موسكو: أعرب سفير روسيا الاتحادية لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك عن الأسف لقرار حلف شمال الأطلسي إجراء مناورات عسكرية في جورجيا. وقال كيسلياك في كلمة ألقاها في مركز كارنيغي (Carnegie Council) بنيويورك، إن روسيا تعتبر أن الحلف بقراره هذا لم يخرج باستنتاجات صائبة من أحداث أغسطس 2008 التي اعتدت فيها جورجيا على أوسيتيا الجنوبية. وأضاف: quot;إن الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول الكثير من القضايا مازالت قائمة، وخير دليل على ذلك، المناورات التي يعتزم حلف الناتو إجراءها في جورجياquot;.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن هذه الخطوة تصيب روسيا بخيبة أمل لأنها تعزز لدى تبليسي الشعور بحتمية حصولها على عضوية حلف الناتو بغض النظر عما تقوم به. وصرح متحدث باسم حلف شمال الأطلسي بأن الحلف يواصل الاستعدادات لتدريباته العسكرية في جورجيا على الرغم من احتجاجات موسكو ومقاطعتها لاجتماع مجلس quot;روسيا- الناتوquot; على مستوى رؤساء هيئات الأركان العامة المقرر عقده في السابع من شهر مايو القادم. وقال المتحدث في تصريح إن quot;التحضيرات لهذه التدريبات التي أٌبلغت روسيا بشأنها منذ البداية قبل عام مستمرةquot;.

وقد أعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي دميتري روغوزين يوم أمس أن موسكو قررت عدم المشاركة في الاجتماع المذكور. ما صرح روغوزين في وقت سابق بأنه لا يستبعد وقوع استفزازات ضد عسكريين أميركيين وأوروبيين في أثناء المناورات التي يعتزم الحلف القيام بها في جورجيا. وقال روغوزين إن حلف الناتو سيتحمل المسؤولية الكاملة عن تلك الاستفزازات في حال وقوعها. وأضاف أنه يتوقع من الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي كل شيء.

وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قد ذكر أن قرار حلف الناتو الخاص بإجراء مناورات في جورجيا في شهر مايو المقبل، لن يساعد على التقارب بين روسيا والولايات المتحدة ويهدد بوقوع تعقيدات في العلاقات الثنائية. وقال: quot;حينما يجرى هذا الحلف العسكري أو ذاك مناورات على خطوط شهدت مؤخرا نسبة عالية من التوتر ولا يزال الوضع هناك بعيدا عن الهدوء فان هذا الأمر ينذر بعواقب وخيمةquot;.

وأكد أن خطوة الناتو هذه تخيب آمال موسكو، ولا تساعد على استعادة العلاقات الكاملة بين روسيا وحلف الناتو. وحذر من أن روسيا ستتابع باهتمام بالغ ما يجري في جورجيا، وستتخذ قرارات إذا اقتضت الضرورة ذلك. ومن المقرر أن يجري الحلف مناورات في جورجيا في الفترة من 6 مايو ولغاية 1 يونيو 2009.