ساو باولو: بدأت الشرطة والقوات المسلحة البرازيلية عملية ترحيل للسكان غير الأصليين المقيمين في محمية quot;رابوزا سيرا دو سولquot; الواقعة شمالي البلاد، وذلك في أعقاب صدور قرار عن المحكمة العليا في البلاد يقضي بحصر السكن في المنطقة على السكان الهنود الأصليين فقط.

وقد نقلت التقارير أن حوالي 300 شرطي وجندي قد بدأوا يوم أمس الجمعة عملية ترحيل من بقي من مزارعي الأرز وعمال المزارع في المحمية البالغة مساحتها 1.7 مليون هكتار.

quot;سرقة مشرعَنةquot;

وقال السكان غير الأصلين من مزارعي الأرز وعمال المزارع المستهدفين في عملية الترحيل إنهم quot;ضحايا لعملية سرقة مشرعنة.quot;

واعتبروا الخطوة هزيمة لهم وهدرا لحقوقهم، لطالما سكنوا وعملوا في المنطقة المذكورة فترة طويلة من الزمن، وقالوا إن ترحيلهم عن الإقليم سيقوِّض جهود التنمية الاقتصادية في الولاية برمتها.

إلا أن السلطات البرازيلية تقول إن أي أشخاص يتم ترحيلهم عن المنطقة سوف يتم التعويض لهم quot;بشكل مناسبquot;.

كما قالت السلطات إنها ستلجأ إلى استخدام القوة لترحيل السكان غير الأصليين فقط في حال واجه عناصر الجيش والشرطة مقاومة أو أعمال عنف.

لا مقاومة

وقالت مصادر الحكومة يوم أمس الجمعة إنها لم تواجه أي مقاومة أو أعمال عنف خلال اليوم الأول من عملية الترحيل.

وذكر مسؤولون حكوميون أن عملية ترحيل السكان غير الأصليين عن المنطقة قد تستغرق عدة أيام فقط في حال تم التقيد بحكم المحكمة ولم يلجأوا للمقاومة.

يُذكر أن بعض مزارعي الأرز كانوا قد واجهوا انتقادات واسعة بسبب تدميرهم للمباني والمنشآت الموجودة في المزارع قبل مغادرتهم لها.

وتشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 30 عائلة من غير السكان الأصليين في محمية quot;رابوزا سيرا دو سولquot; حتى الآن، وسوف يُرحَّلون جميعا قبل انتهاء المهلة القانونية الممنوحة لهم لاستكمال الجلاء عن المنطقة.

اتهام بالعنصرية

وكان جوسيه دي أنتشيتا جونيور، حاكم ولاية رورايما، قد اتُّهم بالعنصرية من قبل الوكالة الحكومية التي تشرف على تحصيل حقوق السكان غير الأصليين في المنطقة.

إلا أن الحاكم قال إن السلطات الفيدرالية لم تقم بتزويد سكان المنطقة الأصليين بالموارد الكافية واللازمة لتمكينهم من العيش في المحمية، والتي قال عنها quot;إنها حوِّلت، لسوء الحظ، إلى حديقة حيوان بشريةquot;.

يُشار إلى أن المحكمة العليا في البرازيل كانت قد حكمت في شهر مارس/آذار الماضي بأغلبية 10 أصوات مقابل صوت واحد بالإبقاء على المحمية، الواقعة في ولاية رورايما على الحدود الشمالية للبلاد، quot;كإقليم واحد متصل يكون السكن فيه واستخدامه محصورا على السكان الهنود الأصليينquot;.

واتهم رئيس المحكمة المذكورة في حيثيات الحكم السلطات البرازيلية بخذلان السكان الهنود في المنطقة. إلا أن تلك الخطوة اعتُبرت نصرا مؤزَّرا للسكان الأصليين وسابقة هامة يمكن البناء عليها لإصدار أحكام قضائية مشابهة في المستقبل.

ثلاثة اجتماعات

وكانت المحكمة قد عقدت ثلاثة اجتماعات حتى تمكنت من التوصل إلى قرار بشأن القضية، مما اعتُبر يومها مؤشرا واضحا على حساسية الموضوع.

وتعتبر محمية quot;رابوزا سيرا دو سولquot; موطنا لحوالي 20 ألفا هندي من سكان منطقة الأمازون الممتدة على طوال الحدود مع فنزويلا وغوانا.

وكان زعماء السكان الأصليين يتخوفون من أن يؤدي صدور حكم ضدهم إلى اجتياح ملاك الأراضي لمنطقتهم.

وقد عزز حكم المحكمة مرسوم كان قد أصدره الرئيس لويس إناثيو لولا دي سيلفا في عام 2005، وقضى بتأسيس المحمية المذكورة لتكون منطقة حصرية للسكان الأصليين.