اديس ابابا: يثير وجود الزعيم الليبي معمر القذافي على رأس الإتحاد الإفريقي بلبلة وإنزعاجا في القارة لا سيما وأن بعض نظرائه لم ينظروا بعين الرضى الى انتخابه في شباط/فبراير. ويعتزم الزعيم الليبي الذي تولى رئاسة الاتحاد الافريقي لمدة عام اثناء القمة الاخيرة التي انعقدت في اديس ابابا، تسمية نفسه رسميا quot;ملك ملوك افريقياquot; بعد ان حصل على quot;مبايعةquot; زعماء قبائل افارقة في ليبيا، كما يريد ان يترك بصماته على المنظمة الاقليمية.

وفي هذا الصدد قال موظف في المنظمة لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان quot;القذافي يريد ان يكون رئيسا فعليا للاتحاد الافريقي ويتابع عن كثب ما يجري. فهو لا يريد ان يبقى كاخرين في مكتبه في بلاده وينظر من بعيد. انه يريد المشاركة بشكل فعالquot;. لكن هذا quot;التدخلquot; يمكن ان يكون quot;مربكا جدا في ما يتعلق ببعض الملفات، لجهة صورة (الاتحاد) ولان القذافي يعبر ايضا عن افكار تتنافر مع قيم المنظمةquot; الافريقية.

وكان القذافي قال في خطابه الافتتاحي ان على الافارقة الا ينظموا انتخابات بل ان يختاروا بدلا عنها quot;لجانا شعبيةquot; مثل تلك الموجودة في ليبيا. وفي النيجر اعلن الاسبوع الماضي معارضته للحد من عدد الولايات الرئاسية. وقال quot;اؤيد ادخال تعديلات على الدساتير الافريقية. فانا مع حرية الارادة الشعبية ويجب ان يختار الشعب من يحكمه ولو حتى الى الابدquot;.

لكن الهوة اتسعت بين الاتحاد الافريقي وquot;المرشدquot; منذ وساطته مطلع اذار/مارس في موريتانيا. فقد عبر عمليا عن تأييده لانقلاب السادس من اب/اغسطس 2008 ودعا الى اقفال ملف العقوبات التي فرضها الاتحاد الافريقي على الفريق العسكري الحاكم في الخامس من شباط/فبراير.

وقال في هذا الشأن ان quot;موقفنا واضح للغاية: هناك سلطة جديدة. تمكنوا من الوصول الى السلطة بوسائل غير دستورية، وهناك احتجاجات، لكنهم الان حيث همquot;. واعتبر quot;ان هناك امرا واقعا، واقع علينا القبول به. لا يمكننا تغيير اي شيء، على الموريتانيين ان يغيروا هذا الوضعquot;. الا ان مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي اكد في 24 اذار/مارس الجاري ان القادة quot;المدنيين والعسكريينquot; في الفريق الحاكم سيتعرضون لعقوبات وان quot;لائحة باسماءquot; الاشخاص المستهدفين ستعد quot;في غضون شهرquot;.

وافادت مصادر دبلوماسية افريقية في اديس ابابا ان القذافي quot;شعر باهانةquot; اثر قرار مجلس السلم والامن. ولفت الاحد الى ان quot;العقوبات لا يمكن تنفيذها الا اذا صادقت عليها القمة، حتى ان مجلس السلم والامن لا يمكنه اتخاذ هذا القرار بدون ان تصادق عليه القمةquot;، في تعارض مع العقد التأسيسي للاتحاد الافريقي.

فمجلس السلم والامن هو هيئة تتمتع بالسيادة ويضم 15 دولة عضو. ويمكن ان ينعقد على مستوى سفراء او وزراء او قادة دول. وقال مسؤول كبير في مفوضية الاتحاد لافريقي ان quot;ما يفعله القذافي يتناقض مع العقد التأسيسي. لا يمكنه ان يقرر وحده بحجة انه الرئيس الدوري. فهو استحق هذه الاهانةquot;. واضاف هذا المسؤول quot;بخصوص موريتانيا قرار العقوبات اتخذ على اعلى مستوىquot;، معتبرا ان الزعيم الليبي quot;يريد النيل من مجلس السلم والامن بحرمانه من سيادتهquot;. الا ان القذافي نفى ذلك الاحد مؤكدا انه quot;لا يعمل ولا يتصرف الا ضمن اطار العقد التأسيسي ووفقا لقرارات قادة الدولquot;.

وفي موقف اكثر ايجابية قال مفوض السلم والامن رمضان لعمامرة ان quot;هذه الطريقة في العمل التي تقضي بمزيد من التدخل في تنفيذ قرارات القمة والهيئات الاخرى امر مميز لرئاسة القائد لكن يمكن ان تحمل جوانب ايجابيةquot;. واضاف ان quot;قادة الدول في افريقيا يلعبون دور المحرك في تكامل القارة. اذا يمكن لاي رئيس ان يحرك عددا معينا من الملفاتquot;.