إيلاف: احتلت صورة الرئيس الأميركي، براك أوباما مع العاهل السعودي، الملك عبد الله الثاني، وهو يقلده قلادة ذهبية، الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية، لكن عناوين هذه الصحف تراوحت بين ترقب خطاب أوباما والقلق المسيطر على نتنياهو من جهة وبين التطلعات لشرق أوسط جديد. ففيما وضعت معاريف على صفحتها الأولى صورة الرئيس أوباما وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الملك عبد الله الثاني، فقد اختارت الصحيفة أن تعنون صفحتها الأولى على غرار افلام هولويود التي تظهر على شاشتها ساعة الصفر فكتبت معاريف: 13:00 القاهرة، خطاب المصالحة الذي سيلقيه أوباما. واستطردت لتبرز تصريحا لميتشيل : لقد كذب علينا الإسرائيليون طيلة السنين، لقد انتهى هذا الأمر. في المقابل اختارت يديعوت أحرونوزت أن تضع في أعلى صفحتها الأولى عبارة: أوباما في الشرق الأوسط: الاحتضان العربي، والقلق الإسرائيلي، لتزين الصفحة الأولى بمراسم استقبال أوباما في الرياض، ومقالة خاصة من المحلل المخضرم للصحيفة، ناحوم برنيع عنونها بعبارة: جاء ليحتل. وأبرزت صحيفة هآرتس عنوانا يقول: نتنياهو متوتر للغاية عشية خطاب أوباما.
إلى ذلك تناولت الصحف الإسرائيلية، التغييرات المرتقبة في نظام الجيش الإسرائيلي وقرار الجيش نقل آلاف الجنود من الجبهة الداخلية إلى القواعد الأمامية للقضاء على ما أسمته الصحف الإسرائيلية quot;بالبطالة المقنعةquot;. ولفتت معاريف إلى أن أولمرت سيجري اليوم عملية جراحية في نيويورك لاستئصال ورم سرطاني.
معاريف: نتنياهو غارق في بحر من الإحباط
جندت صحيفة معاريف في عددها اليوم، خيرة أقلامها لتناول الجوانب المختلفة لزيارة أوباما للمنطقة وخطابه المرتقب ظهر اليوم في القاهرة. وفي هذا السياق كتب المحلل السياسي للصحيفة، بن كسبيت، تحت عنوان quot; بحر من الإحباطquot;: quot;إن أوباما
المبعوث الأميركي جورج ميتشيل قال خلال لقاء له مع زعيم يهودي، أميركي بارز، قبيل لقائه بوزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك إن الإسرائيليان كذبوا علينا على مر السنين وقد انتهى هذا.quot; وأضاف بن كسبيت يقول quot;إن ميتشيل الذي سيصل إلى المنطقة قريبا ويفتح له مكتبا في القدس ويشكل طاقم عمل كبير. سيكون طاقم ميتشيل مصدر وجع رأس لنتنياهو. إذ سيطلق براك أوباما اليوم، في القاهرة، المصالحة التاريخية الكبرى بين أميركا وبين العالم الإسلامي، لكن المشكلة الحقيقية تمكن في ما سيقوم به ميتشيل في القدس. يعتقد المحيطون بنتنياهو بأن الكاره الرئيسي لنا في البيت الأبيض هو رام عيمانويل، فيما يعتقد آخرون أن الجنرال جيمس جون هو المشكلة. ولكن الحقيقة هي أن المشكلة هي أساسية ومبدئية أكثر بكثير من مركباتها، فقد مل الأميركيون هذه الطريق، التي سرقت، بواسطتها الخيول وبُنيت البؤر الاستيطانية على مر السنين. وهم يقولون لقد انتهى هذا الأمر إلى غير رجعة، وإذا كانوا يقصدون ذلك، ولا يعتزمون النزول عن هذه لشجرة العالية في المستقبل القريب، سيقع هنا صدام ومواجهة بقوة لم يسبق لها مثيل، وسنكون هذه المرة الطرف الضعيف ؟ الطرف الذي يتحطمquot;.
وقال بن كسبيت: quot;إن نتنياهو غارق ، حاليا ببحر من الإحباط، فهو ينظر اليوم إلى أوباما المحتفل والمشرق في جامعة القاهرة، بعد زيارته للرياض لكنه لن يتمكن من الوصول إليه. فبين ليلة وضحاها تحولت إسرائيل من الأبن الوحيد المدلل لتصبح الابن العاق والمنبوذ. لم يحلم نتنياهو في أسوأ كوابيسه أن يحدث هذا له وبهذه السرعة، وبهذه لقوة وبصورة غير لطيفة. إنه يقنع نفسه بأن السبب لا يكمن فيه وإنما فيهم، قد يكون صادقا، ووفق هذه النظرة فإن الأميركيين يمكن لهم أن يفعلوا الشيء نفسه أيضا لشارون، وأولمرت، وبالتأكيد لتسيبي ليفني، بل وحتى ليوسي بيلين. فقد قرروا بكل بساطة إركاعنا وإعادتنا إلى حدود 67 خلال عامين. هذا ما يقوله بيبي لرجالهquot;.
وأضاف بن كسبيت:quot; إن نتنياهو أحرق أوراقه كلها، ولم يبق أمامه الآن سوى انتظار معجزة، على هيئة حدث عالمي وكوني يغير جدول الأعمال، لأن الأميركيين على ما يبدو عازمون على المضي في موقفهم هذا حتى النهايةquot;.
بن كسبيت خلص على القول إن كل السيناريوهات المختلفة بمثابة quot;فكة صغيرةquot; إذا ما قورنت بالكابوس الأكبر، الذي سيحدث في الشهر القادم عندما تنتهي المهلة الأميركية. إذ يقول بيبي، في الأحاديث المغلقة خلف الأبواب، إن الأميركيين سيعرضون خطة سلام قوامها الأساسي العودة لحدود 67. وسوف يعقدون مؤتمرا دولا كبيرا بحضور العالم بأجمعه، حيث سيتم حل كل المواضيع بين إسرائيل والعالم العربي. ستجر إسرائيل إلى هناك من شعرها، والسؤال هو هل ستعود من هناكquot;؟
يديعوت أحرونوت: في نهاية المطاف سنرضخ
تحت هذا العنوان كتب في يديعوت أحرونوت، المحلل السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أمنون أبروموفيتش يقول quot; إن كافة حكومات إسرائيل مرت بأزمات في العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد عرفت جميع هذه الحكومات كيف تخضع. امتاز جميع رؤساء الحكومات بتصريحات نارية صاخبة، لكنهم سكتوا فيما بعد وطبقوا بصمت تعليمات واشنطنquot;.

