دمشق: أعرب قيادي بعث سوري سابق عن أسفه لـquot;ضآلةquot; الدور العربي في الأزمة الأخيرة التي ألقت بظلالها على العلاقة السورية العراقية، ورأى أن الأزمة بين البلدين تعكس طبيعة الأزمات العربية العربية وقال المحلل السياسي البعث السوري والقيادي السابق في الحزب فايز عز الدين في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;إن الأزمة الحالية بين العراق وسورية تعتبر انعكاساً لطبيعة الأزمات القائمة بين العرب، فمن المؤسف أن تلجأ الدول العربية في كثير من الأحيان إلى العامل الدولي قبل أن تلجأ إلى العامل العربي، فالمؤسسات العربية ليس لها أن تعمل قبل أن يعمل غيرهاquot; وفق تقديره. وأوضح عز الدين quot;إذا أخذنا حتى الهجوم على العراق، نرى أن الجامعة العربية لم تأخذ أي دور تجاهه، وبالتالي لاحقاً عندما عقدت مؤتمرات بدت وكأن هذه المؤتمرات ليس لها عناية كافية بالمسألة، بدل أن يشددوا على رفضهم للهجوم على العراق ووقوفهم إلى صفهquot; حسب قوله.

وأضاف quot;هذا الشكل من العمل العربي المشترك لا يزال مفقوداً، وخلال الأزمة بين العراق وسورية حالياً تنتظر الأمة العربية لترى ما الذي سيحدث بينهما، بينما يأتي وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مباشرة ليبدأ وساطة، كما يأتي نظيره التركي أحمد داوود أوغلو ليبدأ وساطة موازية، بينما العرب يتفرجون وينتظرونquot; حسب تعبيره. وأعرب عن أسفه لعدم اتخاذ جامعة الدول العربية أي خطوة لاحتواء الخلافات بين دمشق وبغداد أو التدخل بشكل إيجابي على الأقل وقال quot;كان من الأولى أن تتولى الجامعة مباشرة عقد اجتماع خاص لدراسة هذه الأزمة كيلا يكون بين القطرين ما لا تحمد عقباهquot;. وجدد التأكيد على أن سورية quot;إيجابية دوماًquot;، وقال quot;لم تقل سورية ولا كلمة واحدة تزعج العراق، بل قالت إن كان العراق يملك الوثائق فليأتي بها وفد لنتباحث فيهاquot;. وجدد quot;فنحن نستاء من مثل هذا التلكؤ العربي في التدخل وإصلاح ذات البين، ولجوء العراق للعامل الدولي ليس صحيحاً على الإطلاق، ونحن نشعر أن الجامعة العربية لم يعد لها عمل، ويزعجنا كعرب أنها لم تتدخل حتى اللحظة الراهنةquot; على حد قوله.

وانتقد سعي الحكومية العراقية لنقل الخلاف إلى المستوى الدولي، وقال quot;إذا كان المالكي يريد أن تتدخل لجنة أو محكمة دولية قبل أن يكون الحوار بين القطرين قد أنجز، فإننا نستنتج من هذه العجلة أنهم كانوا ينتظرون سبباً، ثم إذا كانت سورية ستسلم كل من يُطلب منها، كانت سلّمت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه إلى نظام صدام حسين، وهو أمر لم تفعله، وهي لم تسلّم المالكي، ولن تسلّم مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ـ حماس) ولن تسلّم أي عربي مهما كانت الصورة، إلا إذا كان في الأمر اتفاق عربي ـ عربي شامل، وسورية حريصة على حماية كل لاجئ عربي فيها في إطار سيادتها التي لم تتجاوزها ولا يمكن أن تتجاوزها أبداًquot; حسب قوله.

ويشار إلى أن الأزمة بين سورية والعراق بدأت في الأسبوع الأخير من آب/أغسطس الماضي حين قررت الحكومة العراقية استدعاء سفيرها لدى سورية علاء الجوادي quot;للتشاور معهquot; على خلفية رفض دمشق تسليم ناشطين من حزب البعث العراقي اتهمتهم بأنهم وراء سلسلة من التفجيرات الدامية التي حصلت في بغداد في 19 آب/أغسطس بواسطة شاحنة مفخخة أسفرت عن مقتل 95 عراقياً وأكثر من 600 جريح. ورداً على استدعاء الحكومة العراقية لسفيرها في دمشق، قررت الخارجية السورية استدعاء سفيرها في بغداد نواف الفارس، وعبّرت عن أسفها أن تصبح العلاقات بينها وبين العراق quot;رهناً لخلافات داخلية وربما أجندات خارجيةquot;، واعتبرت أن ما يجري بثه في وسائل الإعلام العراقية quot;أدلة مفبركة لأهداف سياسية داخليةquot;.

ورغم أن quot;دولة العراق الإسلامية ـ الفرع العراقي للقاعدةquot; تبنت في بيان نشر على موقع إسلامي على الإنترنت الاعتداءات التي استهدفت مقار حكومية، إلا أن بغداد قررت تكليف وزارة الخارجية مطالبة مجلس الأمن الدولي تشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين خططوا ونفذوا جرائم حرب وجرائم إبادة ضد الإنسانية بحق المدنيين العراقيين. كما قررت الإيعاز إلى وزارتي الداخلية والعدل العراقيتين تنظيم ملفات استرداد المجرمين المطلوبين عن جرائم الإرهاب، مما يدل على أن بغداد قررت أن تحول الخلاف الثنائي إلى مؤسسات دولية. وجددت دمشق تأكيدها على أنها لن تسلم أي عراقي لبغداد سواء كان معارضاً أم موالياً بدون أدلة quot;مقنعة وجديةquot;، وفق الخارجية السورية

الذهبي: الاردن يرفض تدخل البعض في شؤون العراق الداخلية

من جهة اخرىدانت المملكة الاردنية اليوم على لسان رئيس حكومتها نادر الذهبي الهجمات الارهابية الاخيرة التي طالت العراق ورفضت التدخل في شؤونه الداخلية. وقال الذهبي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره العراقي نوري المالكي quot;اعزيكم بضحايا التفجيرات الارهابية ونؤكد لكم رفضنا واستنكارنا وادانتنا لكافة الاعمال الارهابية على الاراضي العراقية ولكل تدخل في شؤونه الداخليةquot;. واكد ضرورة ان quot;يكون ظهر العراق محميا وآمنا من جيرانه وان حدود الاردن مع العراق ستكون في افضل حالاتها على الصعيد الأمنيquot;. وشدد على ان العلاقات بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الثلاث الماضية واصبح العراق اهم الشركاء التجاريين للاردن.

من جانبه اثنى المالكي على موقف الاردن الداعم لأمن العراق واستقراره وللعملية السياسية ولدعمها للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية. وكان الجانبان قد بحثا خلال الاجتماع المشترك التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة والنقل والزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار كما جرى تقييم شامل لمستوى التقدم الحاصل في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والاتفاق على توقيع عدة اتفاقيات ومواصلة العمل على تعزيز هذه العلاقات