أشرف أبوجلالة من القاهرة: نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم الأحد عن مجموعة من المسؤولين الأمنيين الأميركيين قولهم أن إدارة الرئيس باراك أوباما تضع اللمسات النهائية خلال هذه الأثناء على خطط من شأنها مساعدة الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون في حملته الواسعة التي يقودها ضد عصابات المخدرات الشرسة هناك التي يطلق عليها quot; كارتلاتquot;، حيث كشفت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تخطط لإرسال مجموعة من العملاء الفيدراليين ومجموعة من المعدات وغيرها من الموارد إلى المنطقة الحدودية الفاصلة بين الدولتين بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية.

وفيما اعتبرته الصحيفة على أنها أولي المبادرات الأمنية الداخلية من جانب الرئيس أوباما، أشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يقوم مسؤولو إدارته بالإعلان في مطلع الأسبوع الجاري عن حملة قمعية ضد العمليات الخاصة بإمدادات السلاح والأموال التي يتم نقلها من الولايات المتحدة إلى داخل المكسيك، وهو ما سيساعد البلاد في السيطرة على تجارة المخدرات التي باتت تمثل صداعا في رأس السلطات المكسيكية والأميركية على حد سواء.

وقالت الصحيفة أن هذا الإعلان يمهد الطريق إلى الزيارة التي سيقوم بها ثلاثة من أعضاء مجلس الوزراء إلى مدينة نيو مكسيكو، والتي ستبدأ يوم الأربعاء المقبل بزيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون على أن يعقبها في الأسبوع التالي زيارة للمدعي العام إيريك هولدر ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو. وقالت نابوليتانو، التي كلفها أوباما بوضع خطة أمنية تنفذها مجموعة من الوكالات في المنطقة الحدودية، أن الحكومة تعد خططا من أجل إرسال مزيد من العملاء وتزيد من تحقيقاتها ومحاكمة الناشطين الذين تربطهم علاقات بعصابات المخدرات المكسيكية quot;الكارتلاتquot; في الولايات المتحدة. كما كشفت عن أن الحكومة ربما تقوم بزيادة مجهوداتها لتقفي أثر مصادر الأسلحة التي يتم نقلها من الولايات المتحدة إلى المكسيك.

وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن أوباما الذي يعتزم زيارة المكسيك في منتصف أبريل المقبل والذي قال انه سيطبق quot;سياسة شاملةquot; على النواحي الأمنية المتعلقة بالمنطقة الحدودية في غضون بضعة أشهر، قد أدرج في أجندة اولوياته قضية لا تحظي باهتمام كبير في حملته الانتخابية. وأكدت الصحيفة في ذات السياق على أن تركيز أوباما على المكسيك جاء في أعقاب تزايد جرائم القتل المرتبطة بتجارة المخدرات في المدن المكسيكية بامتداد المنطقة الحدودية، ما أثار مشاعر الخوف داخل الولايات المتحدة من انتشار موجة من عدم الاستقرار داخل الجارة المأهولة بالسكان.

يقول أندرو سيلي ، مدير معهد المكسيك في مركز وودرو ويلسون الدولي للأكاديميين، إن مساعدي السياسة الخارجية والأمنية للرئيس أوباما قضت الشهرين الماضيين في إعادة ترتيب أولوياتهم في الوقت الذي أدي فيه تزايد حدة القلق الموجودة بداخل الكونغرس إلى دخول المكسيك ضمن ذمرة أولوياتها جنبا إلى جنب مع مشكلاتها الاقتصادية وكذلك الحروب التي تخوضها في العراق وأفغانستان.