الدعوة للإضراب ترسم خريطة جديدة للقوى الراديكالية في البلاد
إضراب 6 أبريل: استجابة نخبوية وعدم اكتراث الشارع المصري

أيمن نور يطالب بوضع دستور جديد من أمام مجلس الدولة

استجابة ضعيفة لدعوة quot;يوم الغضبquot; في مصر

دعوة لإحياء quot;يوم الغضبquot; في مصر واستعدادات أمنية واسعة

دعم قانوني وحقوقي للمشاركين في إضراب 6 ابريل

مصر: تحركات حثيثة لوأد إضراب 6 ابريل المقبل

مصر: شباب 6 أبريل يجددون دعوتهم لاضراب عام

شباب 6 أبريل يصعدون من تحركاتهم ليوم الإضراب

نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى بدا الشارع المصري إزاء حالة استقطاب حادة حيال أسلوب التعامل مع دعوة لإضراب احتجاجي عام يوم الاثنين، فبينما تؤكد المعارضة أنه حق مشروع لكل المواطنين، وهو أحد آليات الاحتجاج المتعارف عليها في شتى الديمقراطيات المستقرة، غير أن مسؤولين سياسيين وأمنيين في مصر رأوا أن فكرة الإضراب مرفوضة جملة وتفصيلا، حتى وإن كانت مطالب المتظاهرين مشروعة، مؤكدين أن الدولة وإن كانت تسمح بتلك التظاهرات، فهو تأكيد منها على حرية التعبير ولا يحق لأحد أن يبتز النظام لتحقيق ما يصفونه بالأجندات المريبة.

ومنذ الصباح الباكر تحولت المناطق التي تقع بها الجامعات المصرية إلى ما يشبه الثكنات العسكرية؛ حيث أحاطت عربات الأمن بأسوارها، وانتشر جنود الأمن في وضع تأهب، وعلى الرغم من إعلان عدة قوى سياسية وشخصيات معارضة عن استجابتها لهذا الإضراب، غير أن الأوضاع الحياتية في القاهرة بدت عادية في عدة مناطق من العاصمة المصرية تجولنا فيها، باستثناء تظاهرات محدودة داخل الحرم الجامعي في جامعة القاهرة وجامعات إقليمية أخرى، بالإضافة إلى تجمع العشرات أمام نقابة الصحافيين.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية: quot;إن الدعوة التي وجهتها بعض مواقع المحادثات الإلكترونية للإضراب لم تجد استجابة لدى الشارع المصري، حيث انتظم العمل في جميع المصالح الحكومية والقطاع الخاص، وكذا بين طلاب المدارس والجامعات وكانت نسبة الغياب بين الموظفين في كافة المؤسسات والمدارس طبيعية ولا ترقى إلى مستوى الإضرابquot;.
وإجمالاً يمكن القول إن الاستجابة لدعوة الإضراب ظلت نخبوية، إذ انحصرت في الجماعات السياسية والقوى المعارضة ولم تمتد شعبياً إلا في أوساط طلبة الجامعات، وحتى في هذه فإن الانتشار يظل محدوداً، قياساً بالأعداد الكلية للطلاب المصريين، الذين لا تكترث غالبيتهم بالشأن السياسي إلا في أضيق نطاق.

ودعت حركة quot;شباب 6 أبريلquot; جميع المصريين إلى التزام منازلهم وتعليق علم مصر على الشرفات وخلفيات السيارات وارتداء ملابس أو شارات سوداء، والامتناع عن البيع والشراء طوال يوم الاثنين، وتوقع استطلاع أجراه نشطاء الحركة، أن تكون منطقة وسط القاهرة هي الأكثر استجابة للمشاركة في هذا الإضراب، مرجعين ذلك إلى أن أغلب المحال ستغلق أبوابها خشية تعرضها لأذى، ربما يترتب على أي أعمال عنف ومواجهات بين الأمن والمتظاهرين.

