تل أبيب: نفى متحدثون إسرائيليون رفيعو المستوى أن يكون التقارب الحاصل بين إسرائيل وروسيا، الذي برز خلال زيارة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، يأتي على خلفية الأزمة في العلاقات بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية في أعقاب رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالب أميركية بالاعتراف بحل الدولتين وتجميد الاستيطان. ونقل موقع quot;يديعوت أحرونوتquot; الالكتروني اليوم الجمعة عن مصادر مقرّبة من ليبرمان قولها، إنه quot;حتى لو كان هناك توجها بالتقارب بين القدس وموسكو فإنه لا يوجد أي شك بأنه لا يوجد أي بديل لحلفنا مع الولايات المتحدة التي كانت وستبقى شريكنا المركزيquot;.

وعلى الرغم من ذلك فإن مصادر في مكتب ليبرمان قالت إن quot;العلاقات الأخرى (مع روسيا) تأتي إضافة وليس بدلا (من العلاقات مع الولايات المتحدة) وليبرمان يعتقد فعلا أنه ينبغي تعزيز السياسة الخارجية الإسرائيلية بواسطة تطوير اتجاهات مختلفةquot;. وأضاف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن quot;الاتجاهات الإضافية هي روسيا وأميركا الجنوبية ووسط آسيا والهند، لكن العلاقات مع الولايات المتحدة تسبق كل هؤلاءquot;.

وقال مصدر رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية إن التقارب مع موسكو هو سياسة إسرائيلية معلنة quot;لكن هذه الخطوة تجري بالتنسيق المسبق مع الأميركيين والإدارة الأميركية على علم بالخطوة ورحبت بمبادرة التقارب بين الدولتينquot;.

لكن تقرير quot;يديعوت أحرونوتquot; اليوم يتناقض مع تقرير آخر نشرته الصحيفة يوم الأربعاء الماضي، وقالت فيه ان الولايات المتحدة عبّرت مؤخرا عن غضب من إسرائيل على خلفية التقارب بين إسرائيل وروسيا الذي برز خلال زيارة ليبرمان، وأن مسؤولين في الإدارة الأميركية عبّروا عن غضب ووجهوا انتقادات شديدة تجاه quot;الغزل المستغربquot; من جانب ليبرمان لروسيا.

وأضافت الصحيفة أن تقارير وصلت إسرائيل دلت على أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعربت عن استيائها من quot;التصريحات الإيجابيةquot; التي أطلقها ليبرمان تجاه روسيا. وكان ليبرمان أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو الثلاثاء الماضي، أن quot;العلاقات مع روسيا وصلت إلى أعلى مستوى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسيةquot; بين الدولتين في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع المحادثات التي أجراها ليبرمان، الروسي الأصول، مع المسؤولين الروس، ومن بينهم الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين، جرت باللغة الروسية وأن ميدفيديف عبّر عن ارتياح من تعيين متحدث بالروسية في منصب رفيع في إسرائيل. وأبدت حكومة إسرائيل أمس الخميس فتورا تجاه خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة أمس الذي سعى من خلاله الى مصالحة العالمين العربي والإسلامي، وصعّد من مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان ووصفه بأنه quot;ليس شرعياquot; وبأن لا حل للصراع سوى حلّ الدولتين وقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وقالت quot;يديعوت أحرونوتquot; إنه يتوقع أن تصادق الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي يوم الأحد المقبل على تعيين ليبرمان quot;مسؤولا عن الحوار الإستراتيجي مع الكرملينquot;، وأن طاقم المفاوضات في هذا الحوار سيضم رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد ورئيس quot;الموسادquot; مائير داغان ومدير عام وزارة الدفاع بنحاس بوخاريس ومدير عام وزارة الخارجية يوسي غال.

وقالت المصادر في وزارة الخارجية إن quot;الحكومة تولي أهمية بالغة لتوثيق العلاقات الإستراتيجية مع روسيا وستقرّر تحديد إطار لمداولات ثابتة في أعلى مستوى، وذلك من أجل التباحث في مواضيع إستراتيجية بين الدولتين، وفي هذا الإطار سيعقد الجانبان عدة لقاءات في العام في القدس وموسكوquot;.