القدس: يرى 4% فقط من يهود اسرائيل سياسات رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما مؤيدة لاسرائيل ، وفقا لاستطلاع للرأى نشرته يوم الجمعة صحيفة (جيروزاليم بوست) ، تقول انه جزء من التراجع الحالى فى تأييد الزعيم الاميركى ومبادراته الشرق اوسطية الأخيرة، والتى جعلته فى الواقع اقل شعبية هنا.

بيد ان نتائج الاستطلاع ربما تكون مفرطة فى التبسيط بشكل ما ، وفقا لخبراءتم الحديث إليهم.

ذكر الاستطلاع ، الذى اجرى على 500 شخص بهامش خطأ 4.5% ، ان 35% يعتبرون اوباما محايدا ، فيما يرى 51 % الرئيس الاميركى مواليا للفلسطينيين اكثر من الاسرائيليين.

يعد الاستبيان الذى اجراه للصحيفة مركز سميث للابحاث ، الثالث منذ عشية اجتماع منتصف مايو بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتنياهو . وفى ذلك الوقت حصل اوباما نسبة تأييد 31 فى المائة ، وفقا للمسح.

وذكر هيليل شنكير ، نائب رئيس جمعية الديمقراطيين الاسرائيليين بالخارج ، quot; بالطبع ان اوباما مؤيد لاسرائيل quot;.

ودفع شنكينر بان اوباما منذ بدأ مستقبلة السياسى كرر التزامه ازاء الدولة اليهودية ، وبالرغم من انه ربما لم يكون اصدقاء له فى اليمين السياسى عندما قال قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضى ، انه يجب ألا يكون المرء مؤيدا لليكود ، حزب نيتنياهو ، حتى يكون مؤيدا لاسرائيل .

وقال شنكينر في رده على قول (جيروزاليم بوست) ان 4% فقط يعتقدون ان اوباما مؤيد لاسرائيل quot; ان تكون مؤيدا لاسرائيل يعنى انك مؤيد للسلام quot;.

ان الحديث فقط عن اوباما من حيث جمهور يهود اسرائيل محدود من حيث نطاقه على نحو ما ، وفقا لما ذكر كميل فوخس ، احد اكبر منظمى الاستطلاعات فى اسرائيل . وقال استاذ الاحصاء بجامعة تل ابيب ان الانعكاس الدقيق لوجهات النظر الاسرائيلية لا يأتى بقدر كبير من كيفية رؤيتهم لاوباما ، وانما من الموقع الذي ينظرون منه.

وقال : اولا ، يحتاج المرء الى التأكد من وجهات نظر الاسرائيليين ازاء عملية السلام ، مضيفا ان quot; المتوسط فى هذه الحالة لا يعكس الا القليل quot;.

واشار الى ان انصار الليكود سيقولون شيئا ، لكن الذين ايدوا منافسه الرئيسى كاديما فى الانتخابات الاسرائيلية العامة التى جرت فى فبراير ستكون لهم وجهة نظر مختلفة.

ان استطلاعات جيروزاليم بوست تظهر تراجعا فى تعاطف يهود اسرائيل مع موقف اوباما، وذلك بسبب تدخله المتزايد فى عملية السلام .

وقد فرض اوباما خلال الاشهر الثلاثة الماضية ضغوطا هائلة على حكومة نيتنياهو كى توافق على تجميد الاستيطان . ويريد ان يرى استئناف محادثات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية فورا، وقال الفلسطينيون انهم سيجلسون الى مائدة المفاوضات فقط فور توقف اسرائيل عن جميع اعمال البناء فى الضفة الغربية .


وقد شهدت الاسابيع القليلة الماضية تقدما ، وقالت اسرائيل والولايات المتحدة ان الاتفاق بينهما اصبح وشيكا. وقد اجرى استطلاع الصحيفة الاخير قبل اجتماع نيتنياهو فى لندن يوم الاربعاء مع المبعوث الخاص جورج ميتشل ، وقبل نشر وسائل الاعلام الاسرائيلية تقارير تقول ان الاميركيين لن يضغطوا من اجل تجميد الاستيطان فى القدس الشرقية.

