محلل أميركي: الدليل الاحصائي مثير للفضول.. لكنه غير حاسم
الغارديان تؤكد تناقض نتائج الاحصاءات في الانتخابات الإيرانية

سبعة قتلى في إيران ومجلس صيانة الدستور مستعد لإعادة الفرز

آراء كويتية في الأزمة الإيرانية

محللون سعوديون يرون ما يحدث طبيعيًا في حكومة التناقضات الإيرانية

إيلاف - قسم الترجمة: مع استمرار فوضوية المشهد السياسي وغموضه في إيران، ومع دخول التظاهرات وأعمال الشغب التي صاحبت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة يومها الرابع، تعد صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تحليلياً، تقول فيه إنه ووسط دوامة من الشائعات، تم الترويج لمجموعتين بديلتين من البيانات الإحصائية التي تدعي أن المرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي، هو الفائز quot;الحقيقيquot; بتلك الانتخابات المتنازع عليها. ورغم استحالة الجزم في صحة ومصداقية تلك البيانات، إلا أن قسما منها، منسوب إلى quot;مصدر مطلعquot; في وزارة الداخلية، يظهر على مواقع المعارضة الإيرانية، يكشف عن فوز موسوي بـ 21.3 مليون صوت، أو 57.2 % من إجمالي الأصوات ndash; وهي النسبة الكافية لمنحه فوزاً صريحاً دون الدخول في جولة ثانية من انتخابات الإعادة.

ووفقاً لهذه الأرقام، فقد فاز أحمدي نجاد بـ 10.5 ملايين صوت ( 28 % ). في حين حصل المرشحان الآخران، محسن رضائي ومهدي كاروبي على 2.7 مليون صوت ( 7.2 % ) و 2.2 مليون صوت ( 6 % ) على التوالي. وعلى عكس النتائج الرسمية، أشارت الأرقام أيضاً إلى وجود 600 ألف بطاقة انتخابية منتهية الصلاحية. وعلى غير العادة، لم يتطرق إعلان وزارة الداخلية الرسمي إلى وجود أصوات باطلة. كما سجلت الأرقام غير الرسمية بيانا إحصائيا مختلفا لنسبة الإقبال الجماهيري على مراكز الاقتراع - حيث تبين أنه كان بنسبة 81 % ( 37.4 مليون ناخب ) مقارنة ً بنسبة الـ 85 % التي تحدثت عنها الحكومة.

وتكشف الصحيفة عن أن تلك الأرقام اقترنت بادعاءات من مصادر لم يتم الكشف عن هويتها من داخل وزارة الداخلية، تتحدث عن أن بيانات إحصائية مزورة قد تم إدخالها في أحد البرامج الحاسوبية ثم وُزعت على عمليات فرز الأصوات بين مراكز الاقتراع لإصدار نتائج معقولة. وزعمت المصادر نفسها أيضاً أن بيانات وزارة الداخلية الخاصة بالإعلان عن النتائج قد تم إعدادها قبل ليلة الجمعة. كما ظهرت مجموعة أخرى من البيانات الإحصائية التي أعلنها النائب الإصلاحي السابق، إبراهيم أميني، الذي يعمل الآن مستشارا ً للمرشح كاروبي. وقد أشارت تلك البيانات إلى أن العدد الإجمالي للمشاركين في الانتخابات هو عدد يزيد بقليل عن 42 مليون شخص، وأظهرت أن نجاد جاء في المرتبة الثالثة، وتم توزيع نسبة الأصوات على المرشحين، بحسب البيانات، كما يلي:

موسوي : 19.075.623 صوتا
كاروبي : 13.387.104 أصوات
أحمدي نجاد : 5.698.417 صوتا
رضائي : 3.754.218 صوتا

وترى الصحيفة أنه سيكون من الصعب الحصول على نتيجة نهائية رسمية في ظل هذه البيانات الإحصائية المتناقضة. وتشير في السياق ذاته إلى تلك الرسالة البريدية quot;الإيميلquot; التي قام بنشرها أحد المواقع الإلكترونية الإيرانية، ويُقال إنها خاصة بمفتش إنترنت كان مسؤولا ً عن ستة مراكز للاقتراع. وتزعم تلك الرسالة حدوث تلاعب في النظام البرمجي لتسجيل أصوات غير مؤهلة، من بينها تلك التي أدلى بها أطفال، أو متوفون، أو شخص واحد عدة مرات. هذا وقد قامت الأسبوع الماضي مجموعة من موظفي وزارة الداخلية بإرسال خطاب إلى عدد من المسؤولين البارزين ومن ضمنهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، يزعمون فيه أن الإحصاءات الخاصة بالناخبين المؤهلين قد تم خفضها عمدا ً إلى 46.3 مليون بدلاً من 51.2 مليون. ثم قامت الوزارة بعدها بطبع 58 مليون نسخة من بطاقات الاقتراع، كما يدعي الخطاب، ما يمهد الطريق لإمكانية حدوث تلاعب.

خلال تظاهرات الامس في طهران

هذا وقد أشار خبراء متخصصون في عمليات التصويت إلى وجود عناصر مفاجئة في النتائج الرسمية عند الكشف عنها في كل منطقة. ففي مقاطعة لورستان (الغرب) على سبيل المثال، فاز المرشحون المحافظون في انتخابات عام 2005 بـ 20 % فقط، في الوقت الذي فاز فيه أحمدي نجاد في انتخابات الجمعة الماضي بنسبة أصوات من تلك المقاطعة تقدر بـ 71 %. وتنقل الصحيفة في تلك الجزئية عن نيت سيلفر، محلل أميركي بارز، قوله :quot; إن الدليل الإحصائي أمر مثير للفضول، لكنه لا يكون حاسما، في نهاية المطاف quot;. فيما قال اثنان من الباحثين الأميركيين إن النتائج الرسمية التي تم الإعلان عنها تتماشى مع اقتراع مستقل قاما بإجرائه عبر الهاتف قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع، حيث أظهر تفوق الرئيس أحمدي نجاد على منافسيه بهامش اثنين لواحد.

وقد قام هذان الباحثان ويدعيان كين بالين، رئيس مركز غداً بدون إرهاب للرأي العام، وهو مركز مهتم بدراسة المواقف نحو التطرف، وكذلك باتريك دوهيرتي، من مؤسسة نيو أميركا، بكتابة تقرير في صحيفة واشنطن بوست الأميركية قالا فيه :quot; في الوقت الذي كانت تتحدث فيه التقارير الإخبارية الغربية القادمة من طهران خلال الأيام التي سبقت التصويت عن تولد حالة من الحماسة الشعبية في إيران تجاه منافس نجاد الرئيس، مير حسين موسوي، أظهرت العينات العلمية التي أجريناها في جميع مقاطعات البلاد البالغ عددها 30 مقاطعة أن الرئيس أحمدي نجاد ما زال في المقدمةquot;.

اعداد أشرف أبوجلالة