واشنطن: كتب جاكسون ديل مقالاً نشرته صحيفة quot;واشنطن بوستquot; تحت عنوان quot;عالم من المشاكل لأوباماquot;، إستهله بقوله إن أغلب الرؤساء الأميركيين ما يتعاملون وكأن مشاكل العالم كانت خطأ الرئيس السابق، والرئيس أوباما لم يختلف عن باقي الرؤساء. فقد بدأ خلال الأشهر الثلاثة الأولى لرئاسته في تصحيح أخطاء السياسة الخارجية لسلفه جورج بوش، من وجهة نظر الديمقراطيين. كما استقطب الحلفاء الأوروبيون حتى لا يُقال عنه يعمل laquo;بشكل منفردraquo; أو يثير الحروب أو يحتقر الحوار مع الأعداء. ميشيل اوباما: 100 يوم في البيت الابيض
ولكن سيصبح الأمر ممتعاً حينما يتضح أن بوش لم يجعل الدول المارقة كذلك، ولم يتسبب في الحركات الارهابية أو في النزاعات الدموية بالشرق الأوسط أو اهتزاز الدبلوماسية الأميركية. ويوضح الكاتب أن أول إثبات أتى من كوريا الشمالية، والتي يقول الديمقراطيون إنها كانت ستتخلى عن برنامجها النووي منذ سنوات إذا لم تصفها إدارة بوش بأنها ضمن laquo;محور الشرraquo; ولم تفرض عليها عقوبات اقتصادية.
فرغم أن ستيفن بوزورث، المبعوث الأميركي الجديد، حاول ثني بيونغ يانغ عن إطلاق صاروخها التجريبي متعهداً ببدء محادثات ثنائية جديدة وتقديم محفزات للسلوك الايجابي؛ أقدمت كوريا الشمالية على إطلاق صاروخها، بل وطردت المفتشين النوويين وأعلنت عودتها لتخصيب اليورانيوم. ويوضح الكاتب أنه حينما قامت كوريا الشمالية بطرد المفتشين من قبل عام 2002، ألقى الديمقراطيون باللوم على الرئيس بوش. والآن يلقي الجمهوريون باللوم على الرئيس أوباما رغم أن استراتيجية كوريا الشمالية لم تتغير منذ 15 عاماً. فهي عادة ما تثير أزمة ثم تطلب الرشى من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وهذا هو المأزق الذي يواجهه الرئيس أوباما الآن مثلما واجهته الادارتان السابقتان، وعليه اتخاذ القرار ما إذا كان سيكافئ هذا السلوك السيئ بدفع الرشوة أم يحاول الضغط على النظام الشيوعي.
ثم ينتقل الكاتب إلى التحدي الثاني، والذي كان من نصيب جورج ميتشيل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، والذي يُنظر إليه على أنه مصحح أخطاء إدارة بوش في معالجة القضية الفلسطينية الاسرائيلية. ولكنه فوجئ خلال زيارته الأخيرة بالانقسام الفلسطيني وبالحكومة الاسرائيلية التي لا تقبل فكرة إقامة دولة فلسطينية، ولم يبد أن أيا من الطرفين يهتم للتدخل الأميركي.
ثم ينتقل الكاتب إلى العدوانية الروسية، والتي ألقى الأوروبيون اللوم على بوش بالتسبب فيها لتجاهله مصالح موسكو وإصراره على الدرع الصاروخي الأوروبي وعلى عضوية جورجيا وأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي. ولهذا عرضت إدارة أوباما بداية جديدة مع روسيا، وأرجأت الدرع الصاروخي وضم دول جديدة لحلف الناتو. ورغم ذلك نشرت روسيا مؤخراً الآلاف من القوات الاضافية والدبابات والطائرات الحربية في الجمهوريتين المنفصلتين عن جورجيا، وذلك في انتهاك صريح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب العام الماضي.
التعليقات