انقرة :يصل رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الى دمشق يوم الاربعاء في زيارة غير معلنة لاطلاع قيادتها السياسية على احتمالات استئناف محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل، في وقت اكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ان سوريا كانت من اوائل الدول التي طالبت باقامة علاقات متميزة مع دول الاتحاد الاوروبي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وافادت وكالة انباء (جيهان) التركية أن رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء سيجري في دمشق مباحثات مع بشار الاسد الرئيس السوري تتعلق quot;بمسائل اقليمية محل اهتمام مشتركquot; من بين ابرزها موضوع المحادثات بين الجانبين السوري والاسرائيلي التي علقت اواخر العام الماضي.

وبحسب وسائل اعلام تركية فان مباحثات اردوغان مع القيادة السورية ستتركز على الوساطة التركية التي توقفت اثر تعليق محادثات السلام في اعقاب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر الماضي.

وكانت تركيا قد استضافت اربع جولات من هذه المحادثات العام الماضي وتردد حينها ان الجانبين السوري والاسرائيلي حققا تقدما قد يمهد الطريق امام بدء مفاوضات سلام مباشرة تفضي في نهاية المطاف الى انهاء احتلال اسرائيل لهضبة الجولان.

واعربت سوريا عن استعدادها لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل شرط ان تجري تحت رعاية تركية كما اعربت تركيا بدورها عن استعدادها للتوسط مجددا في هذه المحادثات اذا اعلن الطرفان الاسرائيلي والسوري قبولهما بهذه الوساطة.

ورغم هذه الاشارات الايجابية فانه لم يصدر بعد أي موقف اسرائيلي صريح بشأن استئناف محادثات السلام مع سوريا خصوصا بعد وصول اليمين الاسرائيلي الى السلطة في فبراير الماضي وسط اطروحات اسرائيلية رسمية ترفض اعادة الجولان للسيادة السورية.

وتحظى الجهود السلمية التي تبذلها تركيا واطراف اخرى اوروبية بهذا الشأن بتأييد اميركي لافت خصوصا مع سياسة التقارب الايجابي الذي تبديه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما مع دمشق.

من جهة اخرى، قال الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري انه quot;من الضروري ان يتفهم الاكاديميون الاوروبيون دور سوريا الجاد في بناء علاقات متوازنة مع كل دول العالم حرصا منها على استقرار منطقة الشرق الاوسطquot;.

جاء ذلك في محاضرة للمقداد اليوم في الجامعة العربية الدولية في محافظة درعا خلال افتتاح فعاليات الحلقة الصيفية الثانية في العلاقات الدولية التي تقيمها الجامعة بالتعاون مع مركز السياسات الدولية في جامعة برلين الحرة وبدعم من وزارتي التعليم العالي والخارجية السوريتين ومشاركة جامعة دمشق.

واضاف ان دول العالم تواجه اليوم تحديات كونية متصاعدة ومتنامية تؤثرفي الحياة البشرية كالتغير المناخي والتدهور البيئي والازمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الاسعار مشيرا الى اهمية ان يلعب الاتحاد الاوروبى دورا اساسيا ومستقلا تجاه قضايا المنطقة ويسعى الى استقرارها ويساهم بصنع عالم جديد يقوم على التحرر والاستقلال والسيادة والتعاون المشترك في جميع المجالات.

وقال ان quot;سوريا تشعر بالارتياح ازاء سياسات الادارة الاميركية الجديدة التي تعتمد على الحوار البناء الذي يترجم بشكل عملي على ارض الواقعquot;.
واضاف ان مقاومة الاحتلال الاجنبي كما هو الحال في الصراع العربي الاسرائيلي لا تندرج ضمن الاعمال الارهابية ولا يمكن لاي شعب ان يخضع لاحتلال مرير وينتظر طويلا رحمة هذا الاحتلال.

وشدد المقداد على اهمية وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية مشيرا الى ان سوريا تقف على مسافة واحدة من كل الاطراف الفلسطينية وانها quot;مستعدة لتسخير امكاناتها لتقديم كل اشكال الدعم لتحقيق اهداف الامة العربية في تحرير الارض والحفاظ على حقوق شعبناquot;.