مراقبون: خيار المقاومة المسلحة قد يكون الحل الوحيد
دمشق تلتزم الصمت إزاء تصريحات نتانياهو حول الجولان

بهية مارديني من دمشق: امنتعت دمشق حتى الان عن الرد على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التي اعلن فيها رفضه التخلي عن الجولان بسبب ما وصفه بالأهمية الاستراتيجية للجولان والتي تعطي اسبقية لاسرائيل في اي مواجهة مستقبلية مع سوريا. وفي الغضون لم يصدر عن اللجنة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية التي اجتمعت، وهي تمثل مجموعة أحزاب تقود سوريا، اي رد مباشر على تصريحات نتانياهو واكتفت اللجنة بالإعراب عن الامل في ان تؤدي quot; الانفراجات الدولية الجديدة الى قرارات عملية تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والامن في المنطقة quot;.

إيلاف حاولت استقصاء الاروقة السياسية في دمشق لمعرفة رأيها فيما صدر عن نتانياهو ولكن جميع من اتصلت بهم ايلاف إما اعتذروا عن الرد quot;لان الموضوع لايستحق الرد او انهم اعتادوا على التصريحات المتناقضة للمسؤولين الاسرائيليين quot;او لانه ينبغي ان ننتظر ردا مناسبا من الخارجية السورية على التصريحات quot;باعتبارها تمثل وجهة نظر متطرفة تعبر عن مزاج سياسي اسرائيلي يرى في السلام خطرا على اسرائيلquot;.

بعض المراقبين في دمشق اعتبروا بأن تصريحات نتانياهو ربما تكون ردا مباشرا من الحكومة الاسرائيلية على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق واطلاقه تصريحات نارية ضد اسرائيل حيث وصف اسرائيل بأن تنتج quot;جراثيم مميتة quot; تهدد الانسانية. ولم يستبعد احد المراقبين ان يكون نتانياهو تعمد اصدار هذا التصريحquot; الإستفزازيquot; في سياق تشديده لشروطه قبل اية انطلاقة ممكنة لعملية سلام تسعى الادارة الاميركية الى اطلاقها وتعمل روسيا على ان يكون لها دور فعال فيها عبر استضافة نسخة جديدة من مؤتمر انابوليس في موسكو.

ومن اللافت ان التصريحات الاسرائيلية تأتي لتقطع الطريق او- تذرعها الغاما ndash; في وجه زيارة المبعوث السلام الاميركي جورج ميتشل التي أشيع عنها في الاعلام الى العاصمة السورية دمشق خلال الشهر المقبل وهو الامر الذي لم يؤكده او ينفيه لا ميتشل ولا دمشق. وكان نتانياهو تفاوض مع السوريين طوال عدة سنوات ووافق خلال المفاوضات على استعداده للتخلي عن هضبة الجولان باستثناء شريط ضيق على بحيرة طبرية وهو مارفضته سوريا وتمسكت وبحدود الرابع من حزيران عام 1967 بالرغم من ان هناك من يعتقد بأن نتانياهو لم يكن يريد اتفاق سلام مع السوريين وانه كان يضيع الوقت.

بعض المحللين يعتقدون بأن سوريا ستضطر في نهاية المطاف إما الى الدخول في مواجهة عسكرية محدودة او واسعة او الى تطوير خيار مقاومة شعبية لم تكن طبيعة الجولان الديمغرافية تساعدهم على اطلاقها ولكن مجموعة من الاجراءات التي قامت بها الحكومة السورية في السنوات القليلة الماضية جعلت من امكانية اعتماد هذه الخيار على المدى المتوسط امكانية قائمة.

فقد سمحت الحكومة السورية للسكان السوريين على طول خط وقف اطلاق النار في الجولان بالعودة الى قراهم و منازلهم وتشييد منازل جديدة كما انها الغت كافة الحواجز العسكرية التي كانت تحول بين توجه عموم السوريين الى القنيطرة ومناطق الجولان المحررة وهو الامر الذي من شأنه ان يعيد الكثافة السكانية وبالتالي امكانية تبلور خيار مقاومة شعبية على غرار ما حصل في جنوب لبنان.