عواصم، وكالات: دافع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين عن الشروط التي وضعها لقيام دولة فلسطينية وقال في مقابلة لتلفزيون اميركي ان الاسرائيليين لهم الحق في ان يتوقعوا ان تكون تلك الدولة منزوعة السلاح. وصرح في مقابلة لشبكة ان بي سي انه quot;تماما كما يتوقعون منا ان نعترف بدولة فلسطينية، عليهم ان يعترفوا بدولة يهودية. وبالطبع فان الدولة الفلسطينية يجب ان لا تهدد الدولة اليهودية وهذا هو السبب الذي يجعلني اريدها ان تكون دولة منزوعة السلاحquot;.

وجاءت تصريحات نتانياهو بعد يوم من القائه كلمة اعلن فيها لاول مرة قبوله باقامة دولة فلسطينية ولكن بشروط قال الفلسطينيون انها تقوض الجهود لانقاذ عملية السلام. ووصف البيت الابيض موقف نتانياهو بانه quot;خطوة مهمةquot; الا ان مصر وسوريا انتقدتا موقفه وقالتا انه يجهض جهود السلام.

ودافع نتانياهو عن مطلبه باقامة دولة فلسطينية لا تتمتع بسيطرة على اجوائها كما انه ليس لها الحق في ابرام اتفاقيات عسكرية كما توفر لاسرائيل ضمانات امنية صارمة. وصرح لشبكة ان بي سي ان quot;على الفلسطينيين ان يعترفوا بدولة يهودية ولاسرائيل الحق في ان تتوقع ان تكون مثل هذه الدولة التي ستعيش الى جانبهم، اي الدولة الفلسطينية، منزوعة السلاح. اعتقد ان هذه امور يمكن ان ترسي الاساس لسلام مستقبليquot;. وقال quot;ان رؤيتي هي ان يعيش الفلسطينيون والاسرائيليون جنبا الى جنب كشعب حر بوفاق وليس بعداوةquot;.

وقال quot;ولكن بالنسبة لامن اسرائيل فان هذا ليس امرا نظرياquot; مشيرا الى زيادة اطلاق الصواريخ من قطاع غزة عقب انسحاب اسرائيل من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). واضاف quot;لقد اطلق علينا 7000 صاروخ منذ خروجنا من غزة. لا يمكننا ان نسمح بسقوط صواريخ على تل ابيب، الامر الذي سيجعل الحياة مستحيلةquot;. وقال ان الاسرائيليين يصرون quot;بالطبع على ان تكون (الدولة الفلسطينية) منزوعة السلاح، وبالطبع يجب عليهم ان لا يتحملوا اطلاق الصواريخ والقذائف على مدننا. وبالطبع هذا احد متطلبات السلامquot;.

وردا على رفضه وقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، استجابة لدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما، تملص نتانياهو من السؤال مؤكدا بدلا من ذلك على تعهده بعدم التصريح ببناء اية مستوطنات جديدة. وقال quot;اعتقد ان الرئيس اوباما وانا نحاول التوصل الى تفاهم مشترك حول هذه المسالةquot;.

ورأى البيت الابيض الاثنين في موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على اقامة دولة فلسطينية quot;خطوة كبيرة الى الامامquot; معترفا في الوقت نفسه بانه لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لحل النزاع. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما على متن الطائرة التي كانت تقل الاخير الى شيكاغو (ايلينوي، شمال) ان quot;حكومة نتانياهو قامت امس بخطوة كبيرة الى الامام عبر الاعتراف للمرة الاولى بضرورة (تبني) حل يقوم على (مبدأ) الدولتينquot;.

واضاف ان quot;الرئيس يعتقد انه لا يزال هناك الكثير للقيام به، لكنه سعيد بالتقدم الذي احرز حتى الان والذي يشكل خطاب الامس طبعا جزءا مهما منهquot;.

فراتيني: خطاب نتنياهو نصف خطوة إلى الأمام

من جهته قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني إن quot;الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثل خطوة الى الأمام لكنها ما تزال في منتصف الطريقquot;، مبديا القلق بشأن الشروط المسبقة التي وضعها حول وضع القدس كون القضية لا تزال على أجندة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيليةgt; وأضاف رئيس الدبلوماسية الايطالية في تصريحات للصحافيين بعد وصوله لوكسمبورغ اليوم الاثنين للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي، أن quot;رغبة اسرائيل في التباحث مع الفلسطينيين أمر ايجابيquot;، لكن quot;المقلق في الأمر هو هذا النوع من الشرط المسبق المرتبط بدور القدس التي تعد موضوع المباحثاتquot;.

