الإعلاميون يشوشون على الرئيس السوري وأمير قطر ينتصر لهم
بشار الأسد يقدم وصفة لحل الخلافات العربية مستقبلاً
زيد بنيامين من دبي: quot;كان لازم يخبرونا قبل ما نبدأquot; بهذه الكلمات تمتم الرئيس السوري بشار الأسد إلى مساعده وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال quot;والله يا بو حازم راح تظل قرن تتكلم عن قمة دمشقquot; فيما اكد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني على اهمية اعطاء الاعلاميين الفرصة لاخذ الصور للقادة المشاركين في الدورة الحادية والعشرين التي انطلقت متأخرة عن موعدها بنحو ساعة.
quot;العالم لا يحترم الا من يحترم نفسه، ولا يعطي مقعداً الا لم ينتزعه منهquot; كانت الجملة الابرز في خطاب تسليم القمة الى امير دولة قطر، حيث اكد بشار الاسد ان الاحداث الايجابية كان محدودة خلال سنة ترؤسه للقمة العربية، مؤكداً ان القرار الدولي اصبح حكراً على عدد محدود من الدول في العالم.
واستعرض الرئيس السوري في بداية كلمته العديد من القضايا منها الاختلاف بين الدول العربية، والموقف من السلام مع اسرائيل، وقضية السودان والمحكمة الدولية، وقال الاسد ان المشكلة ليست في وجود الاختلاف فهو طبيعي، بل هي quot;في طريقة تعاطينا معها وطريقة ادارتنا للخلافquot;. وقال الاسد ان quot; التضامن العربي لا يعني التطابق العربي بل التكاملquot; وان quot;الاختلاف يفرضه اختلاف الظروف في كل دولةquot; مؤكداً على اهمية توحيد رؤية القادة العرب للتضامن العربي.
وعرض الرئيس السوري نقاطاً سماها حلاً عملياً لتقليل الاختلاف العربي منها ضرورة تقديم اي مبادرة قبل فترة من انعقاد القمة لايجوز تجاوزها ليتاح الوقت لجميع الدول العربية لدراستها.
وفي نقطة اخرى قال الرئيس السوري الاسد ان المبادرات التي تطرح حول القضايا الخلافية بين دولتين او اطراف في دولة واحدة، يجب ان تكون من خلال مؤسسة الجامعة وان تكون مقبولة من جميع الاطراف وان لانجعل الجامعة طرفاً في القضية بدل ان تكون راعياً ومساعداً وهو دورها الاساسي وبالتالي quot;نعقد المشكلة الاساسيةquot; مضيفاً quot; اذا بقي الخلاف نناقشة وجها لوجه وهو الغرض من القمةquot; وانه quot; مهما اشتد الخلاف لا يجود ان يكون خارج الاطار العربي وان نشوه صورنا لدنا الاخرينquot;.
وحول السلام مع اسرائيل قال الرئيس الاسد ان العالم وبضمنه العالم العربي ينشغل بتبدل مظهر اسرائيل (الحكومات فيها) بينما يبقى موقفهم من السلام وانه quot; يجب ان لا يتغير موقفنا من اسرائيل وان تغيرت الصورةquot; وان quot;المجتمع الاسرائيلي غير مهيئ للسلامquot;.
وان طرق الابواب لطرح المبادرة العربية لا جدوى منه مضيفاً ان المبادرة العربية تحتوي على مرجعيات يمكن العودة اليها عالمياً دون الحاجة الى وجود المبادرة نفسها، مضيفاً quot;لا نعتمد على الاخرين ولا على مواقفهم بل على قوانا الذاتيةquot; وان العرب يتحملون quot; مسؤولية مباشرة للفشل حينما لا نتصدى لقرارات التدخل في الشؤون الداخلية ومصادرة قرارناquot;.
وحول الوضع في السودان دعا الرئيس بشار الاسد الى ضرورة دعم السودان من الاساس في هذه المرحلة من المواجهة وان quot; الشرعية الدولية لا تعلو الشرعية الوطنية لاي دولة تحترم نفسهاquot;.
الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر اكد على دور بلده في المنطقة، وهو الدور الذي اثار الكثير من ردود الافعال منذ وصوله الى السلطة قائلاً ان بلده يحاول quot;ان يكون ساحة مفتوحة لحوار حر لاشرط عليه ولا قيد قابل للخطأ والصواب بمسؤولية المشاركين فيه وتلك طبائع الحريةquot;. واكد ان القمة العربية كان يجب ان تعقد في مثل هذا الوقت بصورة طارئة لو لم تتم في مثل هذا الوقت.
وبدأ الزعيم القطري كلمته بالحديث عن الازمة المالية والاقتصادية quot;التي اصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها وهذا تطور استراتيجيquot;.. حيث تسببت الازمة في اهتزاز قاعدة الثقة في العالم وان quot; تجارب البشرية دلتنا ان التجارب لا تنجح الا بتوفر عنصر الثقة في النفس والغير وفي النظم والقوانين quot;
واضاف امير قطر ان ازمة الثقة اصابات العالم العربي اكثر من غيره.. موجود في مهب الريح وفي برؤة العاصفة.. وان الازمة تدعونا الى مراجعة وليس تراجعاً quot;باعصاب ثابتة وبفكر مستنثر وبثقة بالله عز وجلquot;.
وتحدث امير قطر في كلمته عن الدم الجديد في الولايات المتحدة واهمية مراقبة نتائج انتخابات اسرائيل وان quot;نراقب توجهاتها وتاثيراتها على اوضاع الامن في المنطقة وان هناك تطورات في الجوار لابد لنا ان نحسن التعامل معنا حتى لا نواجه توترات زائدةquot; ، كما تحدث عن تناقص موارد المنطقة مع تراجع اسعار النفط وتأكل quot;مدخراتناquot; بسبب الازمة المالية. وحيا امير قطر بمشاركة العاهل السعودي في قمة العشرين في لندن quot;ولا اغالي اننا نشعر انه يمثلنا جميعاً في هذه القمةquot;
وهنا تداخل الزعيم الليبي معمر القذافي عارضاً الصلح على العاهل السعودي على وقع محاولات لامير قطر مقاطعته محاولاً تفادي مواجهة بين الزعيمين في قطر لانه لم يفهم طبيعة مداخلة القذافي وقبل ان يعود ويعتذر علناً على محاولاته فرض النظام وسط تصفيق الحاضرين.
ومن ثم جاء الدور على بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الذي قدم مداخلته خلال القمة تطرق خلالها الى معاناة اهل غزة وحال المعابر مؤكداً على من واجب الحكومة الاسرائيلية الجديدة السماح بتنقل الناس والبضائع وتجميد الاستطيان، وانه يجب ان يكون هناك اقتناع لدى المجتمع الدولي بضرورة تسوية ملف الصراع العربي الاسرائيلي لا معالجته فقط.
وتطرق مون الى الوضع السياسي في العراق والانتخابات التي تجري هذا العام والتي تعزز التمثيل الديمقراطية والنهوض بالعملية السياسية، مشيراً الى التزايد المضطرد للتمثيل الدبلوماسي للدول المجاور.
وتحدث عن لبنان ونجاح هذا البلد في الهروب من نفق الحرب الاهلية والنزاع المسلح والخروج من الازمة التي شلت عمل مؤسسات الدولة على مدى سنتين معرباً في امله في انتخابات شفافة في السابع من يونيو المقبل، وان المحكمة الدولية قد فتحت ابوابها quot;وانا اؤيدهاquot;. وحول السودان قال الامين العام للامم المتحدة انه يشعر بقلق من الحال الامنية المتقلبة في هذا البلد وطرد سلطاته للمنظمات العاملة فيه والتي تقدم مساعدات لنحو مليون شخص.
التعليقات