القدس:يلقي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو كلمة مهمة يوم الاحد يتناول فيها التوترات مع الولايات المتحدة بشأن رفضه وقف بناء مستوطنات وتبني حل قيام دولة فلسطينية. وأطلع نتنياهو المبعوث الاميركي جورج ميتشل ودبلوماسيين آخرين هذا الاسبوع على كلمته المزمعة. لكن مسؤولا اميركيا قال لاجتماع وسطاء اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط حسبما ذكر مشاركون ان الخطوات التي أوجزها نتنياهو لميتشل quot;ليست كافية لارضاء واشنطنquot;.

ويرفض نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة كما يرفض تأييد هدف إقامة دولة فلسطينية والمنصوص عليهما في خطة quot;خارطة الطريقquot; للسلام لعام 2003 مما أدى الى شقاق نادر في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل.

ونظرا لحرص نتنياهو على الحفاظ على التحالف وعلى ائتلافه اليميني الحاكم المنقسم على نفسه تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي عن اقتراحات مؤقتة لسد الفجوة مثل حكم ذاتي فلسطيني دون سلطات سيادية منها حق تشكيل جيش.

ويصر الفلسطينيون الذين حصلوا على حكم ذاتي محدود بموجب اتفاقات سلام مؤقتة موقعة عام 1993 على حقوق الدولة الكاملة. غير أن حكم الفلسطينيين الان منقسم فحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترفض التعايش مع الدولة اليهودية تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

ويقول الرئيس الامريكي باراك اوباما ان إحراز تقدم نحو ابرام اتفاق فلسطيني سيساعد على احتواء الطموحات النووية لايران التي تعتبرها اسرائيل مصدر تهديد كبير.

وذكر مسؤول اسرائيلي أن نتنياهو ما زال يضع اللمسات النهائية على الخطاب الذي quot;سيقدم رؤية للمضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين.quot;

وقال المسؤول quot;في هذا الاطار نريد أن نرى الدول العربية تلعب دورا متزايدا...الخطاب سيقر بخارطة الطريق ويتطرق الى قضية اقامة الدولة.quot;

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خلال زيارة للضفة الغربية quot;انني لا أعرف ماذا يريد ان يقول لكن ما اود سماعه ... هو أن (اسرائيل) ستوقف المستوطنات وتستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين.quot;

وتولى نتنياهو السلطة في اسرائيل في مارس اذار بدلا من رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي استأنف محادثات السلام مع الفلسطينيين في مؤتمر عقد في عام 2007 في انابوليس بولاية ماريلاند الذي اكد مجددا التزام الجانبين بخارطة الطريق التي تم التوصل اليها في عام 2003 .

وتظهر استطلاعات للرأي انقسام الرأي العام الاسرائيلي لكن استطلاعا للرأي أشار الى أن الناخبين يريدون موقفا اكثر صرامة تجاه مبدأ الارض مقابل سلام لا يثقون في حصولهم عليه.

وتقول تامار هيرمان عالمة الاجتماع التي تقوم بدراسة مسحية شهرية بعنوان quot;مؤشر السلامquot; منذ سنوات انها وجدت أنه حتى شهر مضى أجاب ما بين 60 و75 في المئة من الاسرائيليين في الدراسات المسحية بأنهم يدعمون حل الدولتين.

وأضافت هيرمان عميدة الجامعة المفتوحة باسرائيل أنه في هذا الشهر رأى 41 في المئة أن الدولة الفلسطينية خيار قابل للتطبيق.

ويقول عدد اقل من الاسرائيليين انهم يرغبون في تقديم الحد الادنى مما يريده الفلسطينيون لابرام اتفاق وهو تفكيك معظم المستوطنات الاسرائيلية المقامة في الارض المحتلة في نهاية المطاف.

وقالت هيرمان ان 53 في المئة الان يعارضون ازالة الجيوب الاستيطانية.

لكن رافي سميث خبير استطلاع الرأي وجد أن 55 في المئة من الاسرائيليين ما زالوا يدعمون حل الدولتين وأن 57 في المئة يؤيدون نداء اوباما بوقف بناء المستوطنات. لكن نسبة تبلغ 85 في المئة تشك في أن يؤدي هذا الى السلام في النهاية.

وقال سميث quot;الجماهير الاسرائيلية اتجهت الى اليمين لان مفهوم ثقتهم في العرب محدود جدا. المشكلة هي اننا لا نثق في العرب وهم لا يثقون بنا. quot;الاسرائيليون متفقون على أنه يجب وجود دولتين لكنني لا اعتقد ان هذا سيحدث ابدا.quot;

وشنت قوات الامن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الولايات المتحدة حملة ضد اعضاء حماس في الضفة الغربية حيث تطالب اسرائيل منذ فترة طويلة بضمانات أمنية قبل تسليم اي اراض للفلسطينيين.

لكن الكثير من الاسرائيليين يعتبرون الضفة الغربية التي احتلت في حرب عام 1967 حقا توراتيا وتعتزم حكومة نتنياهو الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى فيها بموجب اتفاق سلام وهي خطة يرفضها الفلسطينيون ويصفونها بأنها فاشلة.