إعداد نضال وتد من تل أبيب: تنوعت اهتمامات الصحف الإسرائيلية، الصادرة الثلاثاء،بين التركيز على إعلان السياسي السابق، زعيم شاس، أرييه درعي بقراره العودة للحياة السياسية بعد مرور سبع سنوات على انتهاء مدة محكوميته في السجن، وبين إعلان يديعوت أحرونوت، أن أوباما يفكر جديا بالقيام بزيارة ثانية لإسرائيل لإقناع الإسرائيليين بتأييد التسوية السياسية مع الفلسطينيين وسوريا. كما أبرزت الصحف سخط قضاة المحكمة الإسرائيلية العليا، على قرار قاضي محكمة لوائية بعدم سجن شاب متدين دهس إسرائيلية من أصول أثيوبية، واعتبرت المحكمة العليا أن قرار قاض في المحكمة اللوائية بهذا الشأن قرار غير معقول على الإطلاق، كما تناولت الصحف قرار النيابة العامة بتوجيه لائحة اتهام لمديرة مكتب أولمرت، شولا زاكين واتهامها بالتصنت على الاتصالات الهاتفية لرئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت.

يديعوت أحرونوت: أوباما يفكر بالعودة لإسرائيل للترويج للتسوية السياسية مع الفلسطينيين وسوريا

قالت يديعوت أحرونوت إن الرئيس الأميركي، براك أوباما يفكر جديا بالمجيء إلى إسرائيل ومخاطبة الإسرائيليين مباشرة، على غرار ما فعله في خطابه في القاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أن مساعدي الرئيس أجروا في الآونة الأخيرة اتصالات مع رؤساء المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، وأن فكرة زيارة إسرائيل طرحت خلال لقاء أوباما، أمس مع قادة منظمات يهودية أميركية أبلغوه أن زيارته لإسرائيل قد تساعد كثيرا وتجعل مواطني إسرائيل يشعرون أن الرئيس ملتزم بتحقيق أمنهم.
وكشفت الصحيفة عن أن أوباما قال لرؤساء هذه المنظمات عن الخلافات الأميركية مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات إنه يجب تنسيق سبل معالجة الموضوع حتى لا يخلق انطباع بأنه لا يواجد توازن في السياسة الأميركية. وقال أوباما quot; من الواضح لنا أن قسما من هذه المستوطنات ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، لأن هذا هو الواقع الميداني، لكن ما الذي سيبقى منها وكيف يجب القيام بذلك_ هي مواضيع متروكة للمفاوضات بين الجانبينquot;.

ونقلت الصحيفة عن أوباما قوله إزاء احتجاج بعض رؤساء المنظمات اليهودية على ما وصفوه بأن الولايات المتحدة تمارس الضغوط على إسرائيل لوحدها أكثر من تلك الممارسة على الدول العربية:quot; إن الخلاف بيننا وبين إسرائيل في موضوع المستوطنات هو كالنقاشات داخل العائلة الواحدة، وقد نشأ انطباع خاطئ بأنني أضغط على إسرائيل أكثر من الطرف الآخر. هذا غير صحيح، فنحن نضغط على الفلسطينيين والدول العربية، ويمكنني أن أؤكد لكم أنه ضغط هائلquot;.
وأعلن أوباما أمام رؤساء المنظمات اليهودية أنه quot; يحاول بلورة إطار يوفر في المستقبل الأمن لإسرائيل، فالتزامي بأمن إسرائيل لا يمكن أن يهتزquot;.

خريطة أميركية للانسحاب من الجولان

كشفت يديعوت أحرونوت، في سياق المساعي الأميركية للترويج لخطة أوباما للسلام في الأوسط، عن رسم للتصور الأميركي لخريطة هضبة الجولان وللانسحاب الإسرائيلي من الجولان، كما تراه الإدارة الأميركية. وقالت الصحيفة التي نشرت هذا الرسم المقترح إن فريديرك هوف، موفد الرئيس أوباما لملف المفاوضات السورية الإسرائيلية، بدأ أمس زيارة مكثفة لإسرائيل تستغرق ثلاثة أيام . وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن أحدا لا يعرف ما هي الإجابات التي سيأخذها معه من إسرائيل، إلا أن المذكرة التي نشرها في آذار الماضي تحت عنوان quot; ترسيم السلام بين إسرائيل وسورياquot; لم تعد مجرد مذكرة أكاديمية، إذ أن عاملين اثنين يجعلان منها ساخنة وهامة الأول هو التوقيت والعامل الثاني هو المضمون.
وأوضحت الصحيفة أن المقصود بالتوقيت هو نشره للمذكرة عندما كان لا يزال مرشحا لمنصبه الحالي، وبالتالي فإنه بعد أن تولى المنصب تحولت مذكرته هذه إلى الموقف شبه الرسمي لسياسة أوباما.

