ضمن تحرك مصري مع المعارضة والحكومة للتوصل لتفاهم
قمة مبارك ـ البشير تناقش آليات لتحقيق السلام في دارفور
نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة إلى القاهرة يوم الأحد، التقى خلالها نظيره المصري حسني مبارك، لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان والقضايا ذات الاهتمام المشترك وذلك قبل مشاركته في قمة عدم الانحياز التي تبدأ في منتجع شرم الشيخ المصري يومي الأربعاء والخميس المقبلين .
وشارك البشير نظيره المصري في حضور حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، ويأتي هذا الحدث بعد يوم واحد من محادثات أجراها عدد من قادة الفصائل المسلحة في إقليم دارفور مع كل من رئيس المخابرات عمر سليمان ووزير الخارجيةrlm; أحمد أبو الغيط,rlm; في إطار الجهود والمحاولات المصرية الرامية لتوحيد الفصائل من أجل التوصل إلى صيغة توافقية تكفل إقرار السلام الدائم والشامل في الإقليم .
وأكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن الجهد المصري ممتد ويعلن عنه أحياناrlm;,rlm; وأن المجموعة التي حضرت للقاهرة جاءت للاتفاق على وحدة الهدفrlm;,rlm; وأن الحل العسكري ليس هو الهدف ولا يحقق حلا لمشكلة دارفورrlm;,rlm; مشيرا إلى وجود جهد مواز تقوم به دولة قطر، كما أكد أن الجهد المصري ليس فقط لتأمين السودانrlm;,rlm; ولكن لتأمين المصالح الإستراتيجية لمصر .
وكشف أبو الغيط عن وجود اتصالات مصرية مع حركة العدل والمساواة بعلم الحكومة السودانية من أجل تحقيق التوافق الداخلي والسلام للشعب السوداني، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الآلية التي تضم ممثلين عن الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وحكومة السودان تعقد اجتماعها السادس في الخرطوم، بينما شكلت حكومة الوحدة لجنة قانونية للرد على دعوى المعارضة بعدم شرعيتها منذ الخميس الماضي .
أجندة المحادثات
من جانبه قال سفير السودان لدى مصر عبد المنعم مبروك إن البشير سيجري مباحثات مع مبارك وسيطلعه على آخر التطورات في السودان، وبصفة خاصة جهود تحقيق السلام في دارفور، والجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق السلام الشامل في جنوب السودان، والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال كانون الثاني (يناير) المقبل، بالإضافة إلى مناقشة تطورات المحكمة الجنائية الدولية بشأن الاتهامات المنسوبة للرئيس السوداني على خلفية الأزمة في دارفور .
وشكلت حكومة الوحدة لجنة قانونية مشتركة بين quot;المؤتمر الوطني والحركة الشعبيةquot;، للرد على دعوى المعارضة بعدم شرعيتها منذ الخميس الماضي، وكان الشريكان اجتمعا في أعقاب اجتماع للمعارضة قرر مجابهة الحكومة بمسيرات وطلبات دستورية والانسحاب من البرلمان .
وأكد الشريكان في الاجتماع ضرورة تهيئة المناخ الملائم لاستمرار الشراكة وضمان إجراء الانتخابات في موعدها، واعتبر اجتماع المعارضة معركة سياسية معلنا خوضها، ودعا كافة القوى السياسية إلى اللجوء إلى المحكمة الدستورية للحصول على فتوى بشأن شرعية الحكومة، ووَصَف المعارضة بأنها quot;معلقة بقشةquot;، وأنها لا تعلم شيئاً عن قانون اتفاقية السلام الشامل التي حددت بقاء الرئيس ونائبه فترة خمس سنوات من تاريخ التوقيع عام 2005، ولفت إلى إنّ الرد القانوني لشريكي نيفاشا على قوى المعارضة سوف يتأسس على أركان اتفاقية السلام والدستور السوداني .
كما تتواكب هذه التحركات المصرية الحثيثة في الشؤون السودانية، في أعقاب دعوة برلمان جنوب السودان إلى استعجال الانفصال، وهي الدعوة التي أثارت جدلاً واسعاً غير أنه سرعان ما هونت الحركة الشعبية في جنوب السودان من قيمة هذه الدعوة ، واعتبرتها مجرد آراء شخصية وليست تمهيداً للانفصال عن الشمال بالضرورة ، كما صرح بذلك عدد من كبار المسؤولين في الحركة .
ويرافق البشير خلال زيارته للقاهرة وفد رفيع المستوى يضم الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية وغازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ومصطفى عثمان إسماعيل، وعلي أحمد كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية والفريق أول صلاح عبد الله مدير عام جهاز الأمن والمخابرات .
فصائل دارفور
وفي القاهرة قال متحدث مصري إن بلاده فشلت في إقناع فصائل التمرد في إقليم دارفور بتشكيل قيادة موحدة تتولى التفاوض مع الحكومة السودانية لإنهاء الصراع المسلح، وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن القاهرة تدرك أبعاد قضية دارفور والأجندات العديدة المحيطة بها، وكانت تأمل في انضواء الفصائل الدارفورية تحت قيادة موحدة، لكن في ظل صعوبة تحقيق ذلك خلال المرحلة الراهنة فسيكون التركيز على التوصل لاتفاق بينها حول رؤية تفاوضية مشتركة وتشكيل وفد تفاوضي يمثلها .
وغابت حركة quot;العدل والمساواةquot; عن اجتماع القاهرة الذي شارك فيه قادة الجبهة المتحدة للمقاومة وجناح الوحدة بحركة تحرير السودان وجناح الوحدة في quot;جوباquot;، وحركة تحرير السودان quot;جناح الخط العامquot;، والجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية وجبهة القوى الثورية .
وقال رئيس الجبهة المتحدة بحر إدريس أبو قردة: quot;حضرنا في محاولة لتوحيد رؤية حركات دارفورquot;، ووصف المباحثات التي أجراها مع المسؤولين المصريين بأنها quot;جيدة وإيجابية لحد كبيرquot;، معربا عن اعتقاده بأن القاهرة ستلعب دوراً رئيسياً وحاسماً في هذا المضمار .
وحين سُئل أبو قردة عما تردده حركة العدل والمساواة بأنها الحركة الأكبر في دارفور، قال إن أي شخص يمكنه أن يدعي ويتحدث كيفما يشاء، ولكن الواقع غير ذلك، وعن تطورات قضيته في المحكمة الجنائية الدولية، أوضح أنه بقيامه بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية يوجه ldquo;رسالة للجميع للتعاون مع هذه المحكمة والعدالة .
التعليقات