باريس: أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب أمام مؤتمر السفراء في قصر الإليزيه الأربعاء أن فرنسا مصممة على عدم السماح لتنظيم القاعدة الإرهابي بـquot;إقامة معقل لهquot; في الدول الأفريقية.

وقال الرئيس الفرنسي quot;سنعلن التعبئة لدعم أفريقيا، في مواجهة التهديد المتنامي للقاعدة، سواء في الساحل أو الصومالquot;.

وأضاف quot;أن ما حصل في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً في مالي والنيجر وموريتانيا، يشكل إشارة واضحة، واضحة جداً. وإن فرنسا لن تسمح للقاعدة بإقامة معقل لها على أبوابنا في أفريقياquot;.

وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الناشط خصوصاً في الجزائر، الاعتداء الانتحاري في 8 أغسطس ضد السفارة الفرنسية في نواكشوط، والذي انتهى بمقتل الانتحاري. وقد جرح في الاعتداء دركيان فرنسيان مكلفان حماية السفارة.

ومن ديسمبر إلى يناير، خطف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ستة غربيين في النيجر ومالي، ثم تم الإفراج عنهم جميعاً.

وتبنى التنظيم أيضاً قتل أميركي في 23 يونيو في نواكشوط، وكان أعلن في وقت سابق، في 3 يونيو، قتل رهينة بريطاني كان يحتجزه. ويبدو أن عملية القتل هذه حصلت في مالي.

وأضافالرئيس الفرنسي ساركوزي ان النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي quot;ليس نزاعا اقليميا بل يؤثر على دول العالم ككلquot;، وقالquot;اتحدى كل من يتبنى فكرة ان النزاع بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية هو نزاع اقليمي وانا اؤكد لكم ان هذا النزاع يؤثر على العالم ويجب حلهquot;.

واوضح في كلمته التي كان من المفترض ان تركز على الازمة الاقتصادية العالمية والموقف الفرنسي من القمة ال20 الصناعية التي ستعقد في الولايات المتحدة الأميركية quot;الجميع يعرف مقاييس السلام والطريق واضح للوصول اليه ولهذا السبب لا يجب علينا ان ننتظر اكثر ولماذا ننتظر حتى يزداد عدد القتلى والمعاناةquot;، واضاف ساركوزي quot;من منا يستطيع ان يقول هنا او في اي مكان آخر بان اذا انتظرنا لسنوات اخرى سيكون حل هذه القضية اسهل الم ننتظر بما فيه الكفايةquot; داعيا الجميع الى التحرك السريع.

واعلن الرئيس ساركوزي انه سيجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس بداية الشهر المقبل لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية حيث ذكرت بعض المصادر هنا ان الاجتماع سيكون في الرابع من الشهر المقبل. وطالب الحكومة الاسرائيلية بوقف الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة معتبرا انها تؤثر سلبا على عملية السلام في الشرق الاوسط كما جدد موقف بلاده الداعم لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام و استقرار.

وعلى الصعيد الايراني حذر الرئيس ساركوزي طهران انه ان لم تغير موقفها بشأن ملف برنامجها النووي خلال الفترة الممتدة حتى ال20 من الشهر المقبل ستفرض عليها المزيد من العقوبات.

وقال ان الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانيا (مجموعة خمسة زائد واحد) ستجتمع بعد هذه الفترة لمنافشة فرض عقوبات اكثر صرامة على ايران بسبب برنامجها النووي مؤكدا ان بلاده ستدعم مثل هذه التوجهات في مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي. واوضح quot;لم نتسلم اي رد او اقتراح ايجابي على عروضنا من الجانب الايراني لنكن واضحين اذا لم تغير ايران سياستها فان مسالة تشديد العقوبات ستطرحquot;. الا انه اكد استعداد بلاده مع مجموعة (خمسة زائد واحد) بالجلوس مع ايران على طاولة المفاوضات لمناقشة برنامجها النووي.

وعلى الصعيد الاقتصادي دعا ساركوزي الى قطع الامتيازات على كل من ساهم في القطاع المالي بخلق الازمة المالية العالمية. ودعا الى فرض المزيد من القيود والقوانين لمنع حصول هذه الازمة من جديد موضحا quot;انا لن اقبل وفرنسا لن تقبل ان نسمح لمن اوقعنا في اسوأ ازمة مالية منذ العقد الثالث من القرن الماضي ان يزاولوا اعمالهم من جديد دون قيود و محاسبةquot;.