دمشق: استقبل الرئيس السوري بشار الأسد صباح اليوم الأحد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. ولم يصدر شيء بعد عن مضمون المحادثات بين الأسد وكوشنير، لكن الأخير قال لصحيفة quot;الوطنquot; السورية الخاصة ان محادثاته مع السلطات السورية ستتناول quot;المسائل الإقليمية التي تشهد خلال هذا عام 2009 تطورات مهمة بشكل خاص، سواء على صعيد عملية السلام أم على صعيد التطورات التي تشهدها العراق وإيران ولبنانquot;.

وأضاف أن quot;الزيارة مناسبة لي لتقييم علاقاتنا الثنائية المتجددة التي يجب أن تتجسد أكثر على المستوى الاقتصادي. فقد تم إنجاز الكثير: ستفتح الوكالة الفرنسية للتنمية مكتباً لها في دمشق، كما وقّعنا وصدقنا اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، وساعدنا سوريا على تحسين وضعها في الأسواق الدولية، وتعرفون أن شركاتنا مهتمة بالعمل في السوق السورية، وأسّسنا نادياً لرجال الأعمال من أجل تعزيز هذا البُعد ونتمنى مساعدة سوريا على التنمية عبر المشاركة في مشاريع بنيويةquot;.

وقال كوشنير إن quot;المشاورات الفرنسية الأميركية تكثفت بشأن سوريا منذ تغير الإدارة الأميركيةquot;، ووصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم. ولفت إلى تحسن العلاقات السورية الأميركية بشكل تدريجي، معتبراً أن البوادرquot; التي تصدر عن الطرفين في هذا المجال تذهب في الاتجاه الصحيحquot;. وأشار إلى تبدد quot;الشكوك الأميركية التي كانت قبل سنةquot; إزاء مساعي فرنسا مع سوريا.

واعتبر أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يكون quot;عادلاً وشاملاًquot; في المنطقة ما لم يشمل المسار السوري، موضحاً أن فرنسا تنوي استثمار علاقاتها مع سوريا من جهة ومع إسرائيل من جهة أخرى من أجل لعب دور في عملية السلام بالتعاون مع الولايات المتحدة ولاعبين آخرين. ورأى أن quot;المحادثات بين سوريا وإسرائيل ستستأنف ذات يومquot;، ودعا إلى quot;عدم إضاعة الوقتquot;، وإلى جعل سنة 2009 سنة السلام.

وأكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده مستعدة للمساهمة بـquot;الضماناتquot; اللازمة لتنفيذ أي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا رغب الطرفان، ودعا إسرائيل مجدداً إلى تجميد الاستيطان ورفع القيود عن حركة المدنيين الفلسطينيين. وقال كوشنير إن الرئيس نيكولا ساركوزي ذكّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة اتخاذ هذه الإجراءات لاستعادة الثقة مع الفلسطينيين، وأكد له أن قيام دولة فلسطينية يمثل ضمانة لأمن إسرائيل على المدى الطويل. يذكر أن كوشنير كان وصل دمشق أمس، قادماً من بيروت، ضمن جولة له في المنطقة. وعقد بعيد وصوله العاصمة السورية اجتماعاً مع السفراء الفرنسيين في المنطقة.