نقل معتقلين في غوانتانامو الى تشاد والعراق

واشنطن:أعلنت وزارة العدل الأميركية الخميس، نقل أربعة من المعتقلين الصينيين بقاعدة quot;غوانتاناموquot; العسكرية، إلى quot;برموداquot; حيث سيستقرون فيها، في حين يتم بحث نقل 13 آخرين إلى دولة quot;بالاوquot;، مع منحهم مبالغ مالية لمساعدتهم على الاستقرار.

وذكرت الوزارة أن السجناء، وهم من عرقية quot;الويغورquot; الصينية، التي يعتنق معظم أفرادها الدين الإسلامي، من بين 17 معتقلاً من هذه العرقية في المعسكر، الذي سبق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن تعهد بالعمل على إغلاقه، ومعالجة ملفات أكثر من 200 سجين خلف قضبانه.

يأتي الإعلان عن هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه الجدل داخل الولايات المتحدة حول إمكانية نقل المعتقلين إلى أراضيها، أو إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

وبحسب بيانات السلطات الأميركية، فقد جرى التصريح بالإفراج عن المعتقلين الأربعة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، كما جرى عرض قضيتهم مجدداً في الآونة الأخيرة لتأكيد هذا القرار.

وينتمي هؤلاء المعتقلين المسلمين إلى قومية quot;الويغورquot;، التي تعيش في غرب الصين، وجرى احتجازهم بمعتقل غوانتانامو منذ عام 2002، بعدما اتهمتهم السلطات الأمريكية بالحصول على أسلحة وتدريب عسكري في أفغانستان، وصدر بحق بعضهم قرارا بإطلاق سراحه في 2003.

وترفض السلطات العسكرية الأميركية تسليم هؤلاء المعتقلين إلى بلدهم الأصلي، خوفاً من أن يتعرضوا للتعذيب من قبل السلطات الصينية، فيما أعلنت بكين رفضها استقبال أي دول أجنبية للمعتقلين الصينيين، وتعهدت بعدم تعذيبهم، في حالة تسلمهم من الولايات المتحدة.

وبدأت مأساة هؤلاء quot;الويغورquot; بعد فرارهم من الصين، التي يقولون إنهم يتعرضون للقمع والاضطهاد فيها، حيث لجأوا إلى أفغانستان عام 2001، في نفس توقيت بدء الحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، مما دفعهم إلى الهرب مجدداً إلى باكستان، إلا أن quot;مرتزقةquot; قاموا باعتقالهم وتسليمهم إلى القوات الأمريكية، مقابل مبالغ مالية، على أنهم عناصر بالقاعدة.

من جانبها، جددت الصين الخميس مطالبتها بتسليم كل المعتقلين من الويغور إليها عوض ترحيلهم إلى دول أخرى، وذلك بعد أن أعلنت دولة بالاو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ، لا يزيد عدد سكانها عن 20 ألف نسمة استعدادها لاستقبالهم.

وجاء عرض بالاو quot;لأسباب إنسانيةquot;، بسبب الخشية من تعرضهم للتعذيب في الصين إذا ما جرى إعادتهم إليها، بالإضافة إلى ما قالت إنها quot;علاقات مميزةquot; تجمعها مع الولايات المتحدة، التي كانت تدير البلاد حتى استقلالها عام 1994.

واعتبرت بكين أن المعتقلين هم من عناصر حركة quot;شرق تركستانquot;، التي تطالب بإنفصال المناطق الإسلامية في الصين، والتي تضعها واشنطن على قائمة التنظيمات المتهمة بالإرهاب، نافية نيتها القيام باستخدام التعذيب خلال التحقيقات معهم.

وقال غين يانغ، الناطق باسم الخارجية الصينية: quot;نحض واشنطن على وقف تسليم أي متهم بالإرهاب إلى دولة ثالثة، والقيام بترحيلهم إلى الصين بأسرع وقت ممكن، كما أننا نعترض على قيام دول أخرى باستقبالهم.quot;

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن واشنطن تعمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية نقل سائر المعتقلين من الويغور إلى بالاو، ويشمل ذلك تحديد المبلغ الذي سيمنح للمعتقلين بعد تحريرهم لمساعدتهم على الاستقرار، والذي قد يصل إلى مائة ألف دولار للشخص.

يُشار إلى أن بالاو تقع على بعد 1600 كيلومتر جنوب شرقي الفلبين، وهي تتلقى الدعم المالي الأميركي بشكل متواصل، إذ سبق أن قدمت واشنطن لها 900 مليون دولار منذ استقلالها عام 1994.

وسبق أن جرى نقل خمسة من معتقلي الويغور السابقين إلى ألبانيا عام 2006، وتقول وزارة العدل الأميركية إنها لم تعثر على أي أدلة تشير إلى أنهم تورطوا في نشاطات إجرامية أو إرهابية منذ ذلك الحين.

واعتباراً من عام 2002، غادر 540 معتقلاً معسكر غوانتانامو، متجهين نحو دولهم الأصلية أو دول أخرى، وفي مقدمتها ألبانيا والجزائر وأفغانستان وأستراليا وبنغلاديش والبحرين وبلجيكا والدنمارك وفرنسا ومصر وبريطانيا وإيران والعراق والأردن وليبيا والكويت والمغرب وموريتانيا والسعودية وروسيا واليمن.