تل ابيب: رأى رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض إن تعريف إسرائيل نفسها كدولة يهودية هو شأنها وحدها فقط لكنه طالب بوقف توسيع المستوطنات. وقال فياض في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس الإسرائيلية ونشرتها اليوم الجمعة إن quot;طابع دولة إسرائيل هو من شأن دولة إسرائيل فقط ولا ينبغي علينا أن نعرفكمquot;. لكن فياض أضاف متحفظا أن quot;هذا الشرط لم يذكر في اتفاق أوسلو ولا أرى أن ثمة مكانا لطرح شروط جديدة أو مسبقة للمفاوضات الآن، وكل ما حصلنا عليه منكم حتى اليوم مقابل الاعتراف بالدولتين ووقف الكفاح المسلح هو فقط الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أنها ممثل الشعب الفلسطينيquot;.

ودعا فياض إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من النقطة التي توقفت عندها في فترة حكومة ايهود أولمرت وشدد على أنه quot;لا يوجد منطق لبدء كل شيء من جديد، كما أني أعارض فكرة إرجاء البحث في قسم من المواضيع مثل القدس واللاجئين إلى المستقبل البعيد، إذ ينبغي إنهاء الصراع ومن أجل تحقيق ذلك يجب التوصل إلى حل لكافة القضاياquot;.

وحول الوضع في الضفة الغربية قال فياض quot;إنني مقتنع بأن النجاح في بناء حكم سليم سيمنحنا اعترافا دوليا إيجابيا وبناء حكم سليم هو هدف بحد ذاته لكنه وسيلة لإنهاء الاحتلال أيضاquot;.
واضاف quot;لدينا مؤشرات كثيرة تدل على نمو اقتصادي تفوق التوقعات ولا يتمثل ذلك بكميات الاسمنت ومواد البناء الأخرى وإنما ايضا بالاستثمارات الطويلة الأمد في الدعاية والتسويق، وخسارة أنه استغرق وقت طويل جدا لإزالة الحواجز العسكرية التي أعاقت تطور الاقتصاد (الفلسطيني) لسنوات طويلةquot;.

وتابع فياض quot;سأكون الأخير الذي يطالب بإزالة حاجز يسهم بأمن إسرائيل لأن المس بأمنكم يمس بمصلحتنا وقد حان الوقت ليتوقف الجيش الإسرائيلي عن التوغل كل يوم اثنين وخميس في مدننا بما في ذلك إلى الحي الذي نجلس فيهquot; في إشارة إلى محيط مقر رئاسة الوزراء الفلسطينية. وحذر من أن توغلات الجيش الإسرائيلي quot;تخرب جهودنا من أجل فرض القانون والنظام كما أنها تتعارض مع تعهداتكم في إطار خارطة الطريقquot;.

وقال إن هذا الأمر ينطبق على قطاع غزة أيضا quot;وأنا لا أرى أي منطق في الحصار على غزة فالجميع يعترف بأن الوضع القائم ليس ناجحا فلماذا إذاً أنتم تستمرون في ترسيخ الوضع السيئ؟ يجب التوقف عن الخوف من الفشل والإخفاقquot;. وأكد فياض على أن quot;توسيع المستوطنات يؤدي إلى انعدام الثقة لدى الفلسطينيين في عملية السلام... وأنا مؤمن بحل الدولتين ووقف الاستيطان هو مفتاح تحقيق هذه الغايةquot;. وشدد على أن quot;شريكتكم (في مفاوضات سلام) هي منظمة التحرير الفلسطينية وقد فاوضتموها وحصلتم على تعهدات منها بوقف العنف ولا يوجد شريك آخرquot;.

واضاف أن quot;مؤتمر فتح (السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم الأسبوع الماضي) كان تعبيرا عن تقوية وتعزيز الحركة الأقوى في منظمة التحريرquot;. واستبعد فياض أن يتمكن الفلسطينيون وإسرائيل من التوصل إلى اتفاق من دون تدخل طرف ثالث وقال quot;إنني مؤمن بأنه في نهاية المطاف ومن اجل التوصل إلى سلام ينبغي أن يكون هناك تدخلا من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ونحن نعتمد على القانون الدولي والإجماع الدولي الذي يتعامل مع الأراضي الفلسطينية على أنها اراض محتلة وأنا اقدر أن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما سيعرض خلال الاسابيع القريبة مسارا لحل دائم وهذه فرصة يحظر إهدارها لأن غياب اتفاق سيدي إلى تدهور(الأوضاع) إذ أن البناء في المستوطنات متواصل طوال الوقتquot;.


وقال فياض إن الانتخابات التشريعية الفلسطينية ستجري في شهر كانون الثاني/يناير من العام 2010 المقبل quot;وإذا لم يحدث ذلك فسيكون هذا فشلا ذريعا وينبغي على حماس أن تفسر للمواطنين سبب معارضتها لإجراء الانتخابات، وأنا لا أعرف كيف ستكون نتائج هذه الانتخابات لكننا مستعدون للتعايش مع اية نتيجةquot;. وخلص فياض إلى القول إن quot;تحرير الاسرى ليس موضوعا يجب إرجاءه إلى الاتفاق الدائم بل يمكن ويجب التعامل معه اليومquot;.