أشرف أبوجلالة من القاهرة: من المنتظر أن يدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما في صدام خلال الفترة المقبلة مع عدد من شركات المقاولات الدفاعية الكبرى وكذلك الجماعات التجارية والنقابات العمالية في البلاد، وذلك بعد أن أزاحت اليوم تقارير صحافية أميركية النقاب عن أن هناك حالة كبيرة من الجدل أثيرت مؤخرا ً داخل جنبات تلك المؤسسات، واتفقوا جميعهم على تأكيد حقيقة أن إدارة أوباما تعرض ما يقرب من 100 ألف وظيفة أو ما يزيد للخطر، من خلال اقتراحها إجراء تخفيضات كبيرة في برامج الأسلحة.

وأشارت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم إلى أن العاملين في صناعة النظم الدفاعية والمؤيدين لها يقولون أن المقترحات التي تقدم بها وزير الدفاع روبيرت غيتس سوف تزيد من معدلات البطالة في الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمة اقتصادية تاريخية. وطرحوا تساؤلا ً قالوا فيه : لماذا يضخ الرئيس أوباما مئات المليارات من الدولارات في خطط الإنفاق التحفيزية لتوفير فرص عمل فقط ليقترح تخفيضات في الأسلحة سيكون من شأنها القضاء على عشرات الآلاف منهم؟ - وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن جيف غوين، رئيس الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال محطة الفضاء والطيران، حيث عقدت شركة لوكهيد مارتن، أكبر شركة لمقاولات التسليح في العالم من حيث الدخل، آخر إجتماع لها هناك بخصوص طائرات رابتور إف-22 المقاتلة، التي من المقرر أن يتم تخفيض إنتاجها خلال الفترة المقبلة.

وكشفت الصحيفة في الوقت ذاته عن أن شركة لوكهيد وغيرها من شركات المقاولات الدفاعية تتوقع تعرض ما يصل إلى 95 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة للخطر بسبب خطة غيتس التي ترمي إلى وقف إنتاج طائرات إف-22 المقاتلة، التي يتم تطويرها وتجميعها عبر 48 ولاية، لكن لم يسبق وأن تم إشراكها في ساحات القتال. وقالت شركة بوينغ أن آلاف الوظائف الأخرى من الممكن أن تذهب أدراج الرياح إذا أقدم البنتاغون على وقف إنتاج برامج أخرى من بينها طائرة البضائع C-17، التي يتم تجميعها في إحدى المصانع الذي يعمل به خمسة آلاف عامل في مدينة لونج بيتش بكاليفورنيا.

وأكدت الصحيفة أيضا ً على أن هذا الصدام المنتظر يشكل تحديا سياسيا استفزازيا بالنسبة للرئيس أوباما، الذي ارتكز بشكل كبير على دعم الاتحاد الديمقراطي أثناء حملة ترشحه الرئاسية، لكنه يدعم في الوقت ذاته المجهودات الطموحة التي يبذلها وزير الدفاع الخاص به ndash; والذي ينتمي للحزب الجمهوري ndash; من أجل إعادة هيكلة الموازنة الخاصة بوزارة الدفاع الأميركية. غير أن الصحيفة أشارت إلى كتلة المعارضة التي شكلها وقادها مجموعة من الجمهوريين داخل الكونغرس أملا ً في إدراج دعم الديمقراطيين المقربين من الاتحاد لإلغاء العديد من التخفيضات المقترحة. وقال لورين طومبسون، محلل دفاعي بمعهد ليكسينغتون البحثي quot; يٌرجع كثير من الناس الذكاء الحقيقي لغيتس في تلك الطريقة التي نجح من خلالها في تحقيق ذلك. كما أنه نشر أشياءا ً بطريقة تهدف إلى تقسيم وإضعاف المعارضةquot;.