الخليج او اقحام اطراف خارجية في الشؤون العرابية سواء في العراق او فلسطين او في الساحة اللبنانيةquot;.

كونا، أ ف ب