الخرطوم، وكالات: أعلنت السفارة الأميركية في السودان في بيان اليوم الثلاثاء إجلاء موظفيها غير الأساسيين وأسر كل الموظفين على أساس إختياري. وقالت السفارة في بيان ان quot;وزارة الخارجية سمحت برحيل الموظفين غير الاساسيين وافراد اسر الموظفين في السفارة الاميركية في الخرطوم حتى اشعار آخرquot;.

وشدد ناطق باسم السفارة الأميركية في الخرطوم، في رد على استفسار CNN بالعربية، أن الدعوة طوعية وليست إجلاءً للعاملين غير الضروريين وأسرهم، مؤكداً أن البعثة الدبلوماسية ستواصل مهامها كالمعتاد.

وجاء التحرك الأميركي بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء. وكانت الخارجية الأميركية قد استبقت قرار المحكمة بتحذير رعاياها من السفر إلى السودان. وجاء في الإعلان المنشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الأمريكية بالسودان: quot;أجازت الخارجية مغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم وحتى إشعار آخر.quot;

واتسمت التظاهرات الشعبية التي شهدتها الخرطوم مؤخراً بطابع خطابي مناوئ للغرب، وأن الاحتجاجات المتواصلة قد تشجع العنف ضد المواطنين الأوروبيين والأميركيين، وفق التحذير. وأوصى التحذير المواطنين الأميركيين المقيمين في السودان وضع خطط طوارئ لمغادرة البلاد، عند الضرورة، دون الاعتماد على السفارة هناك، قائلا إن قدرة السفارة على مساعدتهم على ذلك quot;محدودة جدا.quot;

هذا وقد شددت كافة السفارات الغربية الإجراءات الأمنية قبيل إعلان الجنائية الدولية قرارها الأربعاء، إلا أن التحرك الأميركي هو الأول نوعه. وأشار البيان الأميركي إلى طرد الحكومة السودانية عدداً من الحركات والمنظمات غير الحكومية، ووصفت بعض العاملين بأنهم quot;جواسيس.quot;

وكانت الحكومة السودانية قد ردت على قرار الجنائية الدولية بطرد عدد من المنظمات الإنسانية غير الحكومية بدعوى تجاوز التفويض الممنوح لها. وكانت الخارجية الأميركية قد قالت في وقت سابق إن استمرار التحذير من السفر إلى السودان مرده تهديدات النزاعات المسلحة والإرهاب، ولتلقيها معلومات عن هجمات إرهابية قد تستهدف المصالح الأميركية والأوروبية هناك.

ولفتت إلى أن تلك التهديدات الإرهابية قد تتمثل في عمليات انتحارية، وتفجيرات أو اختطاف، أو أعمال عنف قد تندلع جراء موافقة المحكمة الجنائية على إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني. وبررت التحذير، الذي استبدلت به الخارجية آخر صدر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحسباً من أعمال عنف متوقعة بعد صدور القرار.

وطالبت رعاياها، ممن قرروا البقاء في السودان، توخي الحيطة والحذر وتجنب الأماكن العامة وأماكن تجمع الجاليات الغربية. واستشهد التحذير بمقتل اثنين من موظفي السفارة الأمريكية في الأول من يناير/كانون الثاني العام الماضي أثناء تنقلهم في الخرطوم، وهجوم فصيل تمرد دارفوري على الخرطوم في مايو/أيار الماضي.