ومن جهة أخرى، رأى رئيس الدبلوماسية الإيطالية أن quot;الرغبة بإقامة سلام اقليمي مع البلدان العربية في المنطقة، أمر مشجعquot;، لذا quot;فهناك بالتأكيد خطوات مهمة علينا تشجيعهاquot;، وأردف quot;اليوم أيضا سأرى وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمانquot;، وختم بالاشارة الى أن quot;حقيقة متابعة نتنياهو منع بناء المستعمرات أمر ايجابي آخر، فقد قال إنه سيستمر في مسيطرة التنمية الوطنية وهو تصريح واعدquot;.

براون: خطاب نتانياهو quot;خطوة هامة الى الامامquot;

كما رحب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاثنين بالخطاب الذي القاه الاحد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي وافق بشروط على قيام دولة فلسطينية وراى فيه quot;خطوة هامة الى الامامquot;. لكن براون شدد على ان طريق السلام سيكون طويلا وشاقا وحذر اسرائيل من ان عليها وضع حد للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية للمساعدة في احياء عملية السلام.

وقال في كلمة امام مجلس العموم بشان العراق ان خطاب نتانياهو الذي quot;قبل فيه للمرة الاولى حل الدولتينquot; يعد quot;خطوة هامة الى الامام الا ان الطريق ما زال طويلا امامناquot;. واضاف quot;ساتصل به مساء اليوم لاشدد على اهمية تجميد الاستيطانquot;.

ميركل: خطاب نتانياهو خطوة أولى ومهمّة

من جانبها، رأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن quot;خطوة أولى ومهمةquot; أُنجزت quot;على طريق التوصل إلى حل يقوم على أساس دوليتنquot;، وذلك في اتصال هاتفي أجرته اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم إن quot;المستشارة تحادثت مطولاً هاتفياً مساءًquot; مع نتانياهو، وquot;رحبت بالخطاب الذي ألقاه أمس (الأحد) ووصفته بأنه خطوة أولى ومهمة نحو التوصل إلى حل يقوم على دولتينquot;.

ردود الفعل العربية
وتتوالى ردود الأفعال حول خطاب نتانياهو اذ اعتبر مصدر رسمي سوري الاثنين ان المواقف التي اعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد تشكل quot;رفضا صريحاquot; للسلام، مطالبا الولايات المتحدة بالضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان والقبول بالسلام العادل والشامل. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن المصدر الرسمي ان quot;الموقف الذي اعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يشكل رفضا صريحا للمتطلبات الموضوعية التي يمكن ان تؤدي للسلام في الشرق الاوسط وفق مبادىء الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريدquot;.

واضاف ان quot;عدم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ورفض القرارات الدولية وبخاصة تلك المتعلقة بعودة اللاجئين واشتراط قبول يهودية اسرائيل اضافة الى رفض وقف الاستيطان هي شروط مسبقة تفرغ السلام من مضمونه وتحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة والمعترف بها دولياquot;. وتابع المصدر quot;على المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص مسؤولية حمل اسرائيل على الالتزام بوقف الاستيطان بكل اشكاله ووقف اجراءات تهويد القدس ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة وتنفيذ مقررات الشرعية الدولية واسس صنع السلام العادل والشاملquot;.

نصر الله: خطاب نتانياهو quot;كشف مسرحية اوباما امام عرب الاعتدالquot;

من جهته اكد الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله الاثنين ان تعليق الادارة الاميركية على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو quot;كشف المسرحيةquot; التي قال ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يلعبها امام الدول العربية المعتدلة التي دعاها الى مراجعة موقفها. وقال نصر الله في كلمة القاها بمناسبة ذكرى ولادة فاطمة الزهراء بثتها محطة تلفزيون المنار الناطق باسم حزبه ان quot;خطاب نتانياهو كشف المسرحية التي تقوم بها ادارة اوباما لتقطيع الوقت مع الشعوب العربيةquot;. واضاف quot;انكشفت (المسرحية) بسرعة عندما علقت ادارة اوباما على خطاب نتانياهو بانه مهم وخطوة متقدمة وايجابيquot;.

واكد امين عام الحزب، الذي تدرجه الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية، ان خطاب نتانياهو quot;احبط رهانات وآمال الاعتدال العربي الذي كان يراهن على نجاح ادارة اوباما بانجاح التسويةquot; مشددا على المواقف التي اعلنها نتانياهو quot;نسفت كل ما انجزه المعتدلون (العرب) حتى الان واغلق كل الابوابquot;.