وبينما يستطيع فوخس ان يفهم ان بعض عناصر اليهود الاسرائيليين تعتقد اوباما مؤيدا للفلسطينيين ، فانه يؤمن بان وجهة النظر الاسرائيلية ازاء العلاقات مع الولايات المتحدة بوجه عام هى ان دعم واشنطن لن يتزعزع.

وقال فوخس quot; اى شئ يتصل باميركا ، يؤيده الجمهور الاسرائيلى . ان الاسرائيليين يخشون فقد الدعم الاميركى ، ونتيجة لذلك، فإن اى شئ يراه الاميركيون يعتبر جيدا quot;.

وبالنسبة للعديد من الاسرائيليين الصقور، فإن الفارق كبير بين اوباما وسلفه جورج دبليو بوش . فبينما حرص بوش على عدم اغضاب اسرائيل حتى قرب انتهاء ولايته الثانية ، فان اوباما حدد انهاء الصراع الاسرائيلى - الفلسطينى كأولوية سياسية له . وقد تسبب باصراره الذى لا يلين على تجميد الاستيطان فى جميع انحاء الضفة الغربية فى فتور مشاعر العديد من انصار نيتنياهو نحوه .

وقال ايلى جاباى ، العضو السابق بالبرلمان الاسرائيلى عن الحزب القومى الدينى اليمينى، ان quot; جميع اشاراته وتصرفاته منذ انتخابه كانت مستهينة، وغير ايجابية تجاه اسرائيل.

ويرى جاباى ، ان اوباما اصبح اكثر ودا بكثير مع الدول العربية والاسلامية منذ تولى منصبه عنه تجاه اسرائيل.

وفى الواقع ، كان معظم الحديث فى الشارع الاسرائيلى حين تحدث اوباما الى العالم الاسلامى من القاهرة فى 4 يونيو ، لم يكن يدور حول محتوى خطابه ، وانما انصب الاهتمام على حقيقة ان اوباما زار الدول الاسلامية تركيا والسعودية ومصر دون ان يزور اسرائيل.

لكن معسكر اوباما يرد بان حواره مع العالمين العربى والاسلامى لم يهدف بأى حال الى الاضرار باسرائيل ، وانما اعطائها الامل فى السلام مع جيرانها .

وقال شنكير quot; اذا سأل استطلاع رأى الاسرائيليين ما اذا كان اوباما سينجح فى تعزيز السلام والأمن الاسرائيلى - الفلسطينى، وكذا فى الحوار مع ايران وايقاف برنامجها النووى مقابل تجميد المستوطنات والتقدم فى عملية السلام ، فاننى متأكد ان اغلبية كبرى ستؤيد ذلك quot;.

وبدلا من استقرار رأيهم فى الوقت الحالى، ينتظر معظم الاسرائيليين رؤية ماذا ستحمل خطة اوباما للسلام ، وفقا لشنكير.

ومن المتوقع ان يكشف الرئيس الاميركى عن عملية جديدة لاعادة الاسرائيليين والفلسطينيين الى مائدة التفاوض وانهاء هذا النزاع الممتد . ويظهر من تعليقات الرئيس المصرى حسنى مبارك واخرين، ان اوباما ربما يفصح عن شئ علنا الشهر القادم ، تقريبا فى توقيت افتتاح الجمعية العامة الرابعة والستين للامم المتحدة .

وبعيدا عن السياسات الاقليمية ، يرى شنكير ان هناك احتراما هائلا لاوباما فى اسرائيل.

وقال شنكير quot; فى الواقع ، يقول الجميع لى ، اننا نريد فقط شخصا مثل اوباما هنا فى اسرائيل او فى منطقتنا . نحن نحتاج الى قادة مثل اوباما فى اسرائيل وفلسطين quot;.