في مقابلة نادرة مع صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; الأميركية
قاسم: تصور الغرب عن حزب الله تغير في الآونة الأخيرة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الأميركية، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث له مع صحيفة quot; لوس أنجليس تايمز quot; الأميركية نشرته بعددها الصادر اليوم الاثنين أن التنظيم نجح في إقناع الغرب بأنه عبارة عن حركة شعبية وأصيلة ومهمة بصورة لا يمكن تجاهلها. وفي البداية، أكدت الصحيفة على أن كلا من قاسم وواشنطن لم يفلحا في التمييز ما بين الجناح السياسي للتنظيم الشيعي المسلح، الذي يمتلك أعضاءا ً بداخل الحكومة اللبنانية والبرلمان، وكذلك جناحه العسكري، الذي يستعد لخوض الجولة القادمة من المعركة القتالية ضد إسرائيل.

وتابع الشيخ قاسم، 57 عام، في حواره مع الصحيفة بالقول :quot; هناك قيادة واحدة لحزب الله. وترتبط جميع الأعمال الجهادية والاجتماعية والسياسية بالقرارات التي تتخذها هذه الإدارة. كما تتزعم أيضا ً تلك القيادة التي تدير الأعمال الحكومية والبرلمانية الأعمال الجهادية في النضال ضد إسرائيلquot;. ولزيادة حدة الحذر لدي إسرائيل والولايات المتحدة، أكدت الصحيفة على أن حزب الله بات يتمتع بقدر أكبر من الشرعية حول العالم. وقالت وزارة الخارجية البريطانية مؤخرا ً أنها ستغير من مسارها وستبدأ في التحدث مع قادة حزب الله السياسيين. كما بدأ يحضر المشرعون الأميركيون واللاتينيون ونشطاء السلام الأوروبيين جميع المؤتمرات التي ينظمها حزب الله في إطار مساعيها لـ quot;مقاومةquot; إسرائيل.

وقالت الصحيفة أنه في الوقت الذي بدأت تخرج فيه الحركة من حالة الهدوء النسبي التي عاشتها في أعقاب حربها ضد إسرائيل عام 2006 مع استمرار الأزمة السياسية في لبنان، بدا قادته أكثر ثقة وتصميما ً عن أي وقت مضي لتمثيل سكان لبنان من المسلمين الشيعة والدخول في تحدي كذلك مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ حسن نصر الله أعلن هذا الشهر عن أسماء مرشحي التنظيم لخوض غمار الانتخابات البرلمانية العامة في يونيو المقبل. لكن هذا لم يعني أن حزب الله أصبح حزب سياسي نموذجي. فهو يعتبر نفسه تحت تهديد ويستمر في المحافظة على قوامه العسكري وكذلك أسلحته. وقد تم اغتيال عدد من قادة حزب الله على مدار السنوات الماضية، من بينهم القائد العسكري عماد مغنية الذي لاقي حتفه في حادث سيارة مفخخة بدمشق العام الماضي.

كما أكد الشيخ قاسم في سياق تصريحاته للصحيفة :quot; لقد تغير مفهوم الغرب عن حزب الله خلال السنوات الأخيرة. كما بدأت الحكومات في البحث عن أسباب للتواصل وتأسيس علاقات مع حزب الله ... وهو ما يشير إلى أن المقاومة الإسلامية أقنعت الغرب بأنها حركة شعبية وأصيلة ومهمة بصورة لا يمكن تجاهلهاquot;. هذا وتنظر كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى حزب الله على أنه منظمة إرهابية ويرفضان التعامل بشكل مباشر معه. غير أن صناع القرار والساسة الأميركيين يدركون أن شبكة حزب الله المكونة من الجمعيات الخيرية والعيادات الطبية والمدارس أعطته قاعدة جماهيرية واسعة النطاق في أوساط الشيعة اللبنانيين، كما اكتسب شعبية في العالم العربي بسبب موقفه السياسي.

وأضاف قاسم الذي تحدث ببطيء وحذر والبسمة تهيمن بصورة ودية على قسمات وجهة بين السؤال والآخر خلال تلك المقابلة التي استمرت على مدار ساعة كاملة :quot; كلما قمنا بتوضيح صورتنا أمام الغرب، كلما زادوا من الضغوطات على حكوماتهم لوقف تقديم الدعم لإسرائيل. كما أننا نرفض المزاعم الغربية التي تتحدث عن أن حزب الله يقوم بتنفيذ عمليات في الخارج، وليس لدي إجابات على تلك التساؤلات المتعلقة بالقدرات العسكرية والاستخباراتية الحالية للحزب. ونحن نترك من جانبنا الفرصة للناس كي يخمنوا، ونحن نمتلك بالفعل حركة منظمة وفاعلة في كافة المجالات والنتائج واضحة. وقد أثبتت المقاومة غرضها من خلال النصر الكبير الذي تحقق في يوليو 2006، في إشارة للحرب التي خاضها الحزب ضد إسرائيل. وقد باءت كافة المحاولات المتعاقبة لتحويل قضية الأسلحة إلى مشكلة بالفشل quot;. كما عبر الشيخ قاسم في النهاية عن شكوكه في المجهودات التي بذلها أوباما مؤخرا ً للتواصل مع إيران والعالم الإسلامي. مؤكدا ً أنه سينتظر لما ستؤول إليه تصرفاته وليست أقواله، وما إذا كان سيحدث تغيير ملموس على أرض الواقع أم لا.