طلال سلامة من روما: يؤمن سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي(وربما الأبدي)، بأن الغرور طابع لم ينجح زعماء اليسار من استئصاله جراحياً من تفكيرهم السياسي. لا بل كان الغرور رأس الحربة التي انقلبت على صاحبها وقتلته منذ نزول برلسكوني من ميلانو الى روما في محاولة لاعادة طقس روما الى طبيعته. ويتهم البعض برلسكوني بانجراره في بناء محور يميني أوروبي، سوية مع الرئيس الفرنسي ساركوزي. يكفي التوقف أمام انتقادات أنتونيو مارتينو، وزير الدفاع في حكومة البروفيسور رومانو برودي اليسارية، الذي يتهم ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، بتقاربه أيديولوجياً الى الفاشية والاشتراكية.

في الحقيقة، يؤكد برلسكوني أن حزبه، الذي سيتأسس رسمياً في السابع والعشرين من الشهر الحالي، ويضم ثلاثة أحزاب ينبع منها فريق برلسكوني التنفيذي أي الوزراء، سيكون منفتحاً أمام الجميع. على عكس ما يحصل في القوى اليسارية، فان حزبه لن يحتضن تيارات سياسية ذات آراء متناقضة، في ما بينها، إنما سيكون موحداً على غرار الأحزاب التي تتالت في ماضي البلاد السياسي، كما الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي.

بدلاً من استمداد قوته من التيارات السياسية الداخلية سيستمد حزب برلسكوني هذه القوة من تعددية أفكار ناخبيه لحل العديد من الأزمات العالقة ، في شؤون العدالة وغيرها. ويعتمد برلسكوني في تطلعاته المستقبلية على آخر الإحصائيات الصادرة التي تشير الى أن حزب الحرية quot;بارتيتو ديلا ليبرتاquot; يستأثر ب43 في المئة من أصوات الناخبين، في الوقت الراهن. في بادئ الأمر، احتضن حزب برلسكوني أكثر من عشرين شعاراً سياسياً تقلصت تدريجياً الى ثلاثة هي حزب قوة ايطاليا (التابع لبرلسكوني) والاتحاد الوطني ورابطة الشمال. لناحية القوة الانتخابية، يسعى برلسكوني الى الهيمنة على أصوات 51 في المئة من الناخبين هنا(أي أنه قد يطيح بالحزب الديموقراطي مرة أخرى من الانتخابات الأوروبية) مما يضمن له الراحة التامة في إدارة رئاسة الوزراء قبل أن يحقق quot;ضربة العمرquot; في حالة تمكن من الترشح لرئاسة الجمهورية، وهذه فكرة لم تنزل بعد في حلق أومبرتو بوسي، رئيس رابطة الشمال.