والعامل الثاني هو مضمون المذكرة من حيث عمقها وشموليتها، إذ تمتد المذكرة على 20 صفحة وتشمل أيضا استعراضا دقيقا للغاية للمواضيع المختلف عليها بين إسرائيل وسوريا، وهو يظهر فهما نادرا للحساسية النفسية عند الطرفين، من خلال تعمق على نحو خاص في مسألة المياه وبحيرة طبريا. وتكتسب هذه النقطة أهمية خاصة لأن المذكرة تركز على فكرة quot;المحمية الطبيعيةquot; التي تهدف بالأساس إلى التغلب والالتفاف على الحواجز النفسية عند الطرفين.
واستذكرت الصحيفة أنه وفق وديعة رابين، فقد اتفق الطرفان الإسرائيلي والسوري على كافة جوانب اتفاقية السلام، ، مثل قضايا الانسحاب والتعويض والترتيبات الأمنية المختلفة، لكن الخلاف كان على مكان ترسيم الحدود بين الطرفين، الذي سيحدد نطاق السيادة السورية. كما أن نية الأميركيين باستئناف المفاوضات ترتكز على إيمانهم بقدرتهم على حل هذه الإشكالية.
وكشفت الصحيفة أيضا أن فريدريك هوف زار إسرائيل قبل شهر والتقى مع نتنياهو ومع آخرين أيضا. وتشير وتيرة التحركات الأميركية والتصميم الأميركي إلى أن الولايات لمتحدة جادة في مساعيها.

ووفق لمبادرة هوف، فإن quot;المحمية الطبيعيةquot; التي يقترحها ستكون بمثابة المنطقة الفاصلة بين السيادة الإسرائيلية وبين السيادة السورية، أي أن تكون مساحات من هضبة الجولان، جنوبي وشرقي الهضبة، تحت السيادة السورية رسميا، مع منح الطرفين حرية الوصول إلى هذه المناطق بصورة مباشرة، دون تعقيدات إدارية أو بيروقراطيةquot;.
ولفتت الصحيفة إلى أن هوف كان نشر خطته هذه عام 2001، وأن الخطة الجديدة أخذت بالحسبان الملاحظات التي طرحها الجانبان السوري والإسرائيلي على الخريطة الأولى، والتي حددت بشكل قاطع حدود المحمية الطبيعية والحدود الدولية لها، وبالتالي فإن المقترحات الجديدة لهوف أسقطت هذه المرة الحدود الرسمية، تاركة ذلك للمفاوضات بين الطرفين


ألخريطة كما نشرتها يديعوت، وتشير إلى أن المنطقة الملونة بالبني ستكون حدود المحمية الطبيعية، والتي تغطي تقريبا بشكل شبه كلي الضفة الشرقية لبحيرة طبريا، أي أنها لا تترك لسوريا سيادة حرة على ضفاف طبريا بسبب رفض الإسرائيليين quot; أن يتمكن الأسد من غسل قدميه في مياه البحيرةquot;، وفق تعبير السياسيين الإسرائيليين. (ن. و).

معاريف: غدا تنتهي فترة العار المفروضة عليه: درعي أنا عائد وهذا نهائي

أبرزت صحيفة معاريف، ومثلها فعلت يديعوت، إعلان زعيم حركة شاس الشرقية، أريه درعي، قراره بالعودة إلى معترك السياسة الإسرائيلية، بعد انتهاء فترة quot;العارquot; (التي يحددها القانون الإسرائيلي، والتي يمنع بموجبها كل من أدين بارتكاب مخالفات جنائية، مع إضافة بند quot;وصمة العار إبليهاquot;، من الانخراط في العمل السياسي والترشح في الانتخابات، سواء للكنيست أو السلطات المحلية أو المناصب العامة).
وكان أريه درعي، الذي شغل في إبان حكومة رابين، منصب وزير الداخلية، واعتبر من أحد الشخصيات المؤثرة في السياسة الإسرائيلية، والجناح اليساري لحركة شاس، قد خرج من السجن، بعد إدانته بالفساد وتلقي الرشاوى، قبل سبع سنوات، وحاول قبيل الانتخابات العامة للكنيست، ترشيح نفسه من جديد لكن المحكمة العليا رفضت طلبه باختصار فترة quot;العارquot;، وأصرت على مرور المدة الكاملة، وهي سبع سنوات من تأريخ انتهاء مدة محكوميته.
ونقلت الصحيفة ان إعلان درعي يثير عاصفة من التحركات والردود داخل حركة شاس، خصوصا وأن عودته للسياسة ستشعل الحرب مع معسكر زعيم شاس الحالي إيلي يشاي.