رام الله، غزة، القدس، وكالات: أكد رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض تصميم السلطة على فرض النظام العام وسيادة القانون، معرباً عن شعوره بالأسف والأسى للاشتباك الذي وقع في قلقيلية بالضفة الغربية بين الشرطة الفلسطينية ونشطاء من حركة حماس اليوم الأحد وأدى الى مقتل 6 أشخاص.
وقال فياض لدى وصوله الى قلقيلية اليوم الأحد، quot;أشعر بالأسف والأسى لما حصل، ولكننا لا نعتذر عنه، فقواتنا قامت بواجبها الوطني وان السلطة مصمّمة على فرض النظام العام وسيادة القانونquot;.

وتوجّه فياض إلى مسرح الأحداث التي وقعت فجر اليوم، واستمع من قادة الاجهزة الامنية إلى شرح عما حدث.
وجرى تشييع القتلى من أفراد الأجهزة الأمنية بعد ظهر اليوم بمشاركة وزير الداخلية الفلسطيني سعيد أبو علي، في المدينة التي فرض فيها حظر التجوّل، فيما تم نقل جثامين نشطاء حماس إلى مدينة سلفيت لتجنب وقوع احتكاكات بين ذوي العائلات.

وكان ستة فلسطينيين قتلوا، بينهم ناشطان من quot;كتائب القسامquot;، الذراع المسلح لحركة quot;حماسquot;، وثلاثة من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في أعنف اشتباكات بين الجانبين في قلقيلية بالضفة الغربية.
وقال الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العميد عدنان الضميري، إن دورية تابعة لجهاز الأمن الوقائي، كانت تقوم بعملها الاعتيادي في حي كفار سابا في مدينة قلقيلية، فوجئ أفرادها بإطلاق النار وإلقاء قنابل يدوية تجاههم.

وأضاف الضميري أن مطلقي النار، تحصنوا داخل منزل مكون من طبقتين، تعود ملكيته للمواطن عبد الناصر الباشا، وان أفراد الدورية استدعوا قوات إضافية حاصرت المنزل وطلبت من المسلحين تسليم أنفسهم.
ولفت الى أن قوات الأمن استدعت عدداً من وجهاء المدينة وأقارب المسلحين وطلبوا منهم تسليم أنفسهم حقناً للدماء، إلا أنهم رفضوا ذلك، وفتحوا النار مجدداً تجاه قوات الأمن.

وقال الضميري quot;في حوالي الساعة 6:00 صباحاً، اقتحمت قوات الأمن المنزل، وأسفرت هذه العملية عن مقتل اثنين من المسلحين، وصاحب المنزل، فضلاً عن مقتل ثلاثة من رجال الأمنquot;.
وفي قطاع غزة، شارك الآلاف من أعضاء حركة quot;حماسquot; وأنصارها في مسيرات دعت لها الحركة تنديداً بمقتل ناشطيها في الضفة، وسط هتافات حملت بشدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض.

من ناحية أخرى، طالب مركز حقوقي فلسطيني مستقل بتحقيق محايد في مقتل الفلسطينيين الستة في قلقيليا، وإعلان نتائج التحقيق على الملأ.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان له اليوم الأحد تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن الاشتباكات بدأت بعد محاصرة منزل تحصّن فيه قيادي في quot;كتائب القسامquot; ومساعده، مساندة بذلك الرواية التي قدمتها حركة quot;حماسquot;.

وأوضح المركز أن تحقيقاته الميدانية أظهرت أنه في حوالي الساعة العاشرة من مساء أمس السبت، quot;حاصرت قوات كبيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية منزل المواطن عبد الناصر الباشا بالقرب من مدرسة الشهيد أبو علي إياد في حي كفار سابا، في مدينة قلقيلية بهدف اعتقال المواطنين محمد السمان، قائد 'كتائب عز الدين القسام' في شمال الضفة الغربية، ومساعده محمد ياسينquot;.
وأضاف البيان quot;رفض المذكوران تسليم نفسيهما لتلك الأجهزة التي استدعت عدداً من أقاربهما لإقناعهما بذلك، وخرج ياسين إلى الشارع وهو يكبر ويستصرخ المواطنين لفك الحصار عن المنزل، وعلى الفور، فتح أفراد الأجهزة الأمنية النار تجاهه وأردوه قتيلاًquot;.

وتابع quot;في أعقاب ذلك فُتِحَت النار وألقيت عدة قنابل يدوية من داخل المنزل تجاه قوات الأمن ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفرادها، وفي حوالي الساعة 6:00 صباحاً اقتحمت قوات الأمن المنزل، وسط إطلاق نار متبادل بينها وبين السمّان الذي بقي محاصراً داخل المنزل، ما أسفر عن مقتله ومقتل صاحب المنزل المواطن عبد الناصر الباشا، وإصابة زوجة المواطن
الأخير وعدد من أفراد الأجهزة الأمنية بجراحquot;.
وكانت حركة quot;حماسquot; تبادلت الاتهامات مع السلطة الفلسطينية وحركة quot;فتحquot; بشأن تفاصيل الحادث، اذ قالت quot;حماسquot; إن الاشتباكات بدأت بعد محاصرة الناشطين، قدمت السلطة الفلسطينية رواية مختلفة.

الرئيس الفلسطيني يطلع ملك الأردن على نتائج مباحثاته في واشنطن
من جهة ثانية أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الملك الأردني عبد الله الثاني اليوم الاحد في عمّان، على نتائج المباحثات التي أجراها مع الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن، بشأن سبل تفعيل المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية للوصول إلى حل للصراع وفق المرجعيات المعتمدة.
وذكر بيان للديوان الملكي أن عباس وعبد الله الثاني بحثا الجهود المبذولة لإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ووفقا للمرجعيات المعتمدة وخصوصا مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت عام 2002.
ووصل عباس إلى عمّان آتيا من القاهرة حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك وأطلعه على نتائج المباحثات مع أوباما التي جرت في 28 مايو/أيار الجاري.
وربط عباس استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بوقف كافة أشكال الاستيطان، وهو ما دعى إليه الرئيس الأميركي ورفضته الحكومة الإسرائيلية.
حماس تهدد بعدم المشاركة في الحوار الفلسطيني
هذا واعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاحد بانها قد تمتنع عن المشاركة في الحوار الفلسطيني المقرر عقد جلسته الاخيرة في مصر مطلع تموز/يوليو المقبل، وذلك احتجاجا على مقتل اثنين من عناصر كتائب عز الدين القسام في شمال الضفة الغربية.

وقال صلاح البردويل القيادي في حماس خلال مؤتمر صحفي quot;تؤكد حركة حماس على انها تعكف في هذه الاثناء على دراسة تعليق مشاركتها في حوار القاهرة احتجاجا على هذه الجرائم المتلاحقةquot;.

وطالب البردويل quot;الراعية مصر بالزام عباس بوقف الاعتقالات السياسية والافراج عن كافة المعتقلين السياسيينquot;.

وتصاعد التوتر الاحد بين حركتي فتح وحماس عقب مقتل ستة اشخاص في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية اثناء عملية اعتقال احد قادة حركة المقاومة الاسلامية.

نتنياهو: تخفيف الحصار ليس من اولوياتنا

من الجهة المقابلة استبعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاحد تخفيفا فوريا للحصار على قطاع غزة موضحا ان لاسرائيل quot;اولويات اخرىquot; في الاراضي الفلسطينية ليست تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع.

ونقل مسؤول كبير عن نتانياهو قوله خلال مجلس الوزراء الاسبوعي quot;يطلبون منا تحسين ظروف حياة السكان وافساح المجال امام الاغذية والتجهيزات للدخول، لكن لدينا اولويات اخرى في قطاع غزةquot;.

واضاف نتانياهو quot;لا نريد تقوية حماس بالسماح لهم باعادة بناء دفاعاتهمquot;.

وتابع quot;علينا ان نجد التوازن بين تحسين ظروف حياة سكان غزة، والحد من امكانية حماس في التزود بالاسلحةquot;.

ويخضع قطاع غزة لحصار اسرائيلي شديد منذ ان سيطرت الحركة الاسلامية على القطاع في حزيران/يونيو 2007 اثر انقلاب على حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

واكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الخميس ان قطاع غزة كاد يشهد كارثة اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 22 يوما من كانون الاول/ديسمبر الى كانون الثاني/يناير الماضيين.

وكانت العملية التي اسفرت عن سقوط اكثر من 1400 قتيل فلسطيني تهدف الى وضع حد لاطلاق الصواريخ من القطاع على جنوب اسرائيل. الا ان اكثر من 200 قذيفة وصاروخ سقطت على اسرائيل حسب الجيش الاسرائيلي منذ نهاية الهجوم في 18 كانون الثاني/يناير.

من جهة اخرى اعلن نتانياهو، حسب المصدر نفسه، ان وقف اطلاق النار مع حماس ما زال quot;غير مكتمل وهشاquot; واكد ان الحركة الاسلامية quot;تواصل عمليات التهريب عبر الانفاقquot; بين غزة ومصر.

وتابع quot;نريد اعادة جلعاد شاليط الى منزلهquot; في اشارة الى الجندي الفرنسي الاسرائيلي الذي اسرته حركات فلسطينية مسلحة في حزيران/يونيو 2006 قرب الحدود مع قطاع غزة.