لندن: قالت مجلة تايم الأميركية في تقرير حول اتفاق حزب العمل الأخير مع حزب الليكود إن ضم ايهود باراك إلى حكومة الائتلاف اليمينية التي سيترأسها نتانياهو والتي ستضم أحزابا من القوميين المتشددين سيوفر الأغلبية داخل الكنيست الذي يضم 120 عضوا.
ومن المرجح أن يؤدي نتانياهو اليمين القانونية الأسبوع القادم كرئيس للوزراء، وبذلك يخلف رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت الذي يواجه إمكانية أن توجه إليه تهم بالفساد.
وتقول المجلة إن وجود باراك الذي يتولى في الوقت الراهن منصب وزير الدفاع إلى جانب نتانياهو سيوفر له قدرا من احترام المجتمع الدولي، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي أوباما وعددا من العواصم الأوروبية ينتابها الريبة لأن أعضاء آخرين في حكومة نتانياهو الإئتلافية يعارضون فكرة قيام دولة فلسطينية.
وقالت المجلة إن إقناع قيادات حزب العمل بالإنضمام إلى حكومة نتانياهو كان أمرا شاقا بالنسبة لباراك وأثار غضب الكثيرين الذين قالوا إن باراك يرغب في التعلق بمنصبه كوزير للدفاع على حساب مبادئ ومفاهيم حزبه مما دفع بأمين الحزب ايتان كابل إلى القول إن quot;طموحات باراك ستدمر حزب العمل ولقد أخبرته بذلكquot;.
ونوه التقرير إلى أنه لو جاءت نتائج التوصيات مغايرة لآمال بارك لقذفت به خارج الحزب وقضت على مستقبله السياسي، بيد أن باراك سيظل في الحكومة وسيحصل الحزب بموجب الاتفاق على وزارات الدفاع والزراعة والصناعة والتجارة والرعاية الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالاتفاق الذي أبرمه حزب العمل مع الليكود نقل كاتب التقرير ما قاله بين كاسبيت في صحيفة معاريف quot;إن حزب العمل قد كتب شهادة وفاته بيدهquot;.
ولفت التقرير إلى أن الكوادر الشابة في حزب العمل والتي توصف quot;بالمتمردةquot; تعارض اتفاق الحزب مع الليكود إلا أنها لن تتمكن من إحداث إنقسام في الحزب في الوقت الراهن، غير أنها قد تختار التصويت ضد نتانياهو وضد رئيس حزبهم ايهود باراك في القضايا الأساسية.
ومضى التقرير إلى القول إن نتانياهو قد نجح في أن يشكل لنفسه في الكنيست بالنهاية نسيجا قوامه 66 مقعدا، غير أنه لا توجد هناك ضمانات لصمود ائتلافه لفترة السنوات الأربع القادمة.
وأشار التقرير إلى تذمر أعضاء حزب الليكود من أن نتانياهو قد تنازل عن عدد كبير من الحقائب الوزارية لنيل رضا حزب العمل وافيغادور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي من المرجح أن يتولى حقيبة الخارجية على الرغم من آرائه المعادية للعرب.
غير أن التقرير ألمح إلى أن بقاء باراك في وزارة الدفاع قد تكون له محاسنه فيما يتعلق في التعامل مع التهديد النووي الإيراني وحركة حماس.
وقال باراك إنه على الرغم من أن نتانياهو لا يؤيد فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل إلا أنه قد نجح في إقناع نتانياهو بتقديم اثنين من التنازلات الجوهرية التي ستنال رضا واشنطن، أولها وضع حد لبناء المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية ثم التقيد بمعاهدات السلام التي رعتها الولايات المتحدة ووقعت عليها إسرائيل مع الفلسطينيين، حسب التقرير.
وكان نتانياهو قد خفف من حدة لهجته الأربعاء أثناء اجتماع لرجال الأعمال العرب والإسرائيليين بقولهquot; أنا شريك في عملية السلامquot;.
وخلص التقرير إلى أنه سيكون في إسرائيل الأسبوع القادم رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة وفترة أو اثنتين من الاستقرار السياسي، غير أن الانتهازية التي أبداها ايهود باراك قد جعلت حزب العمل ينزلق إلى درك فقد فيه سبب وجوده.