نضال وتد من تل أبيب: واصلت الصحف الإسرائيلية، اليوم، متابعة ملف البناء في المستوطنات، وقرار نتنياهو المصادقة على بناء 500 وحدة جديدة قبل بدء موعد تجميد البناء، موقتًا، من جهة مقابل إلتزام عربي بتقديم بوادر حسن نية تجاه إسرائيل. وكشفت هآرتس اليوم أن دولاً عربية معينة قد وافقت مبدئيًا على تقديم بوادر حسن نية تجاه إسرائيل واحتمال إقامة علاقات دبلوماسية معها، لمجرد وقف الاستيطان موقتًا من جهة مقابل الرفض السعودي المطلق لتقديم مثل هذه البوادر. وحملت يديعوت أحرونوت، من جانبها، نبأ اتهام وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، للملكة العربية السعوديةبمعاداة السامية وكراهية اليهود لرفضها السماح للرحلات الجوية الإسرائيلية المرور فوق الأجواء السعودية ولو على ارتفاع عال للغاية.

بموازاة ذلك أشارت الصحف إلى أن الموقف الأميركي الجديد يثير مخاوف وقلق أوساط عربية من تسجيل سابقة إلزام العرب بتقديم شيء في المفاوضات وكسر quot;القالب الحاليquot; المبني على تقديم تنازلات إسرائيلية دون مقابل، وفق تعبير الصحافي دان مرغليت.وتطرقت الصحف الإسرائيلية إلى ملف شاليط مبرزة تصريحات خالد مشعل في القاهرة أن الطريق إلى إتمام الصفقة لا يزال طويلا، وناقلة تصريحات لمسؤول مصري بأنه لم يحرز أي تقدم في الملف المذكور.

إلى ذلك أبرزت الصحف التحول في موقف وزير التعاون الإقليمي، سيلفان شالوم وذهابه نحو اليمين عبر إعلانه رفض أي تجميد للبناء في المستوطنات. وقالت الصحف إن شالوم يبني معسكرًا يمينيًا جديدًا داخل الليكود، من شأنه مستقبلاً أن يؤثر على خطط نتنياهو ومواقف حكومته.

يديعوت أحرونوت: الرفض السعودي للسماح بمرور الرحلات الجوية هو quot;لا ساميةquot;

في الوقت الذي أبرزت فيه يديعوت أحرونوت على صفحتها الأولى نبأ إجراء مفوضات ليلية بين نتنياهو ووزراء الستة من جهة، وبين الإدارة الأميركية، حول مكان وموقع الوحدات السكنية الجدية التي ستقام قبل سريان مفعول تجميد الاستيطان، فإنها نقلت على صفحتها الثالثة، نبأ اتهام وزير إسرائيلي من اليمين للملكة العربية السعودية بمعاداة اليهود وباللا سامية.

وقالت الصحيفة إن وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس (معروف بمواقفه اليمينية المتشددة، ن،و) اعتبر أن رفض المملكة العربية السعودية للمطلب الإسرائيلي، بأن تقدم السعودية بادرة حسن نية لإسرائيل على هيئة السماح للرحلات الجوية الإسرائيلية بالمرور من الأجواء السعودية في طريقها من وإلى الشرق الأقصى، هو موقف نابع عن لا سامية وعن عداء لليهود لمجرد كونهم يهودا، على الرغم من اقتراح أن تمر هذه الرحلات على ارتفاع كبير.

وقالت الصحيفة إن كاتس وهو صاحب هذا الاقتراح، كان يظن أن اقتراحه سيلقى قبولاً عند السعودية، فهو يوفر على إسرائيل وشركات الملاحة الإسرائيلية الجوية مبالغ هائلة ووقتًا ثمينًا، خصوصًا أن الحديث يدور عن الطيران على ارتفاع كبير، ولا يضر بالسعودية بل قد يعود عليها بالفائدة، لكن الرد السعودي quot;المبتكرquot; والإبداعي، بأن مرور الرحلات الإسرائيلية سيدنس الأماكن المقدسة عند المسلمين، ورفض المملكة المقترحات الأميركية بهذه الخصوص جعلت كاتس يقول إن الوقف نابع من لا سامية ومعاداة لليهود.

وبحسب الصحيفة فإن كاتس طالب الولايات المتحدة بالغط على المملكة العربية السعودية للموافقة على هذه المقترحات، وألا تسلم الولايات المتحدة بالموقف السعودي المذكور، بل إن تستخلص من هذا الموقف العبر. وأشارت الصحيفة في سياق الخبر ذاته أن هذا الوقف ينسحب أيضا على الملاحة البحرية حيث تمنع العربية السعودية السفن والبواخر التي تتوقف في ميناء إيلات من مواصلة الإبحار في البحر الأحمر وهو ما جعل كثير من السفن والشركات البحرية تمتنع عن الوصول إلى ميناء إيلات.

وفي السياق نفسه، ولكن في خبر منفرد، وعلى صفحة أخرى، أبرزت يديعوت أحرونوت أنه على ضوء الموقف السعودي، فإن الولايات المتحدة تعمل على إقناع دول عربية أخرى، لتقديم هذه الخطوات تجاه إسرائيل، مقابل وقف الاستيطان. وأعلنت الصحيفة أن الخارجية الإسرائيلية قد تجد نفسها مضطرة quot;لتدبر أمرها quot; بسرعة وتوفير دبلوماسيين محترفين، وإجراءات حراسة، في حال قررت إحدى الدول التي وافقت على تقديم بوادر حسن نية، وهي المغرب وقطر والإمارات وموريتانيا، على فتح سفارات لها في تل أبيب، وليس فقط إعادة فتح ممثلية للمصالح التجارية. وأشارت الصحيفة إلى أن قطر وموريتانيا مرشحتان للإقدام على خطوة كهذه في حين تضغط الولايات المتحدة على العاهل المغربي للتحلي بالشجاعة والقيام بخطوة كهذه.

هآرتس: الولايات المتحدة حصلت على quot;وديعةquot; عربية لخطوات حسن نية تجاه إسرائيل

نقلت هآرتس عن موظفين أميركيين وصفتهم بأنهم مطلعون على الاتصالات الجارية مع الدول العربية، قولهم إن المبعوث الأميركي، جورج ميتشل نجح في الحصول على quot;ودائعquot; لاتخاذ خطوات حسن نية تجاه إسرائيل من دول عربية كثيرة بعضها مهم وبعضها أقل أهمية. مع ذلك رفض هؤلاء الموظفون إيراد أسماء هذه الدول، فيما تواصل السعودية التي توقع الأميركيون منها أن quot;تساهمquot; في تقديم بوادر كهذه رفض ذلك لكنها تقبل بتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية وتحويل مئات ملايين الدولارات لها.

وتقول هآرتس نقلاً عن هؤلاء الموظفين إن دولاً عربية معينة وافقت على فتح ممثليات إسرائيلية في أراضيها، بينما وافق قسم آخر على منح تأشيرات دخول لرجال أعمال وسياح إسرائيليين، ووافقت بعض الدول على تأسيس علاقات اتصال هاتفي مباشر، عبر البدالة الدولية مع إسرائيل، كما وافقت بعض الدول عقد لقاءات علنية وعلى مستوى حكومي رفيع مع مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوى، ووافقت دول أخرى على السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجوائها او تسيير رحلات جوية مباشرة من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب.