أحمدي نجاد: من يمتلك سلاحاً نووياً متخلف سياسياً

أصفهان: افتتح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس اول مصنع ايراني لانتاج الوقود النووي في مدينة اصفهان (وسط). ومع افتتاح هذا المصنع لانتاج الوقود النووي، تكون ايران قد اتمت دورتها لتصنيع الوقود النووي. ونقلت وكالة مهر للانباء ان القدرة الانتاجية للمصنع تبلغ سنويا عشرة اطنان من الوقود النووي مخصصة لمفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لا يزال قيد البناء في المحافظة المركزية (وسط)، اضافة الى ثلاثين طنا من الوقود للمفاعلات المقبلة التي ستعمل بالمياه الخفيفة.

ويأتي افتتاح هذا المصنع في وقت اعلنت فيه الولايات المتحدة والدول الخمس الاخرى الاعضاء في مجموعة الست (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) الاربعاء انها ستدعو ايران الى لقاء مباشر لبحث برنامجها النووي. ووصف علي اكبر جفانفكر وهو مستشار قريب من احمدي نجاد هذا الاقتراح بانه quot;بناءquot;.

وتشتبه الدول الغربية في سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وقال جفانفكر لفرانس برس quot;ينبغي درس هذا الاقتراح. لكنه اقتراح بناء (...) الجمهورية الاسلامية في ايران ستدرس هذا الاقتراح وتعطي ردهاquot;. وصرح علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان للصحافيين في اصفهان quot;اليوم، تم انجاز دورة الوقود النووي فعليا وفكرة وقف تخصيب اليورانيوم لن تكون مدرجة في اي مفاوضات محتملةquot;.

وكانت الدول الست قالت في بيانها الاربعاء quot;نحض ايران بقوة على انتهاز هذه الفرصة لتعمل جديا معنا جميعا في روح من الاحترام المتبادلquot;. لكن ايران اكدت تصميمها على مواصلة برنامجها النووي مشددة على طابعه السلمي، وذلك رغم قرارات عدة اصدرها مجلس الامن تتضمن ثلاثة منها عقوبات.

الى ذلك اعتذر نائب رئيس البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا بورماند طهراني عن الادلاء بأي تعليق على طبيعة quot;الانباء السارةquot; التي سيزفها الرئيس الإيراني خلال الاحتفال بـ quot;اليوم الوطنية للتقنية النوويةquot;، والذي سيقام اليوم في مدينة أصفهان، وتحديداً داخل منشآت مفاعل ناتانز.

وكانت مصادر دبلوماسية إيرانية أكدت أن نجاد سيعلن بحضور عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين بينهم النائب الأول لرئيس الجمهورية برويز داودي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغازادة، وحشد من المدعوين عن افتتاح مصنع إنتاج الوقود النووي، وبدء اختبار لأجهزة جديدة للطرد المركزي، التي أضيفت إلى العدد الحالي وهو 6000 جهاز، في الوقت الذي تخطط فيه طهران لتركيب أكثر من 50 ألف جهاز، حتى تصبح قادرة إلى إنتاج ما تحتاجه من الوقود النووي.

وفي هذا السياق، أعرب برويز داودي عن اعتقاده أن تدشين إنتاج الوقود النووي وتركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، يندرجان في إطار التطوّر الكبير والمنجزات العلمية الواسعة التي حققها العلماء الإيرانيون منذ انتصار الثورة في العام 1979. كما أكد داودي على حق إيران المشروع في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية باعتباره رمزاَ من رموز الإبداع وشجاعة الشعب الإيراني، وحرص القيادة الإيرانية على عدم التراجع عن هذا الحق مهما كانت التحديات والعقبات، على حد قوله.

أما فيما يتعلق بموافقة الولايات المتحدة على المشاركة في جولة المفاوضات المقبلة بين الدول الست وإيران، بصفة كاملة، أكد طهراني أن المسؤولين في وزارة الخارجية والهيئة الوطنية الإيرانية للطاقة الذرية يعكفون على أجراء تقييم شامل للمقترحات الأميركية ومعرفة مدى جدية إدارة واشنطن للحوار دون أية شروط مسبقة.

وكان ممثلو الدول الست وألمانيا طلبوا من المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبية خافيير سولانا دعوة إيران إلى المشاركة في مباحثات مباشرة من أجل إيجاد تسوية دبلوماسية لملف البرنامج النووي الإيراني، وحث إيران مجدداً على الاستفادة من الفرصة الجديدة، والمبادرة إلى المشاركة في عقد حوار جاد وبروح الاحترام المتبادل.

وكانت الدول الست الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا أعربت في بيان مشترك وزعته على هامش اجتماع مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني من آذار/مارس الماضي، عن استعدادها لفتح حوار مباشر مع إيران بشأن تسوية المسائل العالقة في برنامجها النووي. كما عبّر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أن تكون جولة المفاوضات المقبلة بين الدول الست وإيران مناسبة لكسر الجمود الذي ساد في السنوات الماضية بشأن الملف النووي.