وقال quot;هذا الخطاب يضع المنطقة امام مخاطر التوطين ومخاطر تهجير فلسطينيي 1948 (عرب اسرائيل) من خلال الدعوة الى الاعتراف باسرائسيل دولة يهوديةquot;. واعتبر بان خطاب نتانياهو quot;يجب ان يشكل صدمة لكل الشعوب والحكومات والقيادات في العالمين العربي والاسلامي ويدعوهم الى اعادة حساباتهمquot;. واضاف quot;الفلسطينيون مدعوون للخروج من انقساماتهم والعرب مدعوون للخروج من الاحلام الكاذبة والرهانات السرابية التي تتحكم بعقولهمquot;.

الرئيس اللبناني: موقف نتانياهو متصلب وعلى المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين ان موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاخير quot;اتسم بالتصلبquot;، مشيرا الى انه يستدعي quot;مزيدا من الوحدةquot; بين العرب وquot;ضغطاquot; من المجتمع الدولي على اسرائيل. وقال سليمان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية، ان quot;الموقف الاسرائيلي الذي عبر عنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو واتسم بالتصلب سواء على مستوى التعاطي مع موضوع السلام او على مستوى حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين، يتطلب من القادة العرب المزيد من الوحدة والحفاظ على روح وارادة المقاومةquot;.

ودعا سليمان quot;المجتمع الدولي وفي طليعته الولايات المتحدة واوروبا الى المزيد من الضغط على الحكومة الاسرائيلية للقبول بالمبادرات السلمية العادلة، خصوصا ان التجارب العسكرية الاسرائيلية العدوانية على لبنان وغزة اثبتت ان هناك ارادة وتصميما على المواجهة العسكريةquot;. ورأى ان اسرائيل quot;لا تزال تحاول التهربquot; من المبادرة العربية للسلام الصادرة العام 2002، مشيرا الى ان هذه المبادرة quot;تشكل فرصة سانحة امام تحقيق السلام الشامل والعادلquot;.

من جهته راى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة quot;ان كلام نتانياهو، هو بمثابة قطع للطريق على التوجهات الأميركية الجديدة، وفي ذات الوقت محاولة زائفة لكسب تعاطف الرأي العام الدوليquot;. وشدد على ان quot;تجاهل نتانياهو نهائيا مسألة حقوق اللاجئين الفلسطينيين يتعارض تعارضا كليا مع القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وكذلك مع الموقف الثابت للبنان (...) الملحوظ في مقدمة الدستور والقاضي برفض التوطين رفضا تاماquot;.

من ناحيته اعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من قادة الاكثرية النيابية الممثلة لقوى 14 اذار المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة، ان خطاب نتانياهو quot;حربيquot; وحذر من انعكاساته على المنطقة. وقال في مقال اسبوعي يكتبه في صحيفة quot;الانباءquot; الصادرة عن حزبه (الحزب التقدمي الاشتراكي) توزع الثلاثاء ان هذا الخطاب quot;نسف وعطل عمليا كل فرص التسوية (...) ما سيفتح المنطقة على مخاطر كبرى قد تذهب في إتجاهات تفجيرية لا تعرف نتائجهاquot;.

وتابع quot;هذه المواقف تؤكد عدم وجود رغبة إسرائيلية حقيقية بالتسوية وهي تؤسس لمرحلة خطرة على مستوى الشرق الاوسط برمتهquot;.. واعتبر ان الكلام quot;عن يهودية دولة إسرائيل يعني إغلاق ملف العودة والدخول في عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من الداخل (...) وإستكمال التوسع الاستيطانيquot;.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن الاحد موافقته على مبدأ اقامة دولة فلسطينية شرط ان تكون منزوعة السلاح، ورفض تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية كما يطالبه المجتمع الدولي، معتبرا انه يجب توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود اسرائيل.

وتتناقض هذه الطروحات مع التزامات الحكومات الاسرائيلية السابقة وبينها خطة السلام الدولية المعروفة بquot;خارطة الطريقquot; التي نصت على اقامة دولتين وتجميد الاستيطان والتي بقيت حبرا على ورق، ومؤتمر انابوليس (الولايات المتحدة) حول الشرق الاوسط الذي انعقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 واتفق خلاله على اعادة اطلاق مفاوضات السلام للتوصل الى قيام دولة فلسطينية، وفق ما نصت عليه خارطة الطريق.