كاليه (فرنسا):قام المئات من افراد الشرطة الفرنسية يوم الثلاثاء باخلاء المعسكر المسمى quot;الادغالquot; حيث يتجمع المهاجرون غير الشرعيين ومعظمهم من الافغان قرب ميناء كاليه قبل ان يحاولوا العبور الى بريطانيا.
وشكل العشرات من موظفي الجمعيات الخيرية جدارا بشريا امام مجموعة من المهاجرين حوالي نصفهم من القصر يحملون لافتات تقول quot;الادغال ملك لناquot; لكن الشرطة احاطت بالحشد والقت القبض على 278 شخصا وهي تضع المهاجرين داخل حافلات.

وقال فينسنت لينوار عضو اتحاد السلام الانساني quot;هذه هي صورة فرنسا العنيفة التي يريدون تقديمها. انه شيء محزن ومخز.quot;
وصرخ الكثير من المهاجرين وبكوا اثناء اعتقالهم وابعادهم عن مدينة الخيام. وقامت البلدوزرات بعد ذلك باخلاء المنطقة تماما.

وسيتم اعادة المهاجرين تحت الاشراف الى بلادهم الاصلية او السماح لهم بتقديم طلبات اللجوء او طردهم بالقوة اذا رفضواان يغادروا طوعا.
ودافع وزير الهجرة اريك بوسو عن العملية التي اعلن عنها في الاسبوع الماضي والتي تعرضت لانتقادات شديدة من الجماعات الانسانية.

وقال في مؤتمر صحفي quot;هذه العملية ليست موجهة للمهاجرين انفسهم. انها موجهة للبنية التحتية اللوجستية وشبكات تهريب الاشخاص التي تعمل على غرار المافيا الذين يبيعون الرحلة الى انجلترا بسعر مرتفع جدا.quot;
وقال ان quot;الادغالquot; اصبحت مخزنا مفتوحا يقوم فيها مجرمون باساءة استغلال المهاجرين بطريقة وحشية ووسط ظروف غير صحية وغير مأمونة.

لكن المعارضين يقولون ان العملية كانت حركة تجميلية لن تفعل شيئا لاثناء الالاف من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من بلاد فقيرة جدا في افريقيا واسيا الذين يحاولون عبور حدود اوروبا كل عام.
وقال كريستيان فانيست عضو محلي في البرلمان عن حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم لاذاعة فرنسا انفو quot;علينا ان نحل المشكلة على المستوى الاوروبي. هذه هجرة لا تتعلق بفرنسا. نحن مجرد محطة مرحلية.quot;

وقام معسكر الادغال بعد ان اغلقت فرنسا مركزا كبيرا تابعا للصليب الاحمر قرب سانجيت في عام 2002 نتيجة ضغوط بريطانية التي اعتبرته مركز جذب للمهاجرين السريين.
واعترف بوسو بان الدول الاوروبية في حاجة الى تحسين ظروف السيطرة على الحدود وقال ان فرنسا اقترحت تشكيل قوة شرطة حدودية على اتساع اوروبا للسيطرة على الهجرة غير الشرعية.

وقال quot;ينبغي تنسيق السياسات الاوروبية بشأن الهجرة واللجوء السياسي مع بعضنا البعض.quot;
وكان معسكر الادغال قد بدأ يخلو قبل العملية التي اعلن عنها في الاسبوع الماضي لكن منظمي الحملات قالوا ان المهاجرين لا يزالون يتجمعون في منطقة كاليه قبل ان يبدأوا محاولتهم الخطرة لعبور القنال الانجليزي.
وقالت مونيك ديلانوي عضو جمعية بيل اتوال quot;يمكنهم ان يغلقوا الادغال لكن انجلترا ستظل على نفس المسافة من هناك.quot;