أصابع الإتهام موجهة إلى حركة طالبان الباكستانية خاصة أنّ المدرسة مختلطة بين الفتية والفتيات، والحركة تعارض تعليم الفتيات فما بالك بالإختلاط!

بيشاور: فجر مسلحون يشتبه في انهم من طالبان اليوم الثلاثاء مدرسة ابتدائية مختلطة في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان رغم سلسلة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الباكستاني.

وزرع مسلحون متفجرات لتفجير المدرسة الصغيرة التي يتعلم فيها الصبيان والفتيات جنبا الى جنب وهو ما يرجح انه اثار غضب الاسلاميين الذين يعارضون تعليم البنات وغالبا ما يستهدفون مدارس البنات.

وصرح حمدالله خان مسؤول الشرطة المحلية ان quot;مبنى مدرسة مؤلفة من ثلاث غرف صف دمر في الانفجارquot;.

ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات نظرا لان المدرسة التي يتعلم فيها البنات والاولاد مغلقة بمناسبة عيد الفطر.

وقال خان ان التفجير يحمل بصمات طالبان المعارضين لتعليم الفتيات ويستهدفون عادة مدارس البنات.

واكد مسؤول التعليم المحلي محمد نيصار كذلك الحادث وقال ان quot;طبيعة التفجير تظهر ان طالبان كانت وراءهquot;.

وفجر مسلحون مئات المدارس منذ ان بدأت طالبان ومتطرفون مرتبطون بالقاعدة حملة تفجيرات قبل عامين قتل فيها اكثر من 2000 شخص في البلد النووي.

واستعاد الجيش السيطرة على وادي سوات الواقع شمال غرب البلاد في اعقاب هجوم عنيف خلال الصيف لقمع تمرد طالبان المسلح المستمر منذ عامين بعد ان قالت الولايات المتحدة ان المتطرفين الاسلاميين يشكلون تهديدا على وجود باكستان.

واعلنت باكستان عن اعتقال عدد من قادة المتطرفين في سوات وشنت هذا الشهر هجوما اخر على منطقة خيبر التي يغيب عنها القانون والتي تعتبر ممرا مهما لامدادات القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان قرب بيشاور.

وجاء تفجير المدرسة في الوقت الذي تحقق الشرطة في محاولة اغتيال وزير في الحكومة المحلية عندما قتلوا مفجرا انتحاريا مراهقا في قرية توتالاي في منطقة بونر شمال غرب البلاد.

وقال مسؤول في الشرطة المحلية نور جمال لفرانس برس quot;لقد اقتحمنا مدرسة ابتدائية بناء على معلومات استخباراتية بان اربعة مسلحين يقيمون داخلهاquot;.

واضاف ان ثلاثة مسلحين فروا quot;عندما فتحوا النار عليهم بينما قتل الرابع عندما انفجرت العبوة الناسفة التي كان يثبتها على جسمهquot;.

وتابع quot;لقد عثرنا على ساقي المفجر في الموقعquot;.

ومن الصعب تحديد هدف المسلحين الا ان وزير التعليم في المنطقة سردار حسين باباك قال انه هو الذي كان مستهدفا في التفجير لانه عادة ما يتنقل على الطريق التي تقع فيها المدرسة.

وصرح باباك لوكالة فرانس برس ان quot;المهاجمين كانوا يخططون لضربي انا وعميquot;.

واكدت السلطات الباكستانية انها طهرت سوات ومنطقتي بونر ولور دير المجاورة من المسلحين وشجعت نحو مليوني مدني مشرد على العودة الى منازلهم. وتقول الامم المتحدة ان نحو 1,65 مليون شخص عادوا الى منازلهم بالفعل.

وذكر الجيش الاثنين ان قواته اعتقلت قائدا لطالبان مصاب بجروح خطيرة وكان وراء تفجيرات انتحارية في سوات ويدعى ابو فرج.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الثلاثاء في احتفال بعيد الفطر ان quot;النتائج هي ان هؤلاء الذي وضعت على رؤوسهم مكافات بملايين الروبيات تخلوا عن اسلحتهمquot;.

ورغم استمرار الاشتباكات، الا ان محللين اشادوا بالعملية التي جرت في سوات بوصفها اول عملية كبرى للقضاء على التمرد، وحثوا الجيش على مهاجمة قيادة طالبان في منطقة وزيرستان القبائلية.

وهدد زعيم طالبان باكستان الحديد حكيم الله محسود بالانتقام لمقتل سلفه في هجوم بطائرة اميركية بدون طيار.

وفر المئات من المنطقة الواقعة بين شمال وجنوب وزيرستان على الحدود الافغانية خشية من ان يكون الجيش يستعد لشن هجوم جديد ضد المسلحين، حسب مسؤولين امنيين.

وقال حسن العسكري المحلل الامني ان quot;العملية التي جرت في سوات كانت بمثابة نجاح كبير للحكومة قضت على المسلحين الذين يتحدون الحكومة هناكquot;.

واضاف ان quot;الجيش احاط بجنوب وزيرستان ولذلك لا توجد سوى القليل جدا من تحركات المسلحين من هذه المنطقة وغيرها من المناطق. لا يريدون الدخول الى هناك الا اذا تاكدوا تماما من تحقيق نصر سهلquot;.