دمشق: يقوم الرئيس التركي عبد الله غول منذ الجمعة بزيارة تستمر ثلاثة ايام لسوريا بهدف تعزيز العلاقات مع هذا الجار الاستراتيجي وفي سياق دبلوماسية نشطة جدا لبلاده على حدودها. ويرافق غول في الزيارة وزير خارجيته احمد داود اوغلو المستشار السابق لرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان وابرز مهندسي الدبلوماسية النشطة جدا لتركيا من الشرق الاوسط الى الاتحاد الاوروبي.
واعلن الرئيس السوري بشار الاسد الجمعة في دمشق استعداده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل عندما يتوفر شريك، متهما اسرائيل بتعطيل هذه المفاوضات.
وتأمل تركيا في ان تستعيد دورها كوسيط في هذه المفاوضات.
وقال الرئيس السوري quot;نحن نتحدث عن السلام كهدف استراتيجي، وسنتابع الحوار مع تركيا حول الموضوع (...) ولا بد من مناقشته مع الدول الاخرى التي نرغب في مشاركتها، وقد تكون الولايات المتحدةquot; مضيفا quot;عملية السلام شيء يهمنا ويهم تركياquot;.
واكد الاسد ردا على سؤال quot;لا نستطيع ان نتحدث عن موعد (لاستئناف المفاوضات) ولا يوجد شريك، عندما يأتي الشريك نستطيع ان نتحدث عن موعد لبدء مفاوضات السلامquot;.
من جهته قال الرئيس التركي ان quot;تركيا مستعدة ايضاquot;.
وتم تعليق مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي قامت تركيا بدور الوسيط في جولاتها الاربع العام الماضي، في كانون الاول/ديسمبر 2008 اثر الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان استبعد في نيسان/ابريل اي انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في 1967.
وتركيا البلد المسلم ذي النظام العلماني هي ابرز حلفاء اسرائيل في المنطقة وحسنت في السنوات الاخيرة علاقاتها مع سوريا.
واشاد الرئيس السوري بالعلاقات الثنائية مع تركيا quot;المبنية على الصدق والصراحة والمصالح والتحديات المشتركةquot; مؤكدا ان تركيا quot;لاعب اساسي في عملية السلام في الشرق الاوسطquot;.
وبالاضافة الى سوريا تنشط الدبلوماسية التركية في العراق الذي زاره الرئيس غول في نهاية آذار/مارس في اول زيارة لرئيس تركي لهذا البلد منذ 33 عاما.
وحصل غول من السلطات العراقية على وعد باجبار الانفصاليين الاكراد على التخلي عن حمل السلاح او مغادرة قواعدهم الخلفية في شمال العراق.
كما حققت تركيا في الاشهر الاخيرة تقدما جديا في علاقاتها مع جار آخر هو ارمينيا في تجسيد لسياسة الجوار التركية التي وضع لبناتها احمد داود اوغلو تحت شعار quot;صفر مشاكلquot; مع الجيران.
واعلنت تركيا وارمينيا في نيسان/ابريل quot;خارطة طريقquot; لتطبيع علاقاتهما بتشجيع من الولايات المتحدة.
وكانت تركيا اغلقت حدودها مع ارمينيا في 1993. وهي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها منذ استقلال ارمينيا في 1991 بسبب خلاف بشأن مجازر الارمن خلال فترة الامبراطورية العثمانية بين 1915 و1917.
وقال جان ماركو الباحث المتخصص في الشؤون التركية باسطنبول quot;مع تحسين علاقاتهم مع جيرانهم، يأمل الاتراك في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. كما انها بالنسبة اليهم وسيلة للتوجه الى اوروباquot;.
واضاف quot;انها طريقة ليقولوا اذا قبلتم بنا (في الاتحاد الاوروبي) فانه سيكون بامكاننا تقديم خدمات في مجمل هذه البلدانquot; المجاورة.