بارقة مصالحة سعودية ليبية
حكمة الملك عبدالله تنجح في إختبار القذافي
لقاء بين الملك عبدالله والقذافي يضع حدا لقطيعة دامت ست سنوات إعتذار القذافي بدء بالشكر وتوسطه بالشتائم واختتمه باستعراض ألقابه القذافي يعلن أمام الجميع إنهاء الخلاف مع السعودية وإستعداده لزيارتها |
أحمد البشري ndash; إيلاف: أكد العاهل السعودي الملك عبدالله، الذي ظل هادئاً في الوقت الذي كان الرئيس الليبي معمر القذافي يتهجم على شخصه، عزمه على المضي قدماً في مشروعه الذيبدأ من أجل لم الشمل العربي، وإزالة كافة العوائق التي قد تقف بوجه وحدة الصف العربية. ومع أن خطاب القذافي كان متهكما، ومهاجماً حيث قال فيه quot; أخي عبد الله، ست سنوات وانت هارب وخائف من المواجهةquot;. واضاف متوجها الى العاهل السعودي quot;اريد ان اطمئنك بان لا تخاف واقول لك بعد ست سنوات ثبت انك انت الذي الكذب وراءك والقبر امامك وانت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك اميركا quot;.
واضاف انه على استعداد على انهاء الخلاف بينهما وقال quot; احتراما للامة اعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى وانا مستعد لزيارتك وانك انت تزورني quot;. إلا ان الملك عبدالله بن عبد العزيز وافق على الجلوس مع القذافي على ذات الكرسي الأبيض في صور بثتها قناة الجزيرة القطرية، والتي عكست لطافة الأجواء بين خادم الحرمين الشريفين والقذافي وسط إبتسامات أمير قطر راعي هذا اللقاء، وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومن الجانب القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ومن الجانب الليبي مدير المحفظة الأفريقية بشير صالح.
وبعد انتهاء القسم الاول من جلسات القمة العربية، عقد الزعيمان لقاء وضع حدا لقطيعة استمرت ست سنوات، شارك فيه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، بحسب ما افادت مصادر. وقد اكد المبعوث الخاص للزعيم الليبي احمد قذاف الدم انعقاد هذا اللقاء على هامش القمة. وقال قذاف الدم ان اللقاء quot;استمر لمدة ساعة وبعد انتهائه، استضاف امير قطر الزعيمين على مائدة الغداءquot;.واكد ان quot;اللقاء حصل وطويت صفحة الخلافات الناتجة من سوء تفاهمquot;، مشيرا الى ان القذافي quot;حريص على ان تتفرغ الامة لمواجهة الاخطار المحدقة بهاquot;. وبحسب المسؤول الليبي، تبادل الزعيمان دعوات الزيارة وquot;انتهى سوء التفاهم بين السعودية وليبيا في هذه القمةquot;. وتتسم العلاقة بين الرجلين بكثير من التوتر منذ سنوات عدة، وقد حصلت مواجهة كلامية قوية بينهما لاسيما خلال القمة العربية في شرم الشيخ العام 2003.
لكن تحسنا طرأ في العلاقات بين البلدين حين اعلنت طرابلس الحداد لمدة ثلاثة ايام وارسل الزعيم الليبي معمر القذافي مبعوثه الشخصي احمد قذاف الدم الى الرياض لتقديم العزاء بالعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز في آب/اغسطس 2005. وفي الشهر نفسه، اصدر العاهل السعودي عفوا عن ليبيين متهمين بتدبير محاولة اغتياله يوم كان وليا للعهد. وشمل هذا العفو quot;ثلاثة ليبيينquot; اثنان منهم ضابطان في الاستخبارات الليبية بحسب مصادر سعودية.
ويشير مراقبون للشأن السعودي إلى ان اللقاء سيتضمن اعتذاراً من الشيخ حمد أمير قطر سيقدمه للملك عبدالله، لسوء فهمه لخطاب القذافي، بالإضافة إلى محاولة التقريب بين الزعيمين العربيين، كما يضيف آخرون بأن ردة الفعل السعودية كانت حكيمة وتعكس سياسية قائدها، ودعوا إلى العمل أن يتهم الملك عبدالله بالخوف من مواجهة القذافي، فذلك ليس أبلغ من خوف الرئيس الليبي وهربه مباشرة بعد انهاء كلمته.
واثارت هذه الحادثة محللي القنوات الإخبارية، حيث وصفها البعض بأنها أحد طرائف الرئيس القذافي التي تعودت القمم العربية عليها، بل حتى أن البعض صار ينتظرها، فيما أستغرب آخرون من إصرار الرئيس القذافي على إثارة العرب في كل قمة عربية يحضرها.
ويذكر أن الأمير حمد بن خليفة قد بدأ القمة العربية بشكره للعاهل السعودي، حيث أثنى على مبادرته الأخيرة في قمة الكويت الإقتصادية، كما أنه حاول مقاطعة القذافي فور نطقه بعبارة (أخي عبدالله) خشية من تجاوز القذافي كما حصل في قمة 2003 في شرم الشيخ.
التعليقات