روما: تعرضت إيطاليا اليوم مجدداً لانتقادات بسبب سياسة الهجرة المثيرة للجدل التي تتبعها، بعد إجبارها مركباً مليئاً باللاجئين، اعترضته في مياه البحر الأبيض المتوسط، على العودة إلى ليبيا.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية ( أنسا) اليوم أن قوات خفر السواحل الإيطالية اعترضت ليل أمس الثلاثاء مركباً يقل 89 مهاجراً، من ضمنهم 9 نساء وثلاثة أطفال، كانوا على بعد حوالي 48 كيلومتراً عن سواحل جزيرة لامبيدوزا في صقلية، وأعادتهم إلى ليبيا، حيث تنطلق معظم قوارب الهجرة إلى إيطاليا.

وفي هذا السياق، كرر مفوض المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي توماس هامربيرغ توماس انتقاده لسياسة الهجرة في إيطاليا، مشيراً إلى أنها تجعل اللجوء السياسي أمراً quot;مستحيلاً من الناحية العمليةquot;.

وأضاف توماس، في مقابلة أجراها معه موقع quot;كلاوس نيوزquot; على شبكة الانترنت، إنه في حين أن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ووزير داخليته روبرتو ماروني quot;محقان تماماًquot; عندما يقولان أنه ليس لكل شخص يصل إلى إيطاليا الحق في اللجوء، quot;لكن بكل تأكيد لدى هؤلاء الحق في طلب ذلكquot;.

وتابع quot;إن الإعادة الفورية لهؤلاء إلى ليبيا يحرمهم من هذا الحقquot;، مضيفاً بأن ذلك يتناقض مع مبادئ حقوق الانسان.

وقال إن مؤسسات الاتحاد الأوروبي بدأت بمناقشة السبل الكفيلة بتخفيف العبء الذي يمثله تدفق اللاجئين القادمين من دول شرق أوسطية على بلدان مثل قبرص ومالطا واليونان.

في غضون ذلك، دعا رئيس البرلمان الإيطالي جيانفرانكو فيني إلى مقاربة جديدة لمسألة الهجرة العالمية، وناشد دول الثماني التي سوف تعقد قمتها في يوليو/تموز المقبل بمدينة لاكويلا معالجة هذه المسألة.

وقال quot;إن المقاربة المتعددة الأطراف هي المقاربة الوحيدة المفيدةquot; لهذه المشكلة العالمية، مضيفاً quot;لو فهمنا مبكراً ماذا تعني المعركة ضد الجوع في العالم لما كنا الآن في هذا الوضعquot;.

ووصف فيني، الذي ينتمي إلى حزب quot;حرية الشعبquot; بزعامة برلسكوني، عدم التفريق بين المهاجرين غير الشرعيين الساعين وراء حياة أفضل في غير أوطانهم من طالبي اللجوء السياسي بأنه عمل quot;غير أخلاقيquot; بسبب احتمال تعرض هؤلاء للقتل في حال إعادتهم إلى بلادهم التي فروا منها.