الصدر يدعو لوقف المقاومة في المدن ويطالب بسحب الاستخبارات
القوات العراقية تدشن استلامها للمدن باعتقال منتمين الى تنظيم القاعدة

مقتدى الصدر

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام - وكالات: دشنت القوات العراقية يومها الأول لاستلامها مهام حفظ الأمن في المدن العراقية باعتقال عدد من المطلوبين في تنظيم القاعدة والمجاميع الخاصة، في كل من محافظتي بابل وواسط جنوب بغداد. فيما دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أتباعه إلى وقف المقاومة في المناطق التي انسحبت منها القوات الأميركية، ومطالباً بالوقت نفسههذه القوات بسحب استخباراتها من المدن، واعترض هادي العامري، رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، على تصريحات عدد من نواب البرلمان العراقي كانت تشكك بقدرة القوات العراقية على الإمساك بزمام الامور في المناطق التي انسحبت منها القوات الاميركية يوم أمس.

وقد دشنت القوات العراقية اليوم تسلمها الملف الأمني كاملاً، في المدن والقصبات العراقية، بحملة استعراض قواتها في المناطق الساخنة في بغداد وخارجها، من خلال حملات تفتيش حيث عثرت خلالها على كميات من الأسلحة والاعتدة، وعثرت على مشتبه فيهم في تنظيم القاعدة في محافظة بابل ومحافظة وسط جنوب بغداد جرى اعتقالهم للتحقيق معهم، وفق مصدر أمني عراقي تحدث لوسائل الاعلام المحلية اليوم.

وكان الزعيم الشيعي الشاب المقيم في إيران، مقتدى الصدر دلى بدلوه اليوم في تدشين استلام القوات العراقية لمهام الأمن، ببيان دعا فيه أتباعه بوقف عمليات المقاومة في المناطق التي انسحبت منها القوات الأميركية التي ودعاها لسحب استخباراتها وشركاتها الامنية، حسب البيان الممهور باسمه وتلاه اليوم الناطق باسم التيار الشيخ صلاح العبيدي في مؤتمر صحافي في بغداد.

وجاء في بيان الصدر quot;أن المقاومين سيكونوا على قدر المسؤولية، بان يستمروا على ابتعادهم عن المدن والبلدات والقرى والارياف والقصبات اوغيرها في مقاومتهم للمحتلquot;، مبيناً quot;انه في حال خرقت قوات الاحتلال ذلك الانسحاب المدعى من المدن، ولو بغطاء من الحكومة، فيحق للشعب التعبير عن رأيه بالطرق السلمية وكذا الدفاع عن النفس بما لا يمس الشعب العراقي والقوات الامنية بضررquot;، وأضاف البيان ان quot;الانسحاب اذا كان حقيقيا فهو وسام شرف وصفحة مضاءة في تاريخ المقاومة، وان كان صوريا فنطالب الحكومة بالالتزام بمواعيدها المقررة لإنهاء الوجود الاجنبيquot;.

ويعتبر جيش المهدي التابع للتيار الصدري في حكم المنحل منذ نحو عام، بعد معركة صولة الفرسان في محافظتي البصرة وبغداد التي قادتها القوات العراقية ضد مسلحي جيش المهدي، الذي كان انشق عنه ما يسمى بعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، ولم تلتزما بقرار الصدر تجميد جيش المهدي ووقف العمليات في عدد من المناطق، ولم يصدر عنهما أي بيان حول انسحاب القوات الأميركية من المدن والبلدات العراقية يوم أمس الثلاين من حزيران 2009. من جانبه قال النائب هادي العامري، رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، إنquot; التصريحات التي خرجت من بعض اعضاء مجلس النواب او غيرهم، والتشكيك بقدرة وامكانية القوات الامنية العراقية لتسلم زمام الامور الامنية، هي تصريحات غير مقبولةquot;. مضيفاً، في تصريح خاص لوكالة أنباء الاعلام العراقي المحلية اليوم، أن quot;على كل من يقول هذا الكلام فلينظرالى قدرة هذه القوات، والاهم من ذلك انها قوات عراقية وان لديها قابليات كبيرة للحفاظ على الامن وردع اي عمل ارهابي في كل بقعة من أرض العراقquot;.

وفي بغداد دعا مجلس محافظتها الى اشراك المجالس المحلية والبلدية بالخطط الامنية واعتمادها في الجانب الاستخباري والمعلوماتي، مؤكدا ضرورة العمل على تفعيل الحراسات الليلية بعد الانسحاب الاميركي من المدن. وقال رئيس مجلس المحافطة كامل الزيدي خلال الاجتماع الدوري للمجلس، بحضور محافظ بغداد، الدكتور صلاح عبد الرزاق: quot;لا بد ان يكون للجنة الامنية في المجلس دور في التعزيزات الامنية المحليةquot;، مشددا على الزام مدراء اللجان الامنية في المجالس البلدية بتقديم خـطط امنية على ضوء دراسة الواقع الامني في المدن كافة، وتشكيل (خلية ازمة) تشارك بها جميع الجـهات المعنية.

وتطرق في حديثه الى الحراسات الليلية، مطالبا باتخاذ الاجراءات الكفيلة لاعادة تفعيل دور الحراسات الليلية في حفظ المناطق، لاسيما بعد خروج القوات الاميركية التي كانت ربما تعرضهم للخطر وتعتقل البعض منهم. وحمل الزيدي ما أسماها quot;اجندات خارجيةquot; مسؤولية التفجيرات الأخيرة التي حدثت في مناطق متفرقة من البلاد، للتقليل من عملية انسحاب القوات الاميركية، موضحا ان من واجب الحكومات المحلية مراجعة الملف الامني من كل الجوانب ومشاركة الجهات الامنية في الحفاظ عليه.