كشفت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية أن اجتماعين سريين رفيعي المستوى بين مسؤولين اسرائيليين وروس، قد أسفرا عن اتفاقية إستراتيجية تقتضي أن تحصل روسيا علىمساعدة من إسرائيل بشأن نزاعها الدائر مع جورجيا في مقابل توقفها عن تزويد طهران بصواريخ S-300 المتطورة. هذه التكهنات نشبت على نطاق واسع في موسكو، بعدما اعترف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو بزيارة سرية إلى الكريملين في السابع من سبتمبر/أيلول، جاءت بعد محادثات أجراها الرئيس الروسي مع نظيره الإسرائيلي، شيمون بيريز خلال شهر أغسطس/آب. هذا ويؤكد خبراء روس أن التعاون العسكري لاسرائيل مع جورجيا يشير إلى وجود ما يمكن أن يرقى إلى صفقة منطقية بين تل أبيب وموسكو، علمًا أن quot;تسليح جورجيا من الناحية العسكرية بمساعدة إسرائيل، وكان سببًا في إصابة روسيا بحالة كبيرة من الاستياءquot;.

القاهرة: وسط أجواء شابها الكثير من الأقاويل والتكهنات حول خبايا وكواليس الاجتماعين السريين اللذين عُقِدا خلال الفترة القليلة الماضية بين مسؤولين روس وإسرائيليين، تكشف تقارير صحافية أميركية النقاب عن تفاصيل صفقة سرية أبرمتها إسرائيل مؤخرًا مع روسيا لمنعها من بيع صورايخ S-300 إلى إيران.

ورجحت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية في تقرير تحليلي مطوّل لها أن يكون هذان الاجتماعان السريان الرفيعا المستوى قد أسفرا عن إبرام صفقة إستراتيجية بين موسكو وتل أبيب تهدف إلى تقويض خصميهما، جورجيا وإيران.

وأفادت الصحيفة أن روسيا ربما تحصلت على مساعدة من إسرائيل بشأن نزاعها الدائر مع جورجيا في مقابل توقف الدب الروسي عن تزويد طهران بصواريخ S-300 المتطورة.

ومضت الصحيفة لتقول إن موجة من التكهنات نشبت على نطاق واسع في موسكو خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن اعترف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال مقابلة له مع محطة السي إن إن الأميركية بقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو بزيارة سرية إلى الكريملين في السابع من سبتمبر / أيلول الجاري. وهي الزيارة التي تلت المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي مع نظيره الإسرائيلي، شيمون بيريز، في المقر الخاص بعطلات ميدفيديف بمدينة سوتشي الروسية خلال شهر أغسطس / آب الماضي.

وتنقل الصحيفة في السياق ذاته عن خبراء تأكيدهم على أن الجانبين يوشكان على التوصل لاتفاق استراتيجي أوسع في النطاق لبعض الوقت. وهنا، تنقل الصحيفة عن يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط المستقل في موسكو، قوله :quot; إن أحد أهم الأهداف بالنسبة إلى حكومة نيتنياهو هو تأسيس شراكة إستراتيجية مع روسيا. ومن الممكن أن تحظى مثل هذه العلاقة بالأهمية نفسهاالتي تحظى بها علاقة إسرائيل بالولايات المتحدةquot;. من جانبها، عاودت الصحيفة لتشير إلى زيادة أوجه التعاون خلال السنوات الأخيرة بين روسيا وإسرائيل، والتي تضمنت على صفقات الأسلحة التي اشترتها روسيا مؤخرًا من إسرائيل، وكذلك عودة العديد من اليهود السوفياتيين السابقين إلى روسيا للاستفادة من سيل فرص العمل المتاحة وانحسار أجواء معاداة السامية في البلاد.

وفي الوقت الذي لم يعرف فيه أحد طبيعة ما تم مناقشته خلال الاجتماعات رفيعة المستوى التي عُقِدت بين القادة الروس والإسرائيليين، يؤكد الخبراء على أن الموضوع الوحيد الذي يضمن مثل هذه الدبلوماسية المكوكية المُلِحة رفيعة المستوى هو الاتفاق الروسي المعلق بشأن تزويد أنظمة الدفاع الجوي S-300 شديدة التطور إلى إيران. وتقول الصحيفة إن النسخة الأحدث من هذا السلاح الحديث، ويُعرف باسم quot;Favoritquot; ، من الممكن أن يستهدف 12 هدفًا في توقيت واحد، ويحلق على مسافة يتراوح ارتفاعها ما بين 30 قدمًا إلى 20 ميلاً، وضربهم من على بُعد 75 ميلاً.

وفي الوقت الذي بادرت فيه الخارجية الروسية بنفي ما تردد عن أن سفينة الشحن الروسية quot;أركيتك سيquot; التي اختطفت قبالة السواحل السويدية في الثامن والعشرين من شهر يوليو / تموز الماضي، كانت تحمل صواريخ S-300 إلى إيران، نقلت الصحيفة هنا عن ساتانوفسكي، قوله :quot; سوف توفر تلك النوعية من الصواريخ مثل هذه الحماية الجيدة للمشروع النووي الإيراني، ما يعني أن وصول مثل هذه الصواريخ الروسية إلى إيران، فإن ذلك قد يكون إشارة دالة على احتمالات نشوب الحرب. وسيتم النظر إلى مثل هذه الصواريخ على أنها ذات غرض واحد، هو الدفاع عن قنبلة إيران النوويةquot;.

وبينما تحدثت تقارير صحافية إسرائيلية عن أن السبب الرئيس وراء زيارة نيتنياهو السرية لروسيا مؤخرًا، كان العمل على إقناع القادة الروس بالتوقّف عن تزويد إيران بالصواريخ، نقلت quot;ساينس مونيتورquot; عن خبراء روس تأكيدهم على أن تعاون إسرائيل العسكري الوطيد مع جورجيا يشير إلى وجود ما يمكن أن يرقى إلى صفقة منطقية بين تل أبيب وموسكو. وهنا، يقول سيرغي ماركوف، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي الموالي للكريملين :quot; لقد تم تسليح جورجيا من الناحية العسكرية بمساعدة إسرائيل، وكان ذلك سببًا في إصابتنا بحالة كبيرة من الاستياءquot;.