الولايات المتحدة تعتبر ان بيت الله محسود قتل

اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في أعقاب التأكيدات التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات الباكستانية حول مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود في غارة، يعتقد أنها أميركية، يوم الأربعاء الماضي، وما أكدته بالأمس أيضًا تقارير تفيد بأن إطلاقًا للنار قد اندلع بين اثنين من المتنافسين على قيادة الحركة، وسط أنباء غير مؤكدة تفيد بمقتل حكيم الله محسود، تتناول العديد من التقارير الصحافية الوضعية الحالية للحركة وكذلك مستقبلها وفقًا لرؤى محللين وخبراء سياسيين. في البداية، تؤكد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية بعددها الصادر اليوم أنه وفي أعقاب الإعلان عن مقتل قائد طالبان الباكستانية في غارة جوية أميركية بأيام قليلة، يبدو أن الصراع الذي نشب بعد ذلك على السلطة داخل الحركة قد تسبب في مقتل قائد آخر على الأقل من قادة الجماعة.

وأفادت الصحيفة بأنه وفي أثناء اجتماع لمجلس شورى الحركة من أجل اختيار قائد لجماعة تحريك طالبان بعد مقتل بيت الله محسود، اندلع قتال بين ولي الرحمن وحكيم الله محسود - المرشحان الأوفر حظاً لخلافة بيت الله ndash; وقد رجح مسؤولون حكوميون باكستانيون أن يكون حكيم الله قد قُتل في هذا الحادث، لكن هناك تقارير أخرى تتحدث عن أن ولي الرحمن تلقى هو الآخر إصابات غاية في الخطورة، وربما يكون قد قُتل هو الآخر. وبحسب ما أوضحته صحيفة quot;ذا ديلي تايمزquot; الباكستانية، فإنه لم يتم التحقق بصورة مستقلة حتى الآن من الروايتين اللتين تحدثتا عن وفاة أي من الزعيمين.

كما كشفت الصحيفة في تقرير آخر ذو صلة عن أن الأنباء التي تحدثت عن مقتل بيت الله أدت دورًا كبيرًا في تشجيع المشردين داخليًا على العودة من جديد إلى منازلهم وديارهم. حيث قال هؤلاء الأشخاص أنهم تلقوا من أقربائهم بعض الإشارات الايجابية المتعلقة بالقانون والنظام والوضع العسكري في وادي سوات والمناطق المحيطة إلى كاراتشي. وعبروا عن أملهم في أن يؤدي مقتل القادة العسكريين أمثال بيت الله إلى زيادة التخفيف من قبضة المتطرفين في منطقة ملقند. ونقلت الصحيفة عن أحد سكان منطقة خل جانو بمدينة مينغورا التابعة لمنطقة وادي سوات، قوله: quot;يرى السكان أن الوضع قد أصبح أفضل الآن، وقد بدأت تُفتح الأسواق من جديدquot;.

وبالعودة مرة أخرى لصحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot;، يؤكد خبراء على أن الآثار التي ستترتب على وفاة محسود ستكون بعيدة المدى، فما إن تم الإعلان عن مقتله في غارة جوية أميركية، حتى اندلع القتال بين قادة الحركة لخلافته. كما أشار هؤلاء الخبراء إلى أن جماعة تحريك طالبان quot;المتنازع على قيادتهاquot; تتألف من الكثير من القبائل والفصائل المختلفة، التي كانت تخضع جميعها للسيطرة من جانب بيت الله. ويظل الغموض الآن هو سيد الموقف بشأن الطريقة التي ستستعين بها الجماعة في إعادة بناء نفسها دون أن يكون لها قائد قوي بإمكانه السيطرة على الجماعات المتنافسة.

فيما رأت صحيفة quot;ذا دونquot; الباكستانية أن الجيش الباكستاني لا ينبغي أن يُسلم للفرضية التي تقول أن عمليات الاقتتال الداخلي سوف تشل الحركة لفترة طويلة. وقالت الصحيفة في هذا الإطار إن بيت الله نجح في غرز ثقافة التعاون بشكل قوي داخل صفوف جماعته، وبعد اغتيال quot;قائد صحوة باكستانquot; قاري زين الدين، قام بيت الله كذلك بوضع سابقة لكيفية التعامل مع منافسيه. وتشير الصحيفة إلى أنه وفي حالة عدم تعيين خليفة لبيت الله بالإجماع، فمن المتوقع أن يتم اتخاذ إجراء دموي وسريع لمنافسه. وأخيرًا، إذا ما كان هناك واحد من المتنافسين الثلاثة غير راضٍ عن اختيار القائد الجديد لمجموعة تحريك طالبان، بدلاً من نشوب حرب قبلية، فإنه سيقضي الأشهر المقبلة على الأرجح في تعزيز سلطته من خلال تكثيف عمليات تجنيده للمسلحين وحيازة الأسلحة. وفي تلك الحالة، سوف يؤدي الشجار على الخلافة إلى توسيع نطاق التشدد في باكستان.

أما صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; الأميركية، فعلقت على الدعوة التي وجهها حكيم الله للصحافيين من أجل تفنيد الأخبار التي تحدثت عن مقتل بيت الله، ونقلت عن محللين سياسيين قولهم أن تلك الخطوة من المرجح أن توحد أعضاء جماعة تحريك طالبان إلى أن يتم اختيار قائد جديد. بينما أوردت صحيفة النيويورك تايمز آراء خبراء متخصصين في شؤون الإرهاب، بالقول إن الصراع على السلطة بداخل الجماعة من الممكن أن يخلق فرصة أمام تنظيم القاعدة للقيام بدور أكبر في تشكيل الاتجاه الذي ستسلكه الجماعة مستقبلاً.

الى ذلك، قالت شبكة quot;إيه بي سي نيوزquot; الإخبارية الأميركية أنه ومن خلال فقدان نحو ثلاثة من أهم قادة جماعة تحريك طالبان في غضون بضعة أيام قليلة، قال مسؤولون باكستانيون وأميركيون أنه من الضروري ممارسة المزيد من الضغوط على المنظمة في الوقت الذي تفتقد فيه للقيادة المركزية. كما كشفت الشبكة عن أن الولايات المتحدة تأمل في أن تقوم باكستان الآن بتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة.