الجنود الأميركيون يتقبلون بصعوبة مهمتهم الجديدة في العراق

بغداد زامنت الإنسحاب الأميركي مع ذكرى ثورة العشرين غموض بشأن قدرة الأمن العراقي على تحقيق الاستقرار المالكي: الإنسحاب الأجنبي لن يترك فراغاً أمنياً زيباري: الإنسحاب الأميركي جاء في الوقت المناسب أميركا تعرب عن ثقتها في قدرة القوات العراقية على ملء الفراغ القوات الاميركية تكمل انسحابها من المدن العراقية

قاعدة ورهورس الأميركية: ما ان تبدلت مهمات الجنود الأميركيين ال 133 الف المنتشرين في العراق بدءا من الاربعاء بعد انسحابهم من المدن العراقية، حتى بدأ البعض منهم يعاني صعوبة تقبل لعب دور المساعد بدلا من لعب دور المحارب الذي لطالما تعود عليه. ويؤكد الكولونيل بورت تومسون قائد القوات الأميركية في محافظة ديالى التي كانت حتى وقت قريب من اعنف مناطق العراق quot;عندما يغادر رجالي في الصباح، فأنهم باتوا كموظفين يتوجهون الى مقار عملهمquot;.

ويعترف قائد اللواء الاول في فرقة المشاة الخامسة والعشرين بأن مهمة الجنود قد تغيرت كثيرا. ويقول quot;سيتوجهون الى مقر قيادة الشرطة ويجتمعون مع رجال الشرطة العراقيين لمساعدتهم في اجهزة الاتصال واحيانا يذهبون معهم في دوريات (...) كل ذلك سيتم بناء على طلب من الشرطة العراقيةquot;. وتراجع منذ عدة اشهر وبصورة ملحوظة عدد المهمات التي يقوم بها الجنود الأميركيين وباتت مهماتهم تقتصر في الغالب على مشاريع اعادة اعمار البنية التحتية وتوزيع الاغذية او تدريب القوات العراقية.

وفي قاعدة quot;ورهورسquot; الأميركية بالقرب من بعقوبة (شمال شرق بغداد) تحولت حياة الجنود الأميركيين الاربعة الاف الذين ينتمون الى اللواء الاول في فرقة المشاة الخامسة والعشرين فجأة بحيث لم تعد تشبه حياة اولئك الجنود الذين خدموا في هذه القاعدة في وقت سابق. فقد ولت اسابيع القتال ضد المتمردين والبحث عنهم في المدينة من شارع الى شارع واحيانا من منزل الى منزل او التعرض الى مضايقات المتمردين الذين كانوا يزرعون العبوات الناسفة على جانب الطريق من اجل تفجيرها بوجه الدوريات الأميركية.

عراقيون يحتفلون في البصرة للإنسحاب الأميركي من المدن

ويقول الجندي كزافيه كانفيلد (22 عاما) الذي كان يلعب كرة السلة في القاعة الرياضية في القاعدة quot;عندما وصلت الى هنا في ايلول/سبتمبر الماضي، كنا نخرج على الاقل اربع مرات في الاسبوع اما اليوم فيكاد يكون هذا الامر قد انتهىquot;. واضاف الجندي القادم من لويزيانا من جنوب الولايات المتحدة quot;نبقى في القاعدة في حالة تأهب، نأتي الى هنا من اجل اللعب او نذهب الى قاعة التمارين الرياضية او نشاهد الافلامquot;.

اما صديقه تافاروس جيمس (22 عاما) الذي كان يشاركه اللعب فقد كان مكلفا بتموين مقرات القتال التي تم الغاؤها. وفي الاجمال، ازال الجيش الأميركي 11 من قواعده ال 18 في محافظة ديالى. واوضح جيمس quot;لا يزال امامي شهر واحد، لن اخرج بعد الان، سوف ابقى هنا وربما للعب كرة السلة والبدء في حزم الامتعةquot; قبل ان يضيف quot;لقد حان الوقت للعودةquot; الى ديارنا.

واكد عدد كبير من الجنود الأميركيين الذين تدربوا على قتال المتمردين انهم منزعجون كثيرا من مهمتهم الجديدة في حين رفض الكولونيل هذه الانتقادات. وقال الكولونيل موجها كلامه لجنوده quot;عملكم هو القيام بما نطلبه منكم. ويمكن ان تقوموا في احد الايام بالضغط على الزناد وفي يوم اخر بتنظيف الزجاج او بأعمال انسانيةquot;. واضاف quot;انا ممتن لاننا لن نقوم بالقتل بعد الان، ما يعني ان نتمكن من العودة الى بيوتنا، وان العراق اصبح اقرب ما يكون الى مجتمع يعيش بسلامquot;.

جندي عراقي في بغداد

لكن الكولونيل رغم ذلك اصر على ان quot;30 حزيران/يونيو لا يعني انني سأبقى في قاعدتي، وانني لن اخرج ولن اقوم بشيء. على العكس من ذلك ، ففي خارج المدن الوضع لم يتغير كثيرا ويمكنني التنقل كيفما اشاءquot;. وتسلم العراق الثلاثاء السيطرة الامنية الكاملة على مدنه وبلداته بعد ستة اعوام من الاجتياح العسكري الأميركي، لينحصر دور القوات الأميركية في الاسناد والتدريب في هذه المدن في انتظار جلائها التام في نهاية 2011.

وعملا باتفاق ابرم العام المنصرم بين واشنطن وبغداد سيخول عدد محدود من الجنود الأميركيين الموكلين تدريب زملائهم العراقيين واسداء الاستشارات اليهم المكوث في المدن العراقية اعتبارا من الاول من تموز/يوليو، فيما ينسحب الباقون الى ثكنات خارج المدن ولا يتدخلون في المناطق السكنية الا بطلب من قوى الامن العراقية.