الخرطوم: لم يستبعد حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم في السودان التحالف مع شريكه في الحكم حاليا (الحركة الشعبية) المتمردة سابقا في الجنوب في الانتخابات العامة المزمع عقدها في ابريل المقبل. وقال امين العلاقات السياسية في الحزب محمد مندور المهدي للصحافيين هنا ان حزبه اقر مبدأ التحالفات وترك الخيارات للاجهزة السياسية المختصة وبالذات القطاع السياسي والمكتب القيادي.

واشار مندور الى ان القضايا الرئيسية التي سيحدد الحزب على اساسها تحالفاته هي قضية الانتخابات واتمامها في مواعيدها وتنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب واحترام بنودها المختلفة وقضية استقرار البلاد في المرحلة القادمة.
وكان حزب (المؤتمر الوطني) وقع في يناير من عام 2005 على اتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية في الجنوب بعد 22 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة حصل بموجبه على 52 بالمئة من السلطة في الحكومة المركزية و28 بالمئة من السلطة في الجنوب فيما حصلت الثانية على 28 بالمئة من السلطة المركزية و70 بالمئة من سلطة الجنوب.

ومن المقرر ان تجري الانتخابات العامة في ابريل بموجب اتفاق السلام وكانت قد تأجلت اكثر من مرة بسبب تأخر تنفيذ الترتيبات الخاصة بها والمتعلقة باجراء احصاء سكاني وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب حيث لم تعترف الحركة الشعبية بعد بنتائج الاحصاء والتي اعلنت في فبراير الماضي. وتعد الانتخابات المقبلة اول انتخابات ديمقراطية منذ عام 1986 والتي فاز بها حزب الامة بزعامة الصادق المهدي قبل ان يطيح به الرئيس البشير بانقلاب عسكري عام 1989