الأمن والإخوان

في غضون ذلك قال مصدر أمني مصري إنه تم رفع درجة الاستعداد الاثنين تحسبا لأي تظاهرات، استجابة لدعوة البعض بتنظيم الإضراب وقالت وزارة الداخلية إنها استعدت جيداً للتصدي لأي خروج عن القانون، واعلنت حالة الطوارئ، وتمركزت سيارات الأمن المركزي في مختلف مناطق القاهرة. وقلل المصدر من أهمية هذا الإضراب قائلاً quot;إن الاستجابة له شبه منعدمة باستثناء حالات محدودة للغايةquot;، كما توقع ألا يشارك فيه سوى من أسماهم quot;المجموعات المعروفةquot;، وألقت أجهزة الأمن القبض على عدد من أعضاء حركة 6 أبريل، وحزبي الغد، والجبهة الديمقراطية وجماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، وغيرهم.

طالبة مصرية تمر أمام شرطة مكافحة الشغب قرب جامعة القاهرة

وقالت حركة quot;شباب 6 أبريلquot; في بيان لها إنها بدأت بثاً إذاعياً عبر موقعها الإلكتروني يتعلق بأخبار التظاهرات في شتى أنحاء الجمهورية، ويتزامن ذلك مع تنظيم quot;حركة أطباء بلا حقوقquot;، وقفة احتجاجية أمام دار الحكمة quot;مقر نقابة الأطباءquot;، كما أوضح البيان أن اللجنة التنسيقية للعمال، وعمال مصنع أسمنت طرة، واتحاد عمال مصر الحر، وبعض أهالي النوبة، وبعض سائقي مترو الأنفاق بالإضراب التدريجي.

وفي البداية تضاربت الأنباء حول مشاركة جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; في هذا الإضراب، حتى حسمت الجماعة الأمر، وأصدرت بيانا أكدت فيه مشاركتها الكاملة فيه، متراجعة بذلك عن موقف سابق تأرجح بين المقاطعة والمشاركة الرمزية، وقالت مصادر قريبة لمنظمي الإضراب إن طلاب الجماعة في جامعة القاهرة، هم الذين شاركوا بالفعل، فالمشاركة تمت بصورة فردية، ما يعني أن قواعد التنظيم الأساسية ظلت بعيدة عن الصورة على الأقل رسمياً.

وشارك عدد من طلاب جامعة القاهرة في مسيرة رفعوا خلالها مطالب: طرد الحرس الجامعي وتخفيض المصاريف الدراسية والإفراج عن معتقلي الحركة الطلابية، كما رفع المتظاهرون شعارات من نوع : quot;متحضرش المحاضرة، وشارك في المظاهرةquot;، وغير ذلك من الشعارات والهتافات. وأشار بيان الحركة إلى أن الشكل النهائي للقوى والأحزاب السياسية يتضمن؛ حركة كفاية وأحزاب العمل والجبهة والغد ومجموعة الاشتراكيين الثوريين واللجنة المشتركة للقوى الوطنية والحزب الناصري (مؤيد للدعوة فقط) والإخوان المسلمون، وحركة اليسار المصري، وائتلاف المصريين من أجل التغيير.

rlm;في الجانب الآخر من هذا المشهد قالت صحيفة quot;الأهرامquot; شبه الرسمية: quot;إن أحزاب شباب مصر والجمهوري الحر والشعب الديمقراطي والجيل والخضر والأحرار والسلام أعلنت رفضها المشاركة في الإضرابquot;، ورأت الصحيفة quot;أن بعض القوى والحركات المشاركة لا تعبر عن الشارع المصري، واتهمتها بالتنسيق مع منظمات مشبوهة في الخارجquot;، في ما نقلت صحيفة quot;الوفدquot; عن قيادات عمالية في شركة غزل المحلة تأكيدهم عدم المشاركة في الإضراب أو التظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية حتى إشعار آخر، وأشاروا الى أنهم اذا قاموا باضراب فإنه سيكون بمشاركة جميع العمال بعد تحديد مطالب واضحةquot;.