جنديان إسرائيليان يحتجان على العنف ضد الفلسطينيين

أوفرا:قالت المستوطنة اليهودية ميراف جولد انها واثقة من أن المستوطنة التي تسكنها في الضفة الغربية المحتلة وتدعوها ديارها ستواصل النمو برغم دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى تجميد كل الأنشطة الاستيطانية. وتقول جولد quot;لست قلقة مطلقا.quot; وجولد امرأة متدينة لها ثمانية أبناء وتعمل منسقة في مستوطنة أوفرا وهي واحدة من عشرات المستوطنات اليهودية التي بنتها اسرائيل في الضفة الغربية منذ استيلائها عليها في حرب عام 1967.

وأضافت جولد التي شاهدت الولايات المتحدة تتقاعس لعشرات السنوات فيما يخص المطالبة بوقف البناء في المستوطنات quot;الاستيطان لن يتوقف ولن يختفيquot; اذا طبق تجميد للبناء.

ومن المتوقع أن يكون الجدل بشأن المستوطنات من الموضوعات الرئيسية على جدول محادثات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي يلتقي يوم الاثنين في واشنطن مع جورج ميتشل مبعوث أوباما الخاص للشرق الاوسط بحثا عن صيغة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة.

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مخاطرا بالدخول في خلاف نادر مع الولايات المتحدة دعوة أوباما الى تجميد البناء في المستوطنات ويقول ان بعض أعمال البناء يجب أن تستمر حتى تستمر quot;الحياة الطبيعيةquot;.

ويرفض الفلسطينون هذه الحجة ويعتبرونها خدعة اسرائيلية لفرض مزيد من الحقائق على الارض وحرمانهم من الارض اللازمة لاقامة دولتهم المستقلة.

ويعيش ما يقرب من نصف مليون اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية في مستوطنات تعتبرها محكمة العدل الدولية غير مشروعة ولم يكن عددهم يتجاوز زهاء 20 ألفا قبل 20 سنة.

ويقول مسؤولون أميركيون ان واشنطن ربما تسمح باستكمال بناء بعض المباني التي لا تزال تحت الانشاء في المستوطنات. لكن اسرائيل تريد مواصلة البناء في توسع محدود لايواء ما يدعوه بعض المسؤولين quot;النمو الطبيعيquot; للجيل الاحدث من المستوطنين.

ويشير المسؤولون الاسرائيليون الى اتفاقات شفهية تم التوصل اليها مع أعضاء في ادراة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش تقضي بالسماح للمستوطنين باضافة طوابق للمباني أو توسعتها ما دامت داخل حيز المستوطنة.

ويتهم دعاة السلام اسرائيل منذ وقت طويل باستخدام منطق quot;النمو الطبيعيquot; لتوسيع المستوطنات على نطاق كبير مما يضع المزيد من العراقيل أمام تحقيق السلام في الشرق الاوسط.

وقال ارييل اتياس وزير الاسكان الاسرائيلي لراديو اسرائيل في تلميح الى الخلافات مع واشنطن ان اسرائيل لديها quot;ترسانة كبيرة من الخططquot; لمزيد من البناء الاستيطاني على الرغم من توقفها في الوقت الحالي.

وعبر بعض المستوطنين في أوفرا عن ثقتهم بأن الازمة الحالية مع الولايات المتحدة بشأن المستوطنات ستهدأ وسيتمكنون من مواصلة البناء كما فعلوا لعشرات السنين بالرغم من اعتراضات المجتمع الدولي.

ويعتبر معظم المستوطنين الضفة العربية حقا توراتيا لليهود كما يقولون ان الأرض منطقة أمنية عازلة حيوية لاسرائيل. ويعتبر كثيرون منهم فكرة إقامة دولة فلسطينية هناك في نهاية المطاف أمرا غير وارد في فترة قريبة مشيرين الى غياب المفاوضات الجادة وانهيار محادثات السلام في الماضي.

وتقول جولد ان ما لا يقل عن 40 اسرة من بينها اسرة ابنها الاكبر تنتظر دورها لشراء مساكن في أوفرا حيث تقول انه لم تستجد مبان جديدة منذ ما يقرب من سنة وهدأت حركة البناء في المباني تحت الانشاء.

وتقول جولد ان مئات اخرين تقدموا خلال العام الاخير بطلبات للحصول على تصاريح بشراء مساكن في المستوطنة. وقالت quot;نحن نعيش مع قدر كبير من عدم اليقين لكن ايماننا قوي.quot;

وانتقل بعض من ينتظرون الحصول على مساكن للعيش مؤقتا في ثكنة سابقة للجيش الأردني أو في المساكن المتنقلة التي سكنها مستوطنو أوفرا الاصليون عام 1974.

وقالت دوريت برينر (27 عاما) وهي أم لطفلين صغيرين وتعيش في مسكن متنقل انها تنتظر بناء مسكن منذ خمس سنوات.

وقالت quot;نحن قلقون بشأن ما سيؤول اليه حالنا. لكننا نتصور أنه سيتم التوصل الى حل ما مع الامريكيين وسننتظر الى ان يسمحوا لنا بالبناء.quot;