مقديشو: قالت قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال إنها غادرت مقرها حول القصر الرئاسي في عرض للقوة. وقال متحدث باسم الاتحاد الأفريقي لبي بي سي إن القوات فعلت ذلك بعد تعرض طرق إمداداتها لخطر المتمردين الإسلاميين. لكنه نفى الأنباء التي تحدثت عن مشاركة قوات الاتحاد للمرة الأولى في عملية عسكرية تنفذها القوات الحكومية الصومالية.

وقالت الحكومة الصومالية إنها حققت تقدماً مهماً أمس الأحد، وسيطرت على مناطق عدة كان يسيطر عليها مسلحو حركة شباب المجاهدين مؤدة مقتل أكثر من أربعين منهم في المعارك العنيفة أمس.

ويقول مسؤولون إن مئة وخمسين شخصاً اصيبوا خلال القتال،ونفى - حسن حيلي - الناطق الرسمي باسم الرئيس الصومالي اتهامات للحكومة بانها تقوم بقتل المسلحين الصوماليين بعد القاء القبض عليهم. وقالت الحكومة إن قواتها استعادت السيطرة على ثلاث مناطق على الأقل شمالي العاصمة وأنها تواصل دحر المسلحين

وكانت القوات الموالية للرئيس شيخ شريف شيخ احمد قد هاجمت السبت الماضي المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو حركة شباب المجاهدين شمالي العاصمة في محاولة لاستعادتها. وذكر شهود عيان ان الجانبين تبادلا إطلاق نيران الرشاشات وقذائف الهاون. وأعلن متحدث باسم القوات الحكومية أسر وقتل عدد من المقاتلين الأجانب كانوا ضمن صفوف مسلحي الحزب الإسلامي المتحالف مع حركة شباب المجاهدين. وأكد المصدر أن المسلحين ينتمون لجنسيات مختلفة منها باكستان وأفغانستان واليمن.

يشار إلى ان مقديشو تشهد منذ مايو/آيار الماضي معارك عنيفة بين القوات الحكومية وحركة شباب المجاهدين التي باتت تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من وسط وجنوب الصومال. وتسعى القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو حركة الشباب في مقديشو. وكانت مصادر في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قد ذكرت أن عددا من المقاتلين الأجانب يقاتلون إلى جانب حركة شباب المجاهدين. وطالبت الحكومة الصومالية في أعقاب هذه المعارك بإرسال المزيد من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي لدعم القوات الحكومية.

يُذكر أن الاتحاد الأفريقي يحتفظ بأكثر من 4 آلاف جندي في الصومال بهدف حفظ السلام، وعادة ما تتعرض تلك القوات، التي تتولى عموما حراسة المنشآت الحكومية، لهجمات من قبل المسلحين. يُشار إلى أن الصومال افتقر لوجود حكومة مستقرة منذ عام 1991، وذلك منذ أن أطاح أمراء الحرب بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري، قبل أن يبدأوا بالتناحر فيما بينهم لاحقا.

وتخشى الدول الغربية من أن يؤدي انهيار الحكومة الصومالية وشيوع حالة من الفوضى وغياب الأمن في الصومال إلى تمكين عناصر من تنظيم القاعدة من الحصول على موطئ قدم لهم في منطقة القرن الأفريقي.