واستعرض أبروموفيتش سيلا من الأمثلة التي تدلل على حديثه، بدءا من خضوع مناحيم بيغن لضغوط الرئيس ريغان، بشأن الاستيطان في الضفة الغربية، رغم تصريحه العلني بأن إسرائيل ليست quot;جمهورية موزquot;، وتعهد بألا تقيم الحكومة الإسرائيلية أكثر من خمس مستوطنات. أما إسحاق شامير فقد امتثل لمطالب الولايات المتحدة خلال حرب الخليج ولم يرد على زخات الصواريخ التي وجهها صدام حسين باتجاه إسرائيل، وذهب مكرها إلى مؤتمر مدريد، ليفقد فيما بعد أموال الدعم الأميركي لإسرائيل بسبب مواصلة سياسة الاستيطان وخسر الانتخابات بسبب أموال لدعم وبسبب الشعور العام الرافض لمواجهة مع الولايات المتحدة.

وquot;عندما جاء شارون، فإنه اختلق الأمواج العاصفة من التصريحات معلنا أن إسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا ثانية، لكنه رضخ فيما بعد وتبنى نصا ملزما بشأن اعتماد حل الدولتين، وتعهد بإزالة المستوطنات، وقام بإزالة جميع المستوطنات في قطاع غزة، وأتبعها بإزالة أربع مستوطنات شمالي الضفة الغربيةquot;.

وquot;سيضطر نتنياهو على ما يبدو، إلى تخفيف غزارة العناصر اليمينية داخل الحكومة. أن يقلل من نسبة أسهم اليمين المتطرف، وأن يتوجه مثلا إلى تسيبي ليفني وحزب كديما ويعرض عليهم اقتراحا لا يمكن لهم أن يرفضوه، إذا كانت المصلحة العامة هي ما يحركهمquot;.

quot;تطالب إدارة أوباما ، حكومة إسرائيل بتجميد المستوطنات، ليس هذا بالكثير، ولا هو مطلب تعجيز. فقد وُلِدَ مصطلح quot;تجفيف المستوطناتquot; في حكومة إسحاق رابين، التي كانت الحكومة الوحيدة في العقد الأخير، التي أوقفت شيئا من هذا السيل الذي وجه إلى المناطق.جميع الحكومات الأخرى تحدثت عن تسوية سياسية، لكنها حولت مبالغ طائلة إلى المناطق. جميع الحكومات الأخرى، قامت بتجفيف الجليل والنقبquot;.
quot;قد يكون نتنياهو، الذي يتفاخر أنه في جيل الستين عاما، قادر على إدارة دفة الدولة بأعصاب باردة وبحكمة، رئيس الحكومة الذي ستنتهي إيران خلال ولايته من إتمام مشروعها الذري في وقت تكون فيه إسرائيل بعيدة عن الولايات المتحدة، مكشوفة ومعزولة أكثر من أي وقت مضىquot;.
يستطيع الرئيس الأميركي أن يقول لرئيس الحكومة الإسرائيلي quot;وداعا أيها الصديقquot; بالمعنى السياسي طبعا، لا بالمعنى الجسدي لا سمح الله. إن ما يبعث على القلق أكثر من ذلك أن بمقدور الرئيس أن quot;يترحم أيضا على إسرائيلquot;.
يسرائيل بوست: اليمين المتطرف يتهم أوباما باللا سامية
كشفت صحيفة يسرائيل بوست، النسخة العبرية التابعة لمجموعة جيروزاليم بوست، النقاب عن أن عناصر في اليمين الإسرائيلي بدأت أمس بنشر صور للرئيس الأميركي براك أوباما، وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية، مع إضافة عبارات تتهم أوباما بأنه quot;لا سامي يكره اليهودquot;. وفي المقابل، قالت الصحيفة إن اليمين الإسرائيلي يخطط لتنظيم مظاهرات لأنصاره في الولايات المتحدة قبالة البيت الأبيض، والممثليات الأميركية في العالم، حيث تظاهر أمس عشرات النشطاء من اليمين الإسرائيلي أمام القنصلية الأميركية في القدس.