لندن: نقرأ في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا بعنوان quot;أفضل الطرق لهزيمة طالبانquot; كتبه أد بتلر، قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند في أفغانستان، سابقا. يرى كاتب المقال أن ما يحتاجه الناس في اقيلم هلمند الذي يشهد أعنف المعارك بين القوات الدولية ومسلحي طالبان، والذي يفتقر فيه السكان الى الأمن، ما يحتاجه الناس هو مساعدات اقتصادية.

ويرى الكاتب كذلك ان المساعدات الاقتصادية القادرة على خلق فرص العمل وتحويل الشبان من عاطلين الى منتجين ستجعلهم قادرين على تصريف شؤون أمنهم بأنفسهم وعزل حركة طالبان بعد أن يحس الناس أن الحياة افضل بدونها.

ويستنتج الكاتب ان سياسة التطوير هي التي يجب اتباعها في أفغانستان عوضا عن سياسة المساعدات، ويلاحظ أن أكثر من 100 مليون دولار أنفقت على المساعدات التي أرسلت إلى أفغانستان، ولم تؤت ثمارها. ويختم بتلر مقاله بالقول: يجب أن تكون الرسالة الموجهة الى شعب أفغانستان واضحة ومفادها: نحن هنا للفترة اللازمة لجعل حياتكم أفضل من الناحية الأمنية والمعيشية.

أفغانستان الغد، يقول كاتب المقال، لن تكون غربية، بنمط حياة وقيم غريية، كما لن تكون مرتعا للجهاديين. البداية البراغماتية لاستراتيجية أوباما الجديدة ستكون أن نسأل المواطنين الأفغان العاديين عن ما الذي يريدونه، وفي أي اتجاه يريدون السير وبأي سرعة وبأي ثمن. السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: هل يعرف الرئيس كرزاي، وشعبه، الإجابة ؟

وفي افتتاحية صحيفة الفاينانشال تايمز نجد انتقادا آخر للسياسة الغربية في أفغانستان، من منطلق آخر. تحمل الافتتاحية عنوان quot;اكشفوا النقاب عن أهداف الحرب (في أفغانستان). أثار مشروع قانون افغاني يحظر على المرأة الخروج من منزلها دون إذن زوجها، ويسمح للزوج بممارسة الجنس مع زوجته حتى لو لم تكن راغبة في ذلك، اثار زوبعة في العالم.

صحيفة الفاينانشال تايمز تطرح سؤالا في افتتاحيتها: هل نحن في أفغانستان من أجل القضاء على القاعدة وطالبان لحماية الأمن في الولايات المتحدة وأوروبا أم من أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية للنساء ؟ هل المهمة التي اضطلع بها الناتو مهمة اجتماعية أم أمنية ؟

للخرروج من هذا المأزق قد يقول البعض أن الهدف هو ذاته، فطالبان والقاعدة هم من ينتهكون حقوق النساء والقضاء عليهم يعني حماية حقوق النساء كما يعني التخلص من مصدر التهديد الذي يتعرض له أمن الولايات المتحدة وأوروبا. وتخلص الافتتاحية الى أن ذلك قد يكون ممكنا في باكستان ولكن ليس في أفغانستان.