تل أبيب: تناقضت التقارير الإسرائيلية اليوم الجمعة حول مضمون لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نائبه الأول ووزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون مساء أمس لكن صحيفة هآرتس أفادت بأن نتنياهو وبخ يعلون بعد وصفه حركة quot;سلام الآنquot; والنخبة الإسرائيلية بquot;الجرثومةquot;. وقالت هآرتس إنه في ختام اللقاء الانفرادي بين نتنياهو ويعلون أعلن الأخير إنه quot;أعترف بأهمية النقاش الديمقراطي ووجوب احترام الآراء الأخرىquot; وأنه لم يقصد توجيه انتقادات لسياسة الحكومة أو لنتنياهو نفسه.

وأضافت أن نتنياهو اتفق مع يعلون على أن يصدر الأخير بيانا للصحافة يوضح من خلاله أقواله ضد اليسار الإسرائيلي وعملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال اجتماع لحركة quot;قيادة يهوديةquot; اليمينية المتطرفة داخل حزب الليكود والتي كشفت عنها القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أمس الأول الأربعاء.

ونقلت عن يعلون تشديده أمام نتنياهو على أنه quot;بصفتي عضو في الحكومة ونائب أول لرئيسها فإني شريك كامل في بلورة السياسة والمسؤولية الجماعية عن السياسةquot; وادعى أنه لم يقصد توجيه انتقاد للحكومة أو لرئيسها نتنياهو بصورة شخصية quot;وإذا تم تفسير الأقوال بشكل آخر فإني آسف على ذلكquot;.

كذلك تراجع يعلون عن تهجمه الشديد على حركة quot;سلام الآنquot; المناهضة للاحتلال والاستيطان والنخبة الإسرائيلية في المحكمة العليا ووسائل الإعلام وقال لنتنياهو quot;أريد أن أوضح أني أعترف بأهمية النقاش الديمقراطي المفتوح من خلال الاحترام المتبادل للآراء المتنوعة وهنا أيضا لم يتم تفسير أقوالي بصورة صحيحة وأنا آسف على ذلكquot;. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت رأت أن نتنياهو وافق على أقوال يعلون بأن تم إخراج أقواله من سياقها وقرر نتنياهو ألا يوبخه.

وادعى يعلون، بحسب يديعوت أحرونوت، أن الشريط الذي عرضته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي قد تم quot;طبخهquot; وتم اجتزاء جمل من التي قالها وأنه quot;قصدت أن طريقهم (السياسية) هي مثل الجرثومة، لكني لم اقل أبدا عن إنسان كهذا أو ذاك أنه جرثومةquot;.

وشددت يديعوت أحرونوت على أن نتنياهو قرر عدم توبيخ يعلون وعدم اتخاذ إجراءات ضده من أجل ألا يتسبب بمواجهة في قيادة الليكود وبشرخ في الحزب. ونقلت عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه نادم على ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق يعلون إلى صفوف الليكود وأضافوا أن يعلون quot;سبب لنفسه ولليكود حرجا وهذه لن تكون المرة الأخيرةquot;.

وأثارت تصريحات يعلون خلال اجتماع quot;قيادة يهوديةquot; انتقادات شديدة حتى داخل الليكود، وقال وزير المالية يوفال شتاينيتس، الذي كان ناشطا في quot;سلام الآنquot; وحتى أنه أصيب جراء إلقاء قنبلة على مظاهرة quot;سلام الآنquot; وأدت إلى مقتل عضو الحركة إميل غرينتسفايغ في العام 1983، quot;أنا أيضا أعارض قسما من نشاطات سلام الآن وليس اقل من يعلون، لكني أعارض بشدة استخدام تعابير خطرة وشديدة مثل quot;جرثومة'quot;.

لكن شتاينيتس قال quot;أنا مقتنع بأن يعلون نادم في أعماق قلبه على هذا التعبير القاسيquot;. كذلك نقلت يديعوت أحرونوت عن أحد وزراء الليكود انتقاده لنتنياهو بسبب ضم يعلون إلى صفوف الليكود وأن quot;تفوهات يعلون لا تناسب حتى آخر عضو في الكنيست ويجلس في الصف الأخيرquot;. وهاجم الصحفي في يديعوت أحرونوت أوري مِسغاف يعلون على خلفية تصريحاته وكتب في مقال نشره اليوم أنه quot;تم في الماضي إطلاق أقوال مشابهة، فقد قال يونا أبروشمي إن سلام الآن هم جراثيم وذلك بعد أن قتل إميل غرينتسفايغ مباشرةquot;.

وكتب كبير معلقي يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع إن quot;بوغي يعلون أدمن على غضبه ووصف كل من لوى ذراعه أو اعترض على رأيه أو تجاوزه بأنه كاذب وخائن، وهو شخص تتحكم به الإهانات الموجهة له وطوال سنواته في الخدمة العامة ،لم يطور قدرة على الامتصاص وأخذ الأمور بصورة تناسبية ولم يستوعب أن كل شيء في الحياة ليس أسود وابيضquot;. واضاف برنياع أن quot;الفلسطينيين وحكومات إسرائيل وزملائء في هيئة الأركان العامة خيبوا أمله، والتحول الحاصل في افكاره السياسية لم يأت من رأسه وإنما من بطنه، فكل شيء عنده شخصي وعاطفي وكل شيء مشحون ومتفجرquot;.

لكن برنياع أشار إلى أن quot;عزاء نتنياهو هو أن مواقف يعلون ستساعده على التوضيح لجورج ميتشل (المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط)، خلال لقائهما في لندن الأسبوع المقبل، مدى صعوبة تليين موقفه (تجاه مطلب تجميد الاستيطان)quot;. وخلص إلى أن quot;يعلون لم يعتذر واكتفى بالقول إن تم إخراج اقواله من سياقها، لكن الذي خرج من سياقه هو يعلون، ودون عودةquot;.