بروكسل: ادت الاحداث التي تهز ايران منذ اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل، الى مواجهة مجهولة النتائج بين الاصلاحيين والمحافظين المتشددين، بحسب محللين. وبعد 30 عاما من اقامة الجمهورية الاسلامية، دخل المعسكران اللذان تعايشا وسط اجواء تزداد صعوبة، في اختبار قوة لا تزال عواقبه مجهولة بالنسبة لطبيعة النظام وتوجهاته.
ولاحظ روزبيه فارسي ان المعطى الجديد تمثل اساسا في ان المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي quot;الذي حاول باستمرار القيام بدور الحكم بهدف الابقاء على وهم الحيادquot; كما فعل سلفه آية الله الخميني، سارع الى نزع القناع.
واعتبر هذا الباحث السويدي من اصل ايراني في معهد الدراسات الامنية في الاتحاد الاوروبي بباريس ان quot;كثيرين فوجئوا بدعم المرشد لاحمدي نجاد بهذه السرعةquot;.
وهو مؤشر بين مؤشرات اخرى على ان القضية تم حبكها من قبل معسكر المتشددين، بحسب المحللين الذين يرون ان الكثير من المعطيات تدفع الى الاعتقاد بان الاقتراع تم تزويره كما يقول المعارضون.
واوضح شاهرام شوبين المحلل لدى معهد كارنيجي في اوروبا انه توجد جملة من الشبهات quot;حتى وان غابت الادلةquot;.
واشار فارسي من جهته الى انه quot;لم يسمح لاي كان بمراقبة صناديق الاقتراعquot;.
اما تييري كوفي من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس فاكد انه quot;وقعت عملية سطو انتخابيةquot;، معتبرا ان ما جرى في ايران quot;هو انقلاب مقنع يهز مجمل مؤسسات البلادquot;.
واذا ما سلمنا بفرضية التزوير الواسع النطاق، فماذا كان هدف المتشددين من ذلك؟.
يقول فارسي ان الاجابة بسيطة quot;ان مناصري احمدي نجاد يريدون ترسيخ الدولة الاسلامية بشكل نهائي. وهم لا يثقون في الشعبquot;.
واوضح شوبين quot;هناك رؤيتان مختلفتان لمستقبل ايران تتواجهان: طرف يريد تمثيلا منتخبا مسؤولا امام الشعب ومؤسسات تعمل، وطرف آخر يصر على الشرعية الدينية ولديه ازمات ومواجهات مع باقي العالمquot;.
واضاف ان هذا الرهان هو الذي حمل المحافظين المتشددين على اللجوء الى quot;تزوير واسع النطاق للانتخاباتquot; والمعسكر الاصلاحي quot;على رفع التحديquot; ما ادى الى تصاعد التظاهرات والقمع منذ انتخابات 12 حزيران/يونيو.
واشار الى ان الاصلاحيين الذين يدعمون مير حسين موسوي المرشح المحافظ المعتدل والاصلاحي مهدي كروبي، quot;يخسرون الجولة لان المتشددين يملكون وسائل القمعquot;.
بيد انه اضاف quot;ان التصدع في النظام بلغ حدا يجعل من فوز المحافظين امرا غير مؤكد على المديين المتوسط والبعيدquot;.
واوضح كوفي quot;ان الاحتجاج لم يقتصر على الطبقات المتوسطة والطلبة. انه بالغ التنوع جغرافيا واجتماعياquot; بسبب التحديث الذي طال المجتمع الايراني خلال السنوات الثلاثين الماضية.
واضاف quot;ان المحافظين التقليديينquot; مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني او المستشار الدبلوماسي لخامنئي، علي اكبر ولايتي، quot;سيتعين عليهم اتخاذ موقف اذا ما تواصل اختبار القوةquot; بين المعسكرين.
والامر ذاته ينطبق على quot;المحافظين من انصار التحديثquot; المتجمعين حول آية الله اكبر هاشمي رفسنجاني.
ورفسنجاني الرئيس الاسبق للدولة (1989-1997) يرأس مجلس الخبراء وهو الهيئة الوحيدة التي تملك الحق في الحكم على اداء المرشد الاعلى ويمكنها حتى اقالته. وهو لم يعلن بوضوح موقفه حتى وان ضايقت الشرطة بعضا من اقاربه.
واكد كوفي ان رفسنجاني quot;يجد نفسه في وضعية صراع مفتوح مع المرشد الاعلىquot;، معتبرا ان المعركة لم تحسم بعد.
فراتيني يقلل من اهمية تصريحات برلوسكوني عن عقوبات بحق ايران
من جهة ثانية قلل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الاربعاء من اهمية تصريحات رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني حول احتمال بحث فرض عقوبات على ايران خلال قمة مجموعة الثماني الاسبوع المقبل.
وقال الوزير الايطالي على هامش لقائه نظيره الكرواتي quot;اذا كان الرئيس (الاميركي باراك اوباما) مد اليد لايران حتى نهاية كانون الاول/ديسمبر، اعتقد انه لا يمكننا سحبها قبل كانون الاول/ديسمبرquot;.
واضاف كما نقلت عنه وكالة الانباء الايطالية quot;هناك يد ممدودة ولكن ليس لفترة غير محددةquot;.
واكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الاثنين ان عقوبات محتملة بحق طهران ستكون في مقدم الموضوعات التي ستبحثها قمة مجموعة الثماني في لاكويلا (ايطاليا) بين الثامن والعاشر من تموز/يوليو.
وردا على سؤال لصحافي حول احتمال فرض عقوبات على طهران، قال quot;في ضوء الاتصالات الهاتفية التي اجريتها مع القادة الاخرين، اعتقد اننا نسلك الاتجاه الذي اشرت اليه، اي اتجاه العقوباتquot;.
لكن وزراء خارجية مجموعة الثماني الذين اجتمعوا في تريستي (شمال غرب) اكتفوا الجمعة الفائت بالاعراب عن quot;اسفهمquot; لاعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران، وذلك بعدما مارست واشنطن وموسكو ضغوطا بهدف الاحتفاظ بفرص اطلاق حوار مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية على هامش الاجتماع.