تل أبيب: يعتزم رئيس بلدية القدس نير برْكات تغيير سياسته فيما يتعلق بهدم بيوت فلسطينية في القدس الشرقية بحجة البناء غير المرخص فيما اتهم نائبه البلدية بأنها المسؤولة عن البناء غير المرخص، بخاصة أنها وافقت العام الماضي على إصدار 18 ترخيص بناء فقط في القدس الشرقية. وأفادت صحيفة quot;هآرتسquot; اليوم الاثنين بأن برْكات سيعلن قريبا عن خطة لتشريع ما بين سبعين إلى ثمانين % من المباني غير المرخصة في القدس الشرقية، وأن البلدية ستبذل جهدا للامتناع عن هدم بقية المباني لكنها ستحاول التوصل إلى تفاهمات مع السكان الفلسطينيين فيها بشأن إخلائهم طواعية ومنحهم تعويضات.

ويبدو أن برْكات يعتزم تشريع المباني في الضواحي الواقعة في أطراف القدس لكنه سيصر على تنفيذ مخطط إخلاء المقدسيين من بيوت في البلدة القديمة والضواحي القريبة منها، وبخاصة في ضاحية سلوان، بحجة أنهم بنوا هذه البيوت من دون ترخيص.

وكانت تقارير صحافية قد تحدثت في الشهور الأخيرة عن وجود مخطط في بلدية القدس وشاركت في إعداده جمعيات استيطانية وتقضي بإخلاء سكان فلسطينيين من نحو مائة بيت في سلوان وتعويض أصحابها من أجل إسكان مستوطنين يهود مكانهم. ويذكر أن برْكات أطلق تصريحات متشددة في أعقاب توليه رئاسة البلدية قبل حوالي سبعة شهور وهدد من خلالها بهدم كافة البيوت غير المرخصة في القدس الشرقية.

وبحسب معطيات أوردها quot;هآرتسquot; فإن عدد المباني غير المرخصة في القدس الشرقية يبلغ حوالي 20 ألفا ويسكنها 180 ألف فلسطيني وقد تمكنت بلدية القدس من هدم 100 بيت في كل عام من الأعوام الماضية. وأضافت الصحيفة أن التغيير الحاصل في موقف بركات نجم عن التخوف من صدام خطير مع السكان الفلسطينيين من جهة وعن ضغوط مارسها المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ونقلت quot;هآرتسquot; عن نائب رئيس بلدية القدس ياكير سيغيف، المسؤول عن القدس الشرقية والذي يشارك بركات في إعداد خطة للامتناع عن هدم البيوت، قوله إن سياسة البلدية فيما يتعلق بإصدار تراخيص بناء في القدس الشرقية دفعت السكان إلى البناء غير المرخص. وأضاف سيغيف أن بلدية القدس وافقت العام الماضي على إصدار 18 ترخيص بناء فقط في القدس الشرقية كلها، البالغ عدد سكانها قرابة 290 ألف نسمة. وتابع سيغيف أنه quot;من أجل الحصول على رخصة بناء شرقي المدينة يجب عليك أن تكون أكثر من صِدّيقquot;.

وأوضح أنه من الجهة الأخرى فإن البلدية لن تتمكن من تنفيذ عمليات هدم بيوت في القدس الشرقية أكثر مما يتم تنفيذه الآن ولذلك فإنه بهذه الطريقة لا يمكن حل مسألة البناء غير المرخص. وتدعي بلدية القدس أن سياسة هدم البيوت ستستمر ضد بيوت يتم بناؤها في quot;مناطق خضراءquot;، علما أن القدس الشرقية تعاني من إهمال كبير للغاية في مجال التطوير.