جولة جديدة من انتخابات البرلمان الاوروبي
بروكسل، وكالات: يتوجه مواطنو تسع عشرة دولة في الإتحاد الأوروبي الأحد إلى صناديق الإقتراع لإنهاء إنتخابات أوروبية ماراتونية من أربعة أيام يتوقع ان تسجل نسبة تغيب كبيرة وتقدم أحزاب متطرفة. تفتح مراكز التصويت في الصباح خصوصا في فرنسا والمانيا واسبانيا وبولندا

اما بريطانيا حيث يستعد رئيس الوزراء غوردن براون لهزيمة جديدة لحزبه العمالي، فقد صوتت على غرار ايرلندا وهولندا. وبدأت ايطاليا بالتوجه امس السبت الى صناديق الاقتراع في انتخابات تعتبر بمثابة اختبار في ما يتعلق برئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني الذي يواجه فضائح عدة.

ويتوقع ان تعلن اولى النتائج الرسمية التي تسمح بمعرفة اللون السياسي للبرلمان الاوروبي المقبل، اعتبارا من الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش. لكن قبل اعلان النتائج ستعطي استطلاعات رأي وطنية الاتجاهات الكبرى في بلدان عدة. ويتوقع ان تكون نسبة التغيب عن التصويت قياسية هذه المرة اذ ان المشاركة قد تكون اقل بنسبة 45,4% عن الانتخابات السابقة التي جرت في 2004.

لكن لا يتوقع تغير كبير في التوازنات السياسية الكبرى بحسب استطلاعات الرأي. فالاحزاب المحافظة المعتدلة المنضوية تحت لواء الحزب الشعبي الاوروبي يتوقع ان تبقى القوة السياسية الرئيسية بالرغم من الانشقاق المعلن لنواب اوروبيين بريطانيين وتشيكيين. فهؤلاء الاخيرون الاكثر تشكيكا باوروبا اعلنوا نيتهم تشكيل مجموعة سياسية مناهضة للتوجه الاوروبي مما قد يغير قليلا الخريطة في البرلمان.

ويبدو ان اندفاعة الاحزاب الراديكالية المناهضة لاوروبا بمثابة امثولة اخرى لهذا الاقتراع، على خلفية الازمة الاقتصادية الحادة. وفي هولندا حصل الحزب اليميني المتطرف بزعامة غيرت والدرز على 17% من الاصوات ليصبح التشكيل السياسي الثاني في البلاد. ولا يبدو ان بمقدور اليسار الاجتماعي الديمقراطي ان يواجه هيمنة اليمين في اوروبا بالرغم من ظروف ازمة اجتماعية غير مسبوقة منذ عقود.

وتوقعت الاستطلاعات في سلوفاكيا، التي صوت ناخبوها السبت، ان تبلغ نسبة الاقبال على التصويت 14 في المئة، اي اقل بثلاث نقاط عن نسبة الاقبال في 2004، وهي اقل نسبة اقبال اوروبية حتى الان كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية. اما في مالطة فيتوقع ان تصل نسبة الاقبال على التصويت الى نحو 80 في المئة. وتشير النتائج الجزئية للانتخابات في هولندا الى ان حزب النائب اليميني فيلدر حقق مكاسب.

ويواجه فيلدر الادعاء القضائي عليه اثر تصريحات معادية للاسلام. وتشير تلك النتائج الى ان حزبه، حزب الحرية، جاء الثاني بما يعني انه سيفوز باربعة مقاعد من 25 مقعدا مخصصة لهولندا في البرلمان الاوروبي. وطلبت المفوضية الاوروبية تفسيرا من المسؤولين الهولنديين لاعلانهم نتائج جزئية قبل الاوان.

ومن المفترض الا تعلن النتائج في اي بلد قبل اغلاق مراكز الاقتراع في كافة دول اوروبا ليلة الاحد. وكانت بريطانيا صوتت الخميس في الانتخابات الاوروبية وبعض المجالس المحلية في مناطق معينة. وينظر الى الانتخابات في بريطانيا على ان نتائجها قد تؤثر في المشهد السياسي في البلاد في اعقاب اسابيع من القلاقل حول ازمة تعويضات نفقات النواب.

اما في ايرلندا، حيث جرت الانتخابات الجمعة، فيعد التصويت حاسما لانه ياتي قبل استفتاء ثان حول معاهدة لشبونة للاتحاد الاوروبي المثيرة للجدل في اكتوبر. وكان الناخبون الايرلنديون رفضوا المعاهدة في استفتاء العام